أراء حرة: فيلم - The Wolf of Wall Street - 2013


ثور هائج أخر لسيكورسيزي

يبدو أن سيكورسيزي اشتاق أن يعود إلى تقديم تحفه الفنية القديمة مثل (الثور الهائج) و(كازينو) فقرر أن تكون عودته بقوة وأكثر جراءة، وأن يقدم أعنف تجلياته، وأن يكون قاسمه فيه ممثله المفضل (ليوناردو دي كابريو) بعد أن كان فتاه الأول والأخير وروبرت دينيرو. فعاد بأكثر الأعمال جراءة، وكأنه يقول (سأجمع توليفة من اﻹباحية، والمخدرات، وتجارة المال، والفساد، والحياة الماجنة وكل ماهو مندرج تحت الانفلات الأخلاقي وسأقدمه في هذا العمل). فبالفعل The Wolf of Wall Street هو أكثر أعمال المخرج مارتن سيكورسيزي جراءة...اقرأ المزيد وأكثرها انحرافية وتطرفا إن صح التعبير، وتمجيدا للجشع، فخلال مدة الفيلم التي قاربت 179 دقيقة أحتوت أغلب المشاهد على ألفاظ خارجة قوية، وعري كامل ومشاهد جنسية بالغة، وقد أشيٌر أن الفيلم ذكرت بمشاهده كلمة (Fuck) أكثر من 500 مرة وهذا رقم قياسي بالنسبة لأي عمل. هنا فقط تستطيع أن تتحدث عن المعنى الحقيقي للجنون، عن المعنى الحقيقي للجنس والمخدرات والفساد وعالم المال فمن خلال السيرة الذاتية لرجل الأعمال جوردن بلفورت (ليوناردو دي كابريو) يقدم سيكورسيزي تحفته عن سيناريو أبدع في كتابته (تيرينس وينتر) حيث قصة بلفورت وعصابات نيويورك وكيف استطاع أن يشق طريقه إلى وول ستريت وتلاعبه بأسهم البورصة والاحتيال على القوانين ليحقق ثراء فاحش، وكيف سيطر الجنس والمخدرات على حياته. فركز الفيلم على العديد من الأبعاد الإنسانية للشخصية وكيف أن نهمه وشهواته وحبه للملذات أثر في حياته المهنية والشخصية، وجعل بلفورت نفسه يحكي قصته حتى يحقق التعاطف المطلوب، وهو ماتميزت به أغلب أعمال سيكورسيزي، من خلال إيقاع سريع وأحداث متداخلة متكاملة. احتوى الفيلم على خيوط درامية متفرعة كان منها نظرة الرجل للمرأة على أنها ليست أكثر من جسد خلق للتمتع به، أو أنها إضافة من كماليات الحياة، أيضا دفع بشخصية بلفورت ليكون الشخص الوحيد القادر على تحقيق الحلم الأمريكي لكل من حوله بدء من أهله وأصدقائه وزملائه وموظفيه ليؤكد على تلك القوة.باﻹضافة إلى خيوط أخرى تعلقت بأعمال البورصة والنظرة الرأسمالية، والحياة الزوجية والخيانة.... وأخرى. بعض المشاهد كان لها تأثير قوي على الخط الدرامي الأساسي للفيلم أبرزه المشهد الذي جمع بين ليوناردو والممثل ماثيو ماكنفي بأحد المطاعم بأول عشر دقائق بالفيلم ونصحه فيه بأن يطلق العنان لرغبته الجنسية، وأن يرى دائما في استيلائه على أموال العملاء قوته الحقيقة كشرط أساسي لنجاحه وتحقيق الثراء المنشود. اختيار الممثل ليوناردو دي كابريو لدور بلفورت يدل على عبقرية سيكورسيزي حيث تجلت في شبابه وجنونه، وحيويته ، واستطاع بالفعل أن يقدم المعنى والحرارة المميزة لتلك الشخصية. وكان من المقرر أن يقوم الممثل براد بيت بدور بلفورت ولكن بعد صراع بين كابريو وبراد على مذكرات جوردن بلفورت استطاع الأول أن يفوز بها، وقد شارك كابريو في انتاجه جنبا إلى جنب مع (مارتن سكورسيزي، رضا عزيز، جوي مكفارلاند، إيما كوسكوف) تم التصوير في عدة أماكن متفرقة كان منها (كلوستر، نيوجرسي وهاريسون، نيويورك وصورت الأماكن الداخلية ببعض المكاتب باردسلي، نيويورك). وقد كان مقدرا أن يتم تصوير الفيلم بخاصية ثلاثي الأبعاد إلا أن الأمر رسى على تصوير بعض المشاهد رقميا وباقي المشاهد بالتصوير العادي. وتحت قيادة المصور (رودريجو برييتو) ويعتبر The Wolf of Wall Street هو العمل الخامس الذي يجمع بين ليوناردو وسيكورسيزي كان منها (The Departed، The Aviator، Shutter Island) وقد حصل حصل فيلمه هذا العام 2013 على جائزة أفضل فيلم من المعهد الفيلم الأمريكي، والمجلس الوطني للمراجعة ورشح لجوائز الجولدن جلوب أفضل فيلم وموسيقى وممثل، باﻹضافة إلى ترشيحه لعدة جوائز لأكاديمية الصحافة العالمية. وبلغت ميزانية الفيلم 100 مليون دولار وحقق إيرادات قاربت 18 مليون في أول إسبوع عرض له بالولايات المتحدة الأمريكية، كما حصل على أعلى تقييم على موقع IMDB وصل إلى 8.9 وحاز على نسبة 78% على موقع Rotten Tomatoes الفيلم يستحق أن يكون من أفضل أفلام 2013 على الإطلاق ويستحق أن يقييم بأكثر من 9/10


خفة عجوز في السبعين من عمره

أكثر ما أثار انتباهي في الفيلم الجديد للمخرج مارتن سكورسيزي، The Wolf of Wall Street، هو خفة الروح الشديدة التي صنع بها الفيلم، ومنطق اللعب والتجريب الذي يحرك صانعه، كأنه مخرج في مقتبل حياته، وليس عجوزاً في الثانية والسبعين من عمره. منذ افتتاحية الفيلم القصيرة، التي يظهر فيها أسداً يتحرك بين أحد مكاتب البورصة الكبرى في وول ستريت، ينتابنا ذلك الشعور بالخفة، وبعد دقائق قليلة سندرك أن هذا الفيلم به كل ما يميز مارتن سكورسيزي..وفي نفس الوقت هو مختلف فعلاً عن أي مما قدمه سابقاً. يحكي الفيلم قصة...اقرأ المزيد "جوردن بيلفورت"، الرجل الذي صار مليارديراً أمريكياً بجهده الذاتي وهو في منتصف العشرينات، عن طريق عبقرية اقتصادية حقيقية في التسويق والمضاربة بالبورصة، ويتتبع "سكورسيزي"، عبر ثلاث ساعات عرض تجعله الفيلم الأطول بين أفلام الرجل، رحلة مفضلة في موجودة في أغلب أفلامه عن الصعود إلى القمة ثم الهبوط إلى أسفل نقطة في القاع. الفيلم مختلف تحديداً في كونها المرة الأولى التي يقدم فيها "سكورسيزي" فيلماً يصلح لوصفه بـ"فيلمٍ كوميدي"، الكثير من التتابعات، المشاهد، التفاصيل، طريقة الإخراج والاستخدام المكثف للـ"سلو موشن" مثلاً، أو وجود ممثل كوميدي صريح كـ"جوناه هيل"، تدعم الفيلم في تلك المنطقة، لذلك يبدو الرجل العجوز مختلفاً، يتحرك في مناطق جديدة عنه، قبل أن يظهر في عمق ذلك ألفة شديدة مع كل التفاصيل "سكورسيزية" الطابع في كل جوانب العمل. "جوردن بيلفورت" هو نسخة جديدة من بطل "سكورسيزي" الذي يتكرر في كل أفلامه المهمة: الملاكم جيك لاموتا الذي ينافس على بطولة العالم قبل أن يتحول لرجل فاشل ومحطم ووحيد في Raging Bull، رجل العصابات هنري هيل الذي يحقق كل شيء قبل السقوط والاضطرار للعمل مع الـFBI في Goodfellas، الطيار هوارد هيوز الذي يصبح من أغنياء السينما والطيران في عصر ذهبي قبل أن يبدأ في تدمير نفسه بـThe Aviator، ونماذج أخرى من بقية الأفلام، "بيلفورت" هو صورة أخرى من هؤلاء، رحلة صعود مالية وإنسانية إلى السماء، ثم الهبوط بخيار التدمير الذاتي وخسارة كل شيء. الفيلم أيضاً يحمل، بوضوح، نقطة أخرى تشغل "سكورسيزي" في كافة أفلامه، وهي"تتبع الحلم الأمريكي"، في مدينته المفضلة "نيويورك"، في شارع المال تحديداً، يقترب ليرى، كما حاول مراراً طوال أربعة عقود، كيف أن تلك المدينة عفنة جداً من الداخل، منذ جملة ترافيس بيكال في Taxi Driver عام 76: "يوماً ما سيأتي المطر وينظف كل القمامة من شوارع المدينة"، منذ تلك الجملة.. وسكورسيزي يتتبع تلك القمامة وذلك العفن، "أمة من الفئران" كما يقول في The Departed، مبنية على أنقاض منسية كما يحكي في اللقطة الأخيرة من Gangs of New York، في كل عمل لـسكورسيزي هناك صورة مفزعة جداً لمدينة نيويورك التي عاش فيها وعشقها إلى درجة الكراهية، و"ذئب وول ستريت" هذا هو مجرد قطعة أخرى في قائمة أفلام متصلة ببعضها. تقنياً أيضاً لا يبدو "سكورسيزي" مختلفاً عن سابقه، وتلك هي أحد مشاكل العمل، يستخدم نفس الشكل السردي المتلاعب الذي حققه في أفلام سابقة، وبالتحديد Goodfella وCasino، الأفلام الثلاثة تتماثل في تناول رحلة صعود وهبوط، ولكن ما أقصده هو جوانبها التقنية: طريقة استخدام الراوي، تثبيت اللقطة عن "فريم" معين لسرد تفصيلة ما ثم الإكمال، طريقة الحكي عن الشخصيات الفرعية، حركة الكاميرا الـDolly العنيفة إلى الأمام، المونتاج المتوازي، وغيرها من الأمر، هناك ألفة شديدة مع كون هذا فيلم لـ"سكورسيزي"، ولكن في نفس الوقت شعوراً بأن الـStyle الإخراجي مكرر، وأنك تراه لمرة ثالثة، دون دهشة بالتأكيد كالمرة الأولى. إلى جانب ذلك، فإن هناك نقطتين تقللان من جودة العمل، الأولى هو أنه طويل فعلاً! ليس إلى أي درجة من درجات الملل ولكن هذا الشعور بأن هناك ثلث ساعة على الأقل يمكن تقليلها من فيلم كهذا، مشهد كحوار "بيلفورت" مع عميل الإف بي آي في الـ"لانش" الخاص به، يستمر على الشاشة لعشر دقائق كاملة، في منتصفه نفقد الاهتمام، كذلك بعض التتابعات الأخرى في الفيلم، كـ"تتبابع ليمون" مثلاً. الأمر الثاني أن الفيلم، ورغم بناءه العظيم لشخصية "بيلفورت"، شعورنا بمقدار موهبته منذ دقائق الفيلم الأولى، وتفهمنا لماذا سيصبح بذلك النجاح منذ المكالمة الأولى التي يقنع بها أحدهم بالمضاربة في مكتب البورصة الصغير الذي يعمل به، والأهم إدراكنا لأسباب السقوط التي تتناثر طوال ساعات الفيلم، أقول أنه وعلى الرغم من ذلك إلا أنه أهمل فعلاً شخصياته الفرعية بشكل شبة كامل، أمر لم يضر الفيلم في بدايته، ولكن مع تتابعات النهاية بدا واضحاً أن هناك بعض الأشياء غير الواضحة لأن الشخصيات الفرعية غير عميقة من الأساس، كأن لا نعرف أو نفهم السبب الذي دفع "دوني" للوشاية به، أو لها منطقها ولكنها باهتة، كشخصية عميل "الإف بي آي" مثلاً. خلاف ذلك، يضع "سكورسيزي" الكثير على عاتق بطله ونجمه المفضل حالياً ليوناردو دي كابريو، ويقوده، كالعادة، لواحد من أفضل أداءاته، "دي كابريو" يحمل الفيلم فعلاً، الكثير من جاذبية الشخصية بالنسبة لنا مرتبط به أكثر من أي شيء آخر، وبكيميا مدهشة على الشاشة مع "جوناه هيل".. يخرج الحس الكوميدي الذي أراده "سكورسيزي" في فيلمه في أفضل صورة. مجملاً، هذا فيلم جيد آخر من مارتن سكورسيزي، ربما ليس بكلاسيكية أفلام من قبيل Taxi Driver أو Raging Bull أو Goodfellas أو The Departed، إلا أنه يظل فيلماً كبيراً وذو قيمة حقيقية.


«ثعلب وول ستريت»: نهود واموال .. وخيبة آمال

بالطبع اكره تطفل اجهزة الرقابة، فى الدول العربية، على رؤية المخرجين ووصايتها على عقل المشاهد وذوقه، واكره ايضا سياسة القص الاقتصادى التى تفرضها دور العرض على الافلام بالغة الطول الزمنى حتى تتمكن من عرض الفيلم ستة عروض يومياً بدلاً من خمسة فقط؛ لتربح اكثر، كل هذه سياسات مرفوضة عندى بشكل مبدئى، وهى امور تجعل من فكرة الذهاب لدار عرض لمشاهدة فيلم تقييمه الاصلى R او NC-17 كفيلم سكورسيزى الاخير مثلا، هى فكرة مستبعدة لدى، فيصبح حينها انتظار نسخة الانترنت الكاملة هو الخيار الارجح. ولكنى استطيع القول...اقرأ المزيد الآن، بعد ان شاهدت بالفعل نسخة الفيلم الكاملة التى لم تعرض فى مصر بالطبع، ان حماسى وتعاطفى مع ذلك الفيلم، نظراً لما تعرض له من اغتصاب مونتاجى جماعى اشترك فيه الموزع الداخلى مع الرقابة لتقليل زمن الفيلم قدر المستطاع وحذف كل ما يتعلق به من مشاهد جنسية، يمكننى القول بأن هذا التعاطف قد قل جداً، وان بقى المبدأ. الافلام التى يقترب زمنها الفعلى من الثلاثة ساعات كانت دائماً ما تثير انتباهى وتجذبنى اليها، ظناً منى بان هذا الامر يعد مغامرة لابد وان من يخوضها يمتلك اسباب وجيهة للدرجة التى تجعله يقاتل من اجل التمسك بهذه المدة الطويلة والشاقة على المنتج والموزع والمتفرج على حد سواء، الى ان جعلنى «ثعلب وول ستريت» اعيد تقييم ذلك الظن، فالفيلم باختصار ممل، رغم ان ما يحدث على الشاشة مثير جدا، ولكنها ليست اثارة فيلم روائى، بل اثارة مقاطع "الفيديو" الفاضحة، او لقطات "الموبايل" الطريفة، او برامج المقالب الكوميدية، فلقد غاب ما يمكن وصفه بانه صراع او حبكة فعلية لمدة تخطت الساعتين ما يعنى اكثر من ثلثى زمن الفيلم، وظهرت حياة رائعة ورغدة ومليئة بكل اللذات والممتعات والمفرحات، من مخدرات وخمور وحسناوات وعاريات وممارسات فيتيشية للجنس واموال طائلة ونجاح مهنى ساحق ...الخ، ليطفو السؤال المهم، ماذا بعد؟! .. فتأتى الاجابة بانه ليس هنالك "بعد" يستحق الاهتمام، هى مجرد قصة صعود وهبوط عادية، تم حشوها بمجموعة استعراضات وابتذالات لتأخذ شكل فيلم. لست ممن يقيمون الافلام بمقاييس اخلاقية بالطبع، ولا توجد عندى ادنى مشكلة فنية من قيام شخصيات اى فيلم باى سلوك اخلاقى او غير اخلاقى، ولست حتى بصدد رفع شعار "البوس الهادف اللى فى سياق الدراما"، فالاهم لدى هو هل هناك دراما من الاساس ام لا، والاجابة بالطبع هى لا، اللا لو كنت تعتبر انفصال رجل اعمال عن زوجته ثم زواجه من السكرتيرة، وهى واحدة من اكثر الافكار استهلاكاً منذ ان اخترعوا السينما، على انه دراما! ليست لدى مشكلة ايضا مع افلام "التهييس"، بل ان واحد من اهم افلامى المفضلة فى العام الماضى كان منها وهو فيلم This Is the End، هذا لو اعتبرنا ان «ثعلب وول ستريت» اقرب ليحسب علي تلك النوعية، ولكن يبدو انه غاب على صناعه بان حتى سينما "التهييس" لها منطق فى الضحك والتواصل مع المتفرج، وليست مجرد خلطة من النهود والشتائم والحفلات. لن اقول ان الفيلم خالى تماماً من عناصر جيدة وممتازة، على رأسها اداء ديكابريو الذى قدم افضل اداء له فى مشواره والفنى، بجانب الاخراج، الذى استنفذ سكورسيزى فيه كافة محسناته البديعية وبهاراته الفنية من اجل ان يتحايل على حقيقة ضعف السيناريو (اى ضعف اهم عناصر الفيلم)، هذا السيناريو المبنى على كتاب السيرة الذاتية لبطل الفيلم، والتى حدثت بالفعل منذ ثلاثة عقود، عن قصة صعود بائع اسهم باحد شركات "وول ستريت" كان يمتلك مهارات فذة فى اقناع من امامه بشراء اياً ما كان يعرضه من سلعة، ليستخدم تلك المهارة فى انشاء شركة خاصة به ثم يبدأ فى الاحتيال على زبائنه، ليتم سجنه فى النهاية ويأخذ عقابه، ثم يحكى تجربته فى الكتاب الذى بنى عليه هذا الفيلم. مواطن ضعف السيناريو وضحت بداية من عدم تطور الشخصيات، حيث يبدأوون كاوغاد طماعين وينتهون كاوغاد طماعين. مروراً باحادية ابعادهم، فهم يتصرفون دوما بما هو متوقع مهما اختلف الموقف او المكان او من معهم، ليو فى عمله مثل ليو مع زوجته مثل ليو مع عمته مثل ليو مع المباحث الفيدرالية. رغم مدة الفيلم الباهظة لم يضعنا السيناريو امام نموذج واحد لضحايا احتيال ليو، ولم يطلعنا بشكل ادق عن تفاصيل تلك الاحتيالات، ولم يطلعنا برؤية اوسع على ما يدور فى "وول ستريت" التى هى جزء من عنوان الفيلم، ولم يعرفنا بعمق على زوجة ليو الاولى ما جعلنا لا نقف كثيرا عند انفصالهما، الذى كان ابرز حدث فى الفصل الثانى من الفيلم، كانت رؤيته عشوائية ومشتتة، فلم نفهم ان كان الفيلم عن الادمان ام الغنى ام الطمع ام الموهبة ام ماذا .. والاهم من كل ما سبق انه لا يوجد صراع فعلى على مدى طويل من الفيلم، وحتى الصراع الذى نشأ فى الثلث الاخير مع المباحث الفيدرالية تم تهميشه وتشتيته ببعض الهراء الفرعى .. قصة الصعود والهبوط الحقيقة لذلك الشخص يمكنها ان تملأ فيلم مدته ساعة على اقصى تقدير، اما الثلاثة ساعات فكانت "علقة" سينمائية غير متوقعة من مخرج عظيم. ينتهى الفيلم بمشهد للشخصية الرئيسية تلقى ندوة لتعليم الحاضرين كيفية بيع اية سلعة مهما كانت، وهو ما احترفته تلك الشخصية، حتى مع ذلك الكتاب الذى بنى عليه الفيلم، يبدو ان سكورسيزى هذه المرة كان آخر ضحايا ذلك الرجل المحتال عندما قرر شراء حق تحويل سلعته الادبية الى فيلم سينمائى واخراجه، بواحد لن استطيع تصنيفه كاسوأ افلامه، لأن هذا اللقب لا يستحقه اللا «هوجو»، ولكنه واحد من اضعف افلامه بلا شك، وليس لدى تفسير لايمانه بتلك القصة سوى انها عملية احتيال اخرى من «ثعلب وول ستريت».


روبن هود وول ستريت

بدون أي مقدمات وللدخول في صلب الموضوع أن فيلم (ذئب وول ستريت - Wolf of Wall Street) رغم طول مدته لكنه يجعلك تستشعر بأن فريق العمل من البطل الرئيسي حتى الممثلين في الأدوار الثانوية وضعوا لمستهم بعفوية تكاد تشك في بعض المشاهد بأن هنالك شيء من الارتجال الإبداعي وكله داخل السياق ويتم ذكر ذلك بالتفصيل لاحقاً. كل هذا أضاف معاني جميلة للفيلم فلا عجب فهو للمخرج مارتن سكورسيزيه وبطولة ليوناردو دي كابريو. الفيلم يرصد قصة جوردان بيلفورت (ليناردو دي كابريو) سمسار البورصة الذي قبل أن يخطو أول خطوة في طريقة...اقرأ المزيد الثراء على طريقة وال ستريت حدثت له عسرة لقطاع البورصة بأكملة أنهت كل شيء قبل بدايته ووجد نفسه قابع في المنزل، للأمانة فأن جوردان بيلفورت كان يسعى للربح له ولعملائه. ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه حيث وجد جوردان الطريق مفتوح على مصراعيه لكي يصبح ثري، ولكن عن طريق بيع حفنة من الرمال لعملائه (الفقراء) لتعود عليه بحفنة من الألماس. لاحقاً يقرر جوردان بيلفورت تغيير نوعية عملائه من فقراء لأغنياء ليصبح ذئب أو روبن هود وول ستريت. وفي الحقيقة لا حاجة للتطرق أكثر في قصة الفيلم أو تتابع الأحداث، فالمشاهد كثير والأحداث طويلة تكاد تصيبك بالممل ولكن قبل أن يتسلل الملل إليك - بكثرة التفاصيل التي لعلك لن تستوعبها - تهبط على المشاهد وصلة من الضحك. ومن الجدير بالذكر أن المشاهد الكوميدية في الفيلم ليست دخيله عليه أو محشورة حشر فيه ولكنها تأتي في سياقها وفي وقتها ومن هنا تأتي عبقرية مارتن سكورسيزي. بالرغم من أن الفيلم مقتبس عن كتاب جوردان بيلفورت نفسه، لكنك لا تستشعر ذلك حيث أن أفلام السير ذاتية غالباً ما يكون لها نكهة درامية ترتكز على الجوانب الإنسانية التي تخلق نوع من المواعظ أو العبر. لكن هذا ليس الحال هنا حيث أن المشاهد لو كانت غنية بشيء فهي غنية بالمخدرات. حيث أن أكثرية المشاهد لا تخلو من المخدرات حيث تجعلك تستشعر أن حياة جوردان بيلفورت ومن حولة كانت قائمة عليها فقط وكانوا يستعملوها أكثر من الماء أو كأنها علكة أو تسالي. على سبيل المثال، هناك مشهد لجوردان بيلفورت في يخته مع زوجته وصديقه وسط عاصفة تكاد تنهي حياتهم ولكن كان كل ما يجول بخاطر جوردان بيلفورت هو المخدرات حيث طلب من صديقه جلبها وتناوالها قبل أن تضرب اليخت موجة قاتله. على الجانب الأخر، لم يتطرق الفيلم بشكل كاف لإظهار الجانب السلبي لإدمان جوردان بيلفورت أو كيف نجح في علاج مشكلته معها؟ وإذا ذكرنا أبطال الفيلم فيجب أعطائهم حقهم فهم جميعاً نجحوا في تأدية دورهم ليس فقط بإتقان ولكن بإبداع. (ليوناردو دي كابريو) اتقن وبمهارة تأدية دور جوردان بيلفورت حيث أنه رقص وقام بإعطاء خطابات حماسية واستنشق المخدرات ومرض وزحف وحزن وفرح وغضب، فقد أعطى ليوناردو دي كابريو كل مشهد حقه بصدق. أن أكثر المشاهد التي تشعرك أنها حقيقية هي المشاهد الكوميدية وخاصة المشهد الذي يقتحم فيه والد جوردان بيلفورت اجتماعه مع أصدقائه حيث أنه يجعلك تشعر بأنه مشهد (خلف الكواليس) نتيجة عفوية واتقان كل ممثل في هذا المشهد دوره وبالأخص ليوناردودي كابيرو. بالإضافة إلى المشهد الذي أُصيب فيه جوردان بيلفورت ودوني أزوف (جونا هيل) بردة فعل عكسية لأحد العقاقير المخدرة حيث أن هذا المشهد تحديداً من أكثر المشاهد الكوميدية. هناك أيضاً المشهد الذي جمع مارك هانا (ماثيو ماكونهي) بجوردان بيلفورت في أحد المطاعم ورغم من أن (ماثيو ماكونهي) ظهر في مشاهد تعد على الأصابع لكنه أبدع فيه حتى ذكرت بعض المصادر أنه وبعض الممثلين قاموا بالارتجال في بعض مشاهدهم. في النهاية أن نهاية فيلم (ذئب وول ستريت - Wolf of Wall Street) تنقصه فقط بعض المعلومات نتيجة فضول المشاهد، حيث تتركك النهاية في تساؤل عن بعض النقاط - بالطبع ذكر الفيلم أن جوردان بيلفورت بعد سجنه انتهج الطريق المستقيم - ولكن فيما يتعلق بأصدقائه وزوجته وعائلته إلى أين انتهى بهم الأمر؟ أيضاً لا يمكن إنكار أن الفيلم من إخراج وتأليف وتصوير وتمثيل على الأكثرية مكتمل الأركان وربما تود مشاهدته مرة أخرى.


ذئب هوليود

مش عارف من الافلام الى ممكن تيجي تكتب عنها حاجة متعرفش تكتب ايه بس كل الى اقدر اقوله ان من احلى الافلام في سنة 2013 مارتن سكورسيزى اخرج تحفة فعلا من اول مشهد فالفيلم لما الاسد بيتجول فالشركة بتحس ان قلبك بدا يتخطف مع الفيلم مرورا بمشهد ماثيو ماكهلونى و هو بيشرح طبيعة عمل البورصة لدي كابريو ....... كان ظهور صغير بس كان مميز لنجم مميز و مرورا بمشهد دي كابريو و هو بيقنع العميل انه يشتري اسهم فمكتبه الصغير بتبدا تبقي مش عايز تسيب الفيلم فعلا و يجبرك انك تقعد تتفرج و تهتم بكل لحظة منه و ده انجاز...اقرأ المزيد لفليم طوله 3 ساعات الفيلم كان بلا حدود و ده ظهر من خلال مشاهد جريئة و الفاظ قوية كانت بتدل على معني و هو الخفة و اختراق كل الحدود مش عارف بس كنت حاسس ان الموضوع ده مبالغ فيه شوية و يعتبر من عيوب الفيلم بس من احلى الحاجات فالفيلم جوناه هيل كيمياء شديدة و غريبة و رائعة ما بينه و ما بين دي كابريو متحسش انهم بيمثلوا فعلا خصوصا فمشهد زى مشهد المخدرات ذات التاثير المضاعف المشهد الى من اجمل مشاهد الفيلم و الى عمل مع ديكابريو ثنائي روعة و عمل اضافة كوميدية كبيرة بس من عيوب الفليم اهماله لبعض الشخصيات او تركيزه بشكل مبالغ على بلفورت ( دي كابريو ) الى تقريبا خلى شوية شخصيات يعتبر ملهاش ابعاد حقيقية فالفيلم اما بقي ذئب هوليود و احد اهم نجومها و الى مش عارف ازاى محنوش عليه باوسكار لحد النهاردة هو ليناردو دي كابريو اداء روعة و تقمص ممتاز للشخصية و كوميديا رهيبة و انفعالات متميزة .... كان لازم ياخد اوسكار على الدور ده دور بارز قاده سكورسيزى لواحد من اجمل اداءته و كان فعلا ثعلب . الفيلم اخد تقييم 8.4 على موقع IMDB مع مراجعات عالية من النقاد و يستحق الفيلم انه يبقي واحد من احلى افلام 2013