أراء حرة: فيلم - 47 Ronin - 2013


الشرف والثأر ينبع من 47 Ronin

47 Ronin أسطورة جديدة من الأساطير الملحمية الهامة في حياة الشعب الياباني يقدمها المخرج (كارل رنسش) ومن بطولة النجم (كيانو ريفز)، و(هيرويوكي ساناد)، و(كو شيباساكي) تدور في إطار تشويقي مثير حيث 47 سامواري يقرورا الانتقام والثأر لقائدهم، ويتحدوا مع البطل كاي (كيانو ريفز) ليقفوا في وجه غزاة تمتلئ عزيمتهم بالدماء والعنف، محاولين تحقيق الشرف لهم ولعشريتهم. قصة تقدم المعنى الحقيقي للشرف والتضحية والثأر الممزوج بالانتقام يتخللها عالم غريب مليئ بالوحوش والمخلوقات العريبة، والأماكن المخيفة المرعبة استطاع...اقرأ المزيد المخرج (كريس) أن ينفذها بحرافية بالغة مستخدما تقنية عالية ومؤثرات خاصة لتقديم تلك المخلوقات الغامضة والشخصيات الجديدة على القصة الحقيقة والتي كانت من ضمن الأشياء الجميلة التي تحسب للمؤلف (كريس مورجان) مثل شخصية الأميرة ميكا والساحرة الشريرة ريتشي، ليحقق بذلك تجربة أمريكية جديرة بالاحترام ومنافسة للأعمال اليابانية التي تناولت نفس القصة وقدمت تحت نفس العنوان بدأت عام 1941 وأخرها عام 1994 أما الأداء التمثيلي فكان أكثر من رائع؛ فقدم الممثل (كيانو ريفز) دورا من أكثر الأدوار الرائعة التي قام بها، فبعد أن أشتهر بشخصية (نيو) في ثلاثية ماتريكس العظيمة وبعد دوره في (The Lake House) مع الممثلة ساندرا بولك يأتي هذا الدور ليثبت موهبته وقدرته على تقديم مختلف الشخصيات، واستخدام السيوف بشكل بارع في المبارزات والمعارك التي قادها. ولا يقل عن هذا الدور الممثل الياباني (هيرووكي سانادا) الذي أدى دور القائد أوشي مبدعا في إظهار مختلف التعبيرات والانفاعلات الخاصة بالشخصية، ونجح في منافسة كبار الممثلين اليابانيين الذين قدموا من قبل نفس الشخصية، مؤكدا أنه يستحق بالفعل جائزة الأوسكار التي رشح لها أكثر من مرة وحصل عليها مرتين. وتأتي دور الأميرة ميكا التي قدمتها الممثلة (كو شيباساكي) لتقدم معنى جميل لقصة حب خالدة أسطورية بكل ما تحمل الكلمة من معنى في الوقت الذي تقدم فيه شخصية متوحشة غاية في الشراسة تضحي بكل التقاليد من أجل حبها. ولعب الديكور الذي صممه مهندس الديكور (إيلي جريف) دورا أساسيا في نجاح العمل وإخراجه بالشكل المطلوب وظهر ذلك في تصميم المنازل والغابات والجزر التي تمت فيها المعارك الضارية بين الفريقين، وقد استخدم المخرج كارل أكثر من 15 ألف زهرة صناعية من أزهار الكرز ليقدم الشكل الحقيقي والطبيعي للغابات والأشجار المشهورة بها اليابان، أيضا جاءت الموسيقى التصويرية التي ألفها (إنيكوس روس) لتبعث جو من الحماس والترقب الممزوج بالخطر في كل مشهد بالإضافة لذلك ظهر تصميم الأزياء مناسب للوقت المعاصر لأحداث الفيلم؛ لتكتمل بذلك كل عناصر النجاح اللازمة لإنجاح الفيلم واعتقد أنه سيكون من ضمن الأفلام المرشحة للأوسكار لهذا العام. الفيلم يستحق أن يشاهد أكثر من مرة لما يقدمها من معاني إنسانية، وأبعاد فنية رائعة.