أراء حرة: فيلم - Total Recall - 2012


لا جديد يذكر

فكرة تدمير الأرض وانتهاء الحياة عليها وفناء البشرية وما بعد ذلك فكرة قدمت في خمسين ألف عمل فني من خلال السينما العالمية وعلى الأخص الأمريكية، وهناك أعمال لاقت استحسان كبير وحققت نجاحات وإيرادات عالية وتركت بصمة قوية خاصة أن أفلام المستقبل البعيد أفلام مرغوب فيها ويغلب عليها طابع التشويق والإثارة، وكما هو معروف أن فيلم (الاستدعاء الكامل) أو (Total Recall) بيدور في نفس الإطار، وقد قدمت الفكرة قبل ذلك تحت نفس الاسم عام 1990 وقام ببطولة الفيلم الممثل أرنولد شوارزنيجر كما قدمت عام 1994 من خلال...اقرأ المزيد دراما تلفزيونية. إذاً لا جديد في الخط الدرامي الرئيسي للفيلم وده اللي بيخليني أدور على إيه الجديد أو السبب الحقيقي لإنتاج عمل مماثل لدرجة عالية بالشكل ده! وأنا بعترف أني ملقتش أي جديد. ويمكن نظرتي السوداوية للعمل من أول مشهد هي اللي خلتني مكتشفش ده بس أقدر أقول أن المستوى التقني اللي صمم به العمل كان على مستوى عالي والمؤثرات الصوتية والبصرية كانت جيدة وخلاني أفكر في شكل المستقبل بعد كدا ولو حصل ده هل ح قدر أعيش بنفس الشكل؟ واعتقد أن نجاح الفيلم أو تحقيقه لأي نجاح ح يتوقف على التكنولوجيا المستخدمة في المشاهد. شخصية دوج اللي قدمها الممثل كولن فاريل خلتني متعاطفة معاه طوال الوقت وكنت بتمنى أنه يوصل لحقيقة تريحه وتريحني أنا كمان من متابعة الفيلم اللي كان أغلب مشاهده ضرب ورزع وعرفت ليه تجارة السلاح تجارة مربحة من كتر الرصاص اللي ضرب في الفيلم عمال على بطال. العنصر النسائي في الفيلم واللي اقتصر على الممثلتين جيسيكا بيل وكيت بيكنسل كان موفق جدا وكنت مبهورة بدور كيت جدا وحركاتها السريعة والرشيقة وقدرتها الفائقة على تنفيذ تلك الحركات.


عندما يخفق المخرج الناجح

توقعت قبل مشاهدتى لهذا الفيلم ان ارى إضافة هامة وحقيقية لكل من المخرج لين ويزمن والممثل كولن فاريل وباقى ابطال العمل وافلام الخيال العلمى ككل فالفبلم فى نهاية المطاف مسئولية المخرج الذى عرفنا عنه تميزه فى مجال الخيال العلمى وتمكنه من استخدام ادواته من خلال التصوير او عناصر القصة والحوار من خلال أعماله السابقة سواء كان منتج او مخرج فى سلسة تحت العالم او من خلال الجزء الرابع من سلسلة أفلام عش حر او مت من بطولة بروس ويلز فعندما يخطأ او يستهتر المخرج الناجح بأى عمل جديد يكون سقوطه مدويا بسبب...اقرأ المزيد انتظار الجمهور لعمله الجديد وخاصة وإذا كان عمل مكمل لسلسلة أفلام فهذا الفيلم تم إنتاجه فى 1990 وحقق نجاحا وكان من بطولة ارلوند شوازنجر فضلا عن اسهاماته بإنتقاص الثقة فى اعماله القادمة او اعمال الممثلين الذى ظهروا بأداء هزيل بإستثناء كات باكينسيل التى كانت متمكنة من دورها الذى كان يمثل جانب الشر فى الفيلم وهذا بسبب إعتمادها على خبرات سابقة اكتسبتها من سلسلة تحت العالم اما باقى طاقم العمل من ممثلين فجاء دورهم هزيل وفى منتهى التقليدية بداية من كولن فاريل وجيسكا بيل التى كانت افشل من فى العمل فالدور الذى لعبته كان من المفترض ان تقوم به ممثلة مبتدئة ولكنى لا اعرف كيف قبلت هذا الدور وكيف لم تضف عليه من اداء يرتقى بمستواها الفنى عند مشاهدتك للفيلم لا تشعر بأى إثارة حقيقة يستطيع ان يفاجأك بها المخرج وأخص بالطبع محبى افلام الخيال العلمى الذين تعودوا على الانبهار سواء بالتطور التكنولوجى المتوقع من خيال الكاتب والمخرج فى المستقبل او من خلال قصة احدائها مثيرة ومتتابعة تجعل المشاهد لا يمل فالقصة بنيت على التيمة الشهيرة فى هيوليود والتى تبشر بشبه إندثار الحياة على كوكب الارض وما سيكون عليه البشر فى مثل هذة الظروف من ضياع وهوان سواء بسبب الحرب الازلية بين الخير والشر او بسبب غضب الطبيعة من تصرفات الانسان وتم مزج هذة التيمة بتيمة اخرى كمحاولة مستميتة لبث الاثارة فى الفيلم وهى تيمة طمس الهوية لعميل مخابراتى ومحو ذاكرته وتدور الاحداث حول بحثه عن هويته ليحارب الانظمة الظالمة التى جعلته يقتل وتجسس وهذة التيمة مأخوذة بالمسطرة سرقة واقتباسا من سلسلة افلام شخصية جيسون بورن الثلاثية التى لعبها الممثل مات ديمون مع العلم ان الجزء الرابع من سلسة بورن فى الاسواق وفى نفس توقيت عرض فيلم توتال ريكول ولكن من بطولة جيرنى رينير , لم اشعر بإبهار بصرى سوى فى مشهد واحد وهو أول مشهد حركة فى الفيلم عندما اصطدم البطل بقوات الامن ويليه مشهد اصطدام الزوجة المزيفة كات باكنسيل بالبطل المخدوع ايضا وبعد هذين المشهدين وعند انتهاء الفيلم تعرف ان المخرج اظهر كل مافى جعبته من ابهار مرئى للمشاهد واكثر ماجعلنى اشعر بملل هو ضعف الحبكة الدرامية فبعد سيطرة الشرعلى جانب الخير كان يوجد مليون فرصه للتخلص من البطل عن طريق قتله ولكن المخرج اراد ان يعيش البطل حتى ينهى الاحداث به بمنتهى التقليدية هذا الفيلم من نوعية افلام المرة الواحدة فمن الصعب ان يتحمل احد محبى السينما ان يشتهد فيلم بهذا المستةى الفنى مرتين فالفيلم يخاطب شريحة المراهقين او الاقل سنا نظرا لافتقراهم لذاكرة سينمائية شاهدت عشرات الافلام بنفس التيمات وبحرفية اقوى وتمكن وانتاج منظم عن هذا الفيلم الضعيف.