أراء حرة: فيلم - Searching - 2018


‘Searching’ قصة مثيرة رقمية

بأسلوب مبتكر وجديد قدم المخرج آنيش شاجانتي فيلمه الروائي الطويل الأول ‘Searching’، سابحا داخل العالم الرقمي، وشاشات الكمبيوتر. وذلك من خلال أب يفقد العثور على ابنته، ويبدأ في البحث عنها من خلال الانترنت مستخدما التكولنوجيا الحديثة. **** يبدأ الفيلم بالتعريف بعائلة الأب ديفيد (جون تشو) الذي يفقد زوجته بعد إصابتها بمرض سرطان الغدد الليمفاوية، وتوليه رعاية ابنتها الوحيدة مارجو (ميشيل ...اقرأ المزيدلا)، التي تختفي في ظروف غامضة، ويعيش الأب رحلة البحث عنها. يُثير الفيلم نقطتين هامتين، أولهما أنه قد يكون هناك العديد من الأباء والأمهات لا يعرفون أي شيء عن أولادهم، وهذا ما تستشعره أحداث الفيلم، كما يركز على أسلوب بحث جديد عن المفقودين من خلال الحسابات الشخصية لهم على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تكشف الكثير والكثير عن شخوصهم السرية، والتي اكتشفها الأب ديفيد عن ابنته حيث كان متخيلا أنهما شديدان القرب من بعضهما، ولكنه يكتشف بأنها تعيش حياة مزدوجة، وتقوم بسرقة الأموال، والتواصل مع الغرباء عبر الإنترنت. وقد التزم المخرج شاجانتي بقاعدة وحيدة طوال أحداث الفيلم وهي شاشة الكمبيوتر، التي تنقل من خلالها في كل مشاهد الفيلم، وأكد على استخدام التكنولوجيا الرقمية بطريقة مميزة، قد تكون تيمة الفيلم متشابهة مع فيلم Unfriended، والذي عرض عام 2015، واعتمد أيضا على استخدام الانترنت وحسابات مواقع التواصل الشخصية في العرض الدرامي، إلا أن الفيلم ومخرجه استطاع أن يدمج التكنولوجيا مع صناعة الأفلام والدراما. كما نجح الممثل جون تشو بطل فيلم Star Trek. في ردو الفعل العاطفية التي ظهرت بشكل مؤثر منه كما يقدم "شو" أداءً قوياً ، يستحوذ على الإنكار والحزن والغضب ، ويختبر علاقته مع ابنته التي يزداد سوءًا.


التجريــب في وسيط السينما.....'

جالي رغبة بالكتابة عن الفيلم ده، لإني شايفه فيلم مثير للاهتمام.. "سيرشينج" هو فيلم جريمة/إثارة أمريكي، بيتكلم عن أب بيبحث عن ابنته اللي اختفت فجأة لأسباب غامضة.. مش ده المهم إنّما المهم إن مخرجه اختار عرض الموضوع كله (من خلال شاشة الحاسوب).. بمجرد ما عرفت المعلومة دي أثناء متابعتي للفيلم تبادر على ذهني سؤال مهم: هل المخرج عايز يقدم (فيلم تشويقي) في قالب إنترنتي، ولا مهموم بالوسيلة (الشاشة) وعايز يتكلم عن الإنترنت ومستخدم في ذلك قصة تشويقية؟ سؤال فضل معايا معرفتش أجاوب عليه غير لما الفيلم...اقرأ المزيد انتهى.. سيرشينج فيلم عصري ومثير للاهتمام بسبب طريقة سرده المعتمدة كليًا على شاشة الحاسوب، طب بما إننا بنشوف "فيلم خيالي".. (۱)، وعن طريق الصورة الوهميّة فقط بتتحكيلنا المرادي.. (۲): ايه نوع الإيهام الموجود هنا؟ أو ايه درجة توّرطنا (الناتج عن تصديقنا) للحكاية؟ وحاجة كمان: لو افترضنا إن الفيلم ده بيتبَع مدرسة "السينما هي فن الخداع" باعتبار إننا توغلنا في عملية الفبرَكَة دي: ايه التسمية الصحيحة للنوع ده من الخداع/الفبركة للواقع الموجودة هنا ؟ الفيلم أثار اهتمامي من حيث المكان اللي عايز يقف فيه عشان يحكي القصة، شعرت إن مخرجه عايز يستكشف إمكانيات وسيط السينما من خلال معالجته الـ"إنترنتيّة" للموضوع. ببساطة المخرج بيسأل: هل ممكن شاشات الهواتف الخلوية إنها تُعادل شاشات (الواقع/السينما) في عملية الـ narration لقصة تشويقية؟ ولو الإجابة لأ، ايه المميزات اللي ممكن تكون عند شاشة الحاسوب؟ وايه ملامح أو سمات استخدام هذه التقنيّة -كوسيلة سردية- أصلًا؟ خاصةً إن ده هيخلينا نسأل أسئلة من قبيل: ايه نوع التمثيل اللي يتطلبه شكل فيلم زي ده؟ تعالوا نجاوب.. واللي ناوي يشوف الفيلم أنصحه بعدم قراية الكلمات التالية لإمكانية إفساد متعة وخصوصية تجربته مع الفيلم، مع إني مش هتكلم في القصة خالص. في ختام العمل، توصلت ليقين إن كان "من المستحيل" تقديم أي نوع من القصص الحقيقية في هذا الفيلم، لا بُد إن المخرج كان يحكي قصة خيالية تمامًا غير مرتبطة بحادثة بعينها في الواقع، ومن خلال ده يقدر يتكلم أوي عن الإنترنت ذاته (كوسيلة تواصل وبحث بين إنسان القرن الواحد والعشرين).. لأن ببساطة لو كان اختار يعمل فيلمه دوكيومنتري عن واقعة بعينها، كان هيبقى من صعب تجاوز الاصطدام مع السلطة، ومواجهة السؤال: بأيّ حق وبأيّ صلاحية انتا بتقول حاجة زي كده؟ (نظرًا بالتأكيد لأن الفيلم بيعرض حاجات بيرسونال أوي زي حسابات أونلاين وأرقام وحاجات كده).. ولو إني شبه متأكد إن فيه حادثة ما حصلت، ألهمت المخرج إنه يقدم فيلمه بالسرد وبالإطار ده.. إجابة السؤال المطروح في الأول، وقبل التسرُّع بـ إني أقول الاتنين (المخرج عايز يقدم قصة تشويقية وعايز يتكلم على الإنترنت)؛ فـ اعتقادي الراجل كان عايز يحكي أي حاجة من خلالها يحط تفاصيل عالَم الإنترنت في شكل فيلمي، وربما الوسيلة الأنسب لقاها في "التحري" و"التحقيق" اللي حصل بالفيلم. الفيلم رغم إنه في رأيي متوسط بشكل عام، إلا إنه فيلم مثير أوي للاهتمام.. وفيه نقاط بعينها مثيرة جدًا؛ زي إني نفسي اعرف ايه نوع الريسيرش اللي عمله المخرج عشان في النهاية فيلمه يوصَل بالشكل النهائي ده؟ [عارفين انتوا نوع الأسئلة دي..] بالحديث عن النبرة التشويقية المتواضعة في الفيلم (اللي كانت أضعف حلقاته)، لو حدّ عايز يشوف فيلم "تشويقي" بحق وحقيقي بيتوغل في عالم الإنترنت -الفيسبوك تحديدًا- وبيستكشف حاجات في دهاليز هذا العالم، يشوف فيلم تسجيلي اتعمل من ۸ سنوات اسمه (Catfish). يمكن السبب اللي هيخلي الناس صعب تتواصل فعليًا مع "سيرشينج"، إنّك متقدرش تتخيّل -واقعيًا- قصة زي دي بتحصل في أي مكان آخر بالعالَم باستثناء أمريكا. بتكلم على طبيعة العلاقة بين أب بيبحث عن بنته مع الشرطة (من حيث التعاون، ومن حيث كونها امرأة/شرطية شويتين برضو)، ووجود كاميرات مراقبة في كل مكان في الشوارع، فكرة "العائلة الالكترونية" اللي بتسجل كل تفاصيل حياتها على بروفايلات على جهاز الحاسوب، وطبعًا طبعًا الاهتمام الحاصل بالـ "إنسان" لما يُفقَد ده أصلًا .. ! نيجي لسؤال أخير؛ إلى أي مدى يمكن أن نطلق على الفيلم مصطلح "تعليمي" بما إنه فيه حاجات كتيرة مثيرة للاهتمام كده ؟ - آه!.. على فكرة ده مش الفيلم الأول اللي يحاول يقوم بسرد حكايته كاملًا من خلال وجهة نظر شاشة الحاسوب، فيه فيلم رعب اتعمل من ٤ سنين اسمه (Unfriended) بس مافيش ناس كتيرة اتكلمت عنه، وشكله من تقييماته إنه مستغلش الفكرة. .. ممكن أقول الفيلم مهم بنسبة ۳٥ في الميّة مثلًا من جانبه التعليمي، الفيلم فيه حاجات حلوة عن طبيعة البحث على الإنترنت ممكن يتعمل ازاي.. وازاي ممكن الواحد يخترق الحساب الفيسبوكي لحدّ من قرايبه لو كان عارف إيميلُه.. بالإضافة لحاجة من أهم الاستخدامات اللي أنا شخصيًا بقوم بيها (متهيألي ناس كتيرة متعرفهاش) وهيا السيرش على جوجَل باستخدام الصور .. اكتشفت مؤخرًا إن فيه سيرش على "shazam" على الأغاني باستخدام جزء منها ..! من قريب كنت قريت حاجة كده نشرها أحد الأصدقاء عن الفيلم، ريڤيو في بدايته حاجة زي "أحد أفضل الأفلام اللي اتكلمت عن الإنترنت" ..! يعني، في رأيي لو تأملت شوية هتلاقي إن معلوماتَك عن (الإنترنت) نفسه مختَلَفِتش بعد انتهاء المُشاهدة، لأن الفيلم متكلمش عن الإنترنت قد ما استخدم قالبُه/إطاره لحكي قصة ذات طابع تشويقي، ولذلك الفيلم مثير من ناحية السرد، مش من ناحية توسيع مفهومنا عن عالم الإنترنت. بس على كُلٍ، من المنعش مُشاهدة ناس بتجرّب وتستكشف حاجات في وسيط السينما، خاصةً على مخرج في سن السابعة والعشرين وفيلمه الطويل الأول اللي بيقدمهُ، ليبقى السؤال: ازاي هنتفرج على الفيلم ده بعد عشر سنوات مثلًا؟ ملحوظة عابرة: الفيلم بلغت ميزانيته واحد مليون دولار، وجاب إيرادات ٧٥ مليون.. يعني تجاريًا، الفيلم في الجوون جدًا.