أراء حرة: فيلم - The Grey - 2011


العلاقة بين القطب الشمالي واللون الرمادي

الكثير منا يعرف أن الفرق بين الفيلم (الأبيض وأسود) والفيلم (الألوان) ينحصر في نوعية المادة الخام التي يتم استخدامها .... والكثير أيضا يعرف ماذا يعني بعبارة(الفيلم الأسود)، لكن بعد مشاهدتي لفيلم (The Grey) اكتشفت ان في حاجة جديدة اسمها الفيلم الرمادي والتي قدمها المخرج جو كارنهان في فيلمه هذا...قصة الفيلم تدور فى قالب درامي مثير حول فريق تنقيب عن البترول فى القطب الشمالى، يشاء القدر أن تقع كارثة تحطم طائرتهم وسقوطها في منطقة ضحلة ، يحاول الجميع الوصول إلى بر النجاة، خاصة فى ظل مطاردة ذئاب مفترسة...اقرأ المزيد لهم ويتولى عملية الإنقاذ صديقهم الخبير أوتواي لمعرفته الكثير من المعلومات عن هذه الذئاب...الفيلم في بدايته يشعرك بالكأبة الشديدة لكثرة المشاهد التي يتحدث فيها البطل أوتواي (ليام نيسون) عن نفسه وعن حبيبته وحياته وأصدقائه حتى أن الأمر بيصل في البداية للظن أن الفيلم مجرد سيرة ذاتية عنه لكن مع توالي الأحداث ووقوع تحطم الطائرة التي تقل فريق العلماء وبرفقتهم أوتواي يبدأ الخط الدرامي للفيلم يتغير بنسبة 360 درجة حيث الإثارة والتشويق والمشاهد المتلاحقة والسريعة من خلال مهاجمة الذئاب لأواتوي وأصدقائه ومحاولة التغلب عليهم ويظهر ذلك كثيرا عندما يحاول أواتوي محاربة الذئاب بعد نفاذ الذخيرة منه ...اجمل ما يميز الفيلم ذلك اللون الرمادي وكأن القطب الشمالي كله أصبح رمادي اللون وليس أبيض وقد خُدم هذا بدرجة الإضاءة الخافتة في العديد من المشاهد ، كذلك الأماكن الطبيعية التي قدمه المخرج جو كارنهان في الفيلم وقام بتصويرها كانت بمثابة توثيق لبعض الأماكن الخلابة التي قليلا ما قدمت في بعض الأعمال الدرامية التي تدور في مثل هذه المناطق....طريقة الفلاش باك التي استخدمت لتعرض قصة حياة أواتواي والسبب في عزلته ووحدته كانت بمثابة الطريقة الوحيدة لتوضيح مشاهد كثيرة لم أفهمها في البداية وخاصة التي دارت عنه وعن حبيبته وكيف لاقت حتفها واعتقد أن شخصية أوتواي نجحت اكثر بأداء الممثل وليام نيسون وبراعته في توصيل إحساسه للمشاهد فكثيرا من انفعالات وجهه كانت معبرة لدرجة عالية عما يعاني منه سواء في وحدته أو سبب بعده عن زملائه أو شعوره بالحيوانات وردود أفعالهم...نهاية الفيلم مؤثرة جدا وخاصة المشاهد التي قاربت النهاية حيث استطاع اصدقاء أوتواي الذين نجوا أن يفهموا أوتواي وما يدور بداخله وهو ما أكد على أن الفيلم ذو أبعاد إنسانية أكثر من أبعاده الدرامية.