أراء حرة: فيلم - Hugo - 2011


لم أكن أتوقع منك ذلك .. يا سكورسيزي

لست ناقدا سينمائيا ... و لست خبيرا بهذه الصناعة الإحترافية العظيمة .. و لكنني ببساطة متذوق جيد، و ربما اكون متوسطا مقارنة بالكثيرين الذين يتفننون في القراءة بين السطور، و ترجمة الرؤي السينمائية و كشف المستور. تابعت أخبار الفيلم منذ أعلن سكورسيزي انه سيخرج فيلما بتقنية التصوير ثلاثي الأبعاد، و شعرت بأن المخرج العظيم سيغزو العالم و يقلب صناعة السينما مرة أخري. ذهبت إلي دار العرض ممتلئا حماسة مما قرأته عن عظيم إنتاج السينما الذي تجسد في إبداع سكورسيزي و إعادته المجد للفن السابع من خلال أحدث...اقرأ المزيد أعماله، و الذي كان مرشحا كما يبدو لحصد جميع جوائز الأوسكار .. و لكن خاب أملي بعد الثلث الأول من الفيلم .. لن اسرد تفاصيل الفيلم و لا الأخطاء الواضحة في ربط عناصر القصة، و لكن هالني المبالغة في محاولة تغليف الفكرة بطابع ليس ملائما لها بالمرة. ربما ينبهر المشاهد بتقنية التصوير ثلاثي الأبعاد، و حركة التروس، و الجو التاريخي الباريسي، و مواقع التصوير التي تشع قصصا و مغامرات، و لكنني ببساطة وجدته غلافا مبالغات فيه، أدخلني في جو من الفانتازيا في بداية الأمر، و لكن ما لبث بخار القطارات أن تلاشي مع الإبحار في تفاصيل الفيلم. و جدت سكورسيزي ايضا يحاول بشكل مبالغ فيه إدخال العديد من القصص المتوازية حول القصة الرئيسية، منها قصتي حب ساذجتين لم يضيفتا إلي الحبكة اي شي، لا سيما بعض المشاهد و الموسيقي التصويرية التي لا تتعدي ثواني و أجدها غير مؤثرة في الأحداث بالمرة. ربما أكون متجنيا، و لكنني إندهشت ممن كتبوا مقالات و أشعار في عمل أراه بالكاد عاديا، لم يضف سكورسيزي فكرة، لم يضف قيمة، لم يضف قصة ... لن يكون هذا الفيلم نهاية قصتي مع افلام سكورسيزي، هي هفوة من هفوات العظماء .. و سوف أنتظر إبداعا آخر منه .. اتمني أن يكون قريبا


''هوجو'' .... درس بليغ عن العودة للحياة!

عندما تشاهد فيلماً يبهجك، يغير من حالتك النفسية من السيء للأفضل، لا تخجل من الصراخ بصوت عال قائلاً : هذا فيلم عظيم.... ينطبق ما سبق تماماً على فيلم هوجو للمخرج الرائع مارتن سكورسيزى الذي قدم من قبل أفلاماً شديدة التميز عن أبطال عصابات وعن مافيات عنيفة يتسم أفرادها بأخلاقيات وصداقات وغراميات من نوع خاص . ورغم البشاعة التي تحيط بهم وحالات العنف التي تتلبسهم ، كان يقدمهم بصورة واقعية للغاية، جعلت منه أحد رواد الواقعية السينمائية في العالم، لكنه هذه المرة يجوب بمشاهديه عالم جديد من الخيال عبر...اقرأ المزيد "حدوتة" شديدة الجمال والإنسانية، أضاف إليها بمهارة شديدة إحتفاءً خاصاً بالسينما عبر تقديم سيرة ذاتية لأحد أهم صناع السينما في بدايتها جورج ميليس الذي قدم 503 فيلماً في الفترة ما بين 1895 و 1913 حتى توقف عن العمل نتيجة الحرب العالمية الأولى . وكما عودنا سكورسيزي دائماً بأنه مخرج المكان الواحد مثل المدن الموحشة والمنازل الكئيبة والشوارع الخلفية والكازينوهات المليئة بالهمجية في أفلام كازينو ، سائق التاكسي ، الجزيرة المحطمة ، يخوض بنا تجربته السحرية هذه المرة داخل محطة قطار يسكنها بطله الطفل الذي يعمل على ضبط ساعات المحطة، حالماً بإصلاح رجل آلي هو كل ما تبقى له من والده، حتى يلتقي المخرج العظيم المعتزل الذي ييدير محلاً لبيع الألعاب، ليكشف كلاً منهما للآخر عالما سحرياً للسينما التي ظن الرجل الكبير بأنها ضاعت وأكلها النسيان. وكعادته يقدم سكورسيزي عالمه الجمالي الغني بالمعايير والقيم والعواطف الإنسانية ولكن هذه المرة دون فوضى وعنف، بل ويقدم أيضاً كعادته رسائل هامة تدعو لحب الحياة وإعادة إكتشافها بعيداً عن حبكة الفيلم مثل حديث الطفل هوجو مع صديقته إيزابيل حين يقول لها "الآلات لا تحتمل قطعاً زائدة، والدنيا تماماً كالآلة ليس فيها قطعاً فائضة عن الحاجة، ونحن البشر قطعها، فليس منا من ليس له دور"، كذلك الخطوط الفرعية المبهرة لمفتش البوليس القاسي نتيجة إصابته في الحرب والعاشق البسيط لبائعة الورد، وأيضاً بائع الجرايد وصاحبة المقهى. فيلم هوجو هو إعادة ميلاد للمخرج العظيم الذي قال يوماً عن نفسه في حوار صحفي "" إنني اشعر بالخوف . وقد تكون التكنولوجيا هي السبب ، وهذا يعود بنا إلى الوراء للثورة الصناعية . نحن نفقد ذواتنا بطريقة ما ، نفقد الإحساس بمن نحن . لقد فقدت الاتصال مع العالم الجديد واشعر إنني مغترب عنه ، فأنا لا أستطيع أن أقوم بتشغيل كومبيوتر ! وكل فيلم اصنعه هو عن عالم لا وجود له الآن "، فيقدم فيلماً ثلاثي الابعاد بـ"تكنيك" شديد الجمال، لم ينسى خلاله أن يؤدي التحية لبدايات السينما. "هوجو" فيلم خيالي ارتمت الواقعية بين أحضانه، ليقدم لنا عالماً شديد الروعة مليئاً بالبهجة يستحق أن تشاهده عدة مرات، لتعلم أن الحياة مازالت تستحق المزيد من الجهد والمثابرة، يعود خلال أحداثه جورج ميليس للحياة، ويعود سكورسيزي ليقدم حياة إخراجية جديدة، شكراً سكورسيزي على تعليمنا فن الحياة.


هوجو .... السينما كما يجب ان تكون

قبل ان تدخل لمشاهدة هذ الفيلم يجب ان تجهز نفسك لمشاهدة فيلم من الطراز الاول لانه بمجرد قراءة اسم مارتن سكورسيزي على افيش الفيلم فاعلم انك على وشك مشاهدة تحفة سينمائية . سكورسيزي في فيلمه الجديد كان رائعا كالعادة و هو كعادته فوق النقد يكفيك طريقته في توجيه الطفل اسا باترفيلد ( هوجو ) و جعل اداءه كممثل حاصل على الاوسكار , مرورا الى سلالسة مرور الاحداث دون ان تشعر بلحظة ملل واحدة خلال اكثر من ساعتين , وصولا الى مشهد النهاية الذي استطع فيه سكورسيزي ان يريك لماذا يوصف باخر المخرجين العظماء...اقرأ المزيد . الحكاية بمجملها عاطفية و شديدة العذوبة ابدع في كتبتها جون لوجان نقل عن رواية للكاتب بريان سيلزنك . افضل ان لا اكتب عن تفاصيل الفيلم لان كل كلمة تكتب عن احداث الفيلم سوف تحرق جزء منه بالنسبة لك . اما بالنسبة للتمثيل فقد كان من الواضح مدى حرص سكورسيزي على اختيار ممثليه بدقة , فاختار الرائع بن كنجسلي ليقدم دور الساحر جورج ميليس , كنجسلي قدم الدور بكل سهولة و كعادته باسلوب السهل الممتنع . جيد لو في اضافة ممتازة للعديد من ادواره السابقة و هو ياكد يوما بعد يوم انه نجم لا يستهان به . ساشا كوهين رغم عدم اقتناعي به كممثل الا انه نجح في تقديم افضل ادواره على الاطلاق رغم ضغر حجم الدور . في النهاية انا لم استطع انا ادخل الى تفاصيل الفيلم رغبة مني في ان تستمتعوا في كل لحظة من هذا الفيلم كما استمعت به انا