أراء حرة: مسلسل - دبي لندن دبي - 2015


دبي لندن دبي: دليل على غياب النصوص الجديدة

يبدو أن الغربة، وتوديع الوطن والأهل سعيا وراء تحقيق حلم أو مطلب أصبح المنال السهل لدى الكثير منا، حتى أن عدد كبير من الأعمال الفنية تتناوله في خطوط درامية عريضة كان منها المسلسل اﻹماراتي (دبي لندن دبي) للمخرج جمعان الرويعي الذي قدم وفي نفس العام 2015 مسلسله (النور) ليدور حول نفس التيمة أيضا (الغربة ومشاكل المغتربين) حلقات المسلسل التي كتباها المؤلف (عيسي الحمر) تدور حول مجموعة من الشباب يقررون السفر إلى الخارج لتحقيق بعضا من طموحاتهم، وسعيا وراء أحلام السراب، أو لاستكمال الدراسة، وهناك يصدمون...اقرأ المزيد بالواقع، ويعيشون صراع العادات والتقاليد المختلفة، ويقعون في الحب ومشاكله وبالرغم من محاولات (الحمر) أن يقدم أحداث لا تفترض معها سياقا دراميا جديدا أو بعيدا عن الواقع وما يحدث فيه؛ ومركزا من خلال شخصيات العمل على أنماط اجتماعية مختلفة، وعلى نطاق واسع بكون الغربة ظاهرة عامة في جميع المجتماعات العربية وليس الخليجية على الأخص ومحاولا تقديم أشكال مختلفة لتلك الحيوات بدء من الدكتورة هند التي تحاول تحقيق حلم حياتها في العمل وتبحث عن السفر لعله يكون علاج لعلاقة حب فاشلة، يشاركها نفس الحلم الطالب الماهر حمد الذي يسعى هو الأخر لطلب الدراسة في الخارج إلا أنه مازالت فكرة غياب النصوص الجديدة، والمضمون الواحد، وفقر الإبداع الدالة الأولى والأخيرة على وقوف العمل عند خط الوسط دون التحرك ولو قيد أنملة للأمام. والوقوع في فخ التكرار وهو ما يؤخذ على العمل ككل. ولكن إذا نظرنا إلى تنفيذ العمل فنستطيع أن نؤكد على أنه كان متميزا نوعا ما؛ حيث التصوير المعبر والانتقال بين مكانين بعدين في الصور ( دبي - لندن) بشكل رائع دون حدوث أي وقعات أو خفقات تلاحظ، ومحاولة التعبير عن النص الدرامي في لوحة مثالية مستخدما المخرج فكرة الكاميرا المتنقلة ليدير ذلك باحترافية عالية ترصد معها كل أفعال وردود للشخصيات في آن واحد. تتغنى المطربة الإماراتية أحلام تتر المقدمة من خلال موسيقى وكلمات حالمة وهادئة تعبر بشكل كبير عن الغربة وعن اللهفة التي تتلفح بالمغتربين والشوق للأهل والوطن وهو من ضمن الحسنات التي تضاف للعمل.