أراء حرة: فيلم - قبل زحمة الصيف - 2015


فيلم بدون قصة أو حبكة

النقد قد يحتوي على معلومات قد تحرق الفيلم شاهدت هذا الأسبوع الفيلم العربي (قبل زحمة الصيف) بطولة ماجد الكدواني، هنا شيحة، أحمد داوود، لانا مشتاق، وهاني المتناوي عن سيناريو لغادة شهبندر ومن إخراج محمد خان. تدور أحداث الفيلم في أحد القري السياحية في الساحل الشمالي قبل بداية موسم المصطافين حيث القرية خالية إلا من الدكتور يحيي (ماجد الكدواني) الطبيب والشريك في أحد المستشفيات الخاصة وزوجته ماجدة (لانا مشتاق) ومدام رشا (هنا شيحة) المطلقة والتي تعمل مترجمة وتنتظر وصول صديقها وحبيبها هشام (أحمد...اقرأ المزيد المتناوي) الذي يعمل ممثل ثانوي شبه مغمور في منتصف العمر. ونجد القرية خالية من العمالة إلا من القروي الصعيدي جمعة (أحمد داوود) الذي يعمل بشكل مؤقت -بعد أن أنهي تجنيده- في ري الحدائق والزراعة وحارس الأمن علي البوابة. النماذج الإنسانية المقدمة في القصة كلها نماذج مرضية تعاني الإزدواجية والعقد والنفسية، فيحيي دكتور متواضع يفتقد الضمير المهني والإنساني ويمارس الطب ويدير المستشفي بشكل تجاري مادي مما يتسب في كثير من حالات الوفاة والإصابات الناتجة عن إهمال لمرضي ونعرف أنه هارب من ملاحقة الصحافة لفضائح المستشفي، وفي نفس الوقت نجده إنسان ذو شكل رث ومتواضع وفي نفس الوقت مدمن علي التلصص علي المواقع الإباحية علي الإنترنت والتلصص بالنظارة المعظمة علي رواد الشاطئ من الجميلات الرشيقات في المايوهات وأحيانا ينظر بإحتقار أو تحقير لزوجته ماجدة البدينة الي تعاني نفسيا من ملاحقته الفجة المراهقة للنساء وتتلصص علي حاسبة الشخصي وتحتقر زوجها لأسلوب عمله. ونجد رشا مدمنة للكذب فهي تكذب علي أمها وأبنائها عن مكان تواجدها حيث تخبرهم أنها في مهمة عمل وتعيش في علاقة غرامية في السر مع هذا الممثل المغمور الذي يكذب عليها أيضا، ونجد القروي جمعة الذي يحارب من أجل الفضيلة فيطارد حبيبين أجنبيين علي الشاطئ يقبلون بعضهما ويلهون بشكل غرامي علي الرمال في الوقت الذي يتلصص علي رشا في غرفة نومها وفي بيتها وعلاقتها بهشام. كل نموذج في الفيلم يتوج نفسه ملكا لنوع من أنواع الفضيلة ويصدر الأحكام علي الأخرين في نفس الوقت هو أو هي شخصيا يمارس تلك النقيصة سواء الكذب أو الإزدواجية أو التلصص أو الفتنة. بإستثناء ماجد الكدواني الذي برع في أداء الدور والشخصية بشكل ممتع، باقي الأدوار متواضعة ومتوسطة الأداء. الفيلم أصلا يفتقد أي حبكة درامية أو قصة أو مغزي. الفيلم ممل ولولا المناظر الطبيعية من مياة فيروزية في الساحل الشمالي ولولا جمال هنا شيحة ما صمد أي من المشاهدين علي مقاعد السينما حتي نهاية الفيلم.


اداء فنى رائع...موسيقي تصويرية ممتازة ولكن اين الفيلم ؟

رغم الاداء الفنى الرائع والممتاز من كل القائمين على الفيلم ووجود عدد من الابطال الممتازين وبالطبع المخرج الكبير والمخضرم ولا ننسي الموسيقي التصويرية المميزة والتى كانت على مستوي عالي الفنان المبدع والمميز ماجد الكدواني واداء رائع جدا الفنانة لانا مشتاق اداء لا بأس به الفنانة المميزة هنا شيحة واداء عالي وجريء جدا ولكنها سقطت سقوط كبير من حيث الجرأة الكبيرة فى الدور والتى لم يكن يتوقع منها هذا بما لها من رصيد سينمائي كبير لا يتطرق الى مجال الاغراء ولو كانت تتحجج بأنها ليست الفنانة الاولي التى...اقرأ المزيد تقوم بمثل هذه الادوار وهناك من قدم ما هو أجرء من هذا فالرد ومن قال لكي ان من قدم مثل هذه الادوار لم يندموا بعد ذلك ام انتى كفنانة انضممت الى فنانين السبوبة واكرر على الرغم من الاداء المميز الا انها فشلت اخلاقيا ورغم كل مميزات العمل ولكن لا يوجد فيلم فقصة الفيلم تصلح كفيلم قصير او رواية مقروئة فقط ليست هناك حبكة درامية واعترف ان هذا ميزة من مميزات العمل ولكن الفنانة ادت الى نفور عدد كبير من الفيلم بسبب المشاهد الجريئة لها الفيلم لا يجب مشاهدته فى السينما ولا فى المنزل لما فيه من مناظر وافكار خادشة للحياء


صراع الرغبات والحواجز

فيلم جميل كان من المقصود أن يكون بسيطاً نفذه المخرج العبقري محمد خان باختيار ممتاز للممثلين . برأيي أن أهم ما يطرحه صراع الرغبة والحواجز. رغبة الطبيب في خوض مغامرات غرامية ويقابله الحاجز الذي يتمثل في مسؤوليته عن استقراره الأسري وخوفه من ضياع الأسرة، رغم فوضويته ، وخوفه من نقمة زوجته الثرية عليه. وكذلك حاجز مسؤوليات ومشاكل المستشفي التي تلاحقه وتمنعه من الانطلاق بحرية في حياته. وأيضاً رغبة هالة في العيش بحرية تامة والتمتع بالحياة دون قيود ولكن حاجز التقاليد يمنعها من إظهار طبيعة علاقتها بصديقها...اقرأ المزيد أمام الآخرين وحاجز هموم أبنائها وطليقها يمنعها من ذلك. وكذلك العامل البسيط جمعة الذي لديه رغبه في مغازلة صاحبة الشاليه هالة التي يختلس دائماً النظر إليها وإلى مفاتنها ولكنه يقف أمام حاجز الاختلاف الطبقي والخوف من ردة فعلها . هنا شيحة بجمالها البسيط وقبولها العالي وبصمات من آثار الزمن وهمومه على ملامحها وهي مواصفات مثالية للدور. الكدواني التلقائي بمظهر يتناسب مع الفوضوية التي تمثلها شخصيته ومظهر شعره وملابسه في الفيلم . أحمد داوود بسمرته وخفة حركته كان ملائماً جدا للدور كذلك. الفيلم جميل جداً بصرياً واستغل مواقع التصوير أجمل استغلال . وينتهي الفيلم بقدوم الصيف وبتغلب الحواجز والمسؤوليات على الرغبات الجامحة فيعود الزوج إلى النقاشات اليومية مع زوجته وتعود هالة إلى استقبال أبنائها أثناء العطلة ورعايتهم ويعود جمعة إلى البحث عن عمل جديد وبذلك يمكن أن تستمر الحياة.