ثماني محطات ولمحات صنعوا أسطورة العندليب الأسمر

  • مقال
  • 09:05 صباحًا - 1 ابريل 2010
  • 1 صورة



يختلف الجمهور دائما حول مشاهير المطربين، فالنجم الذي يحقق شهرة واسعة وجماهيرية كبيرة قد تجد كثيرين لا يفضلون سماعه، ومن يلصق نجمه المفضل بلقب ربما لا يستحقه..وحده العندليب من اتفق عليه الجميع.
لتميزكان دائما ما يميز عبدالحليم حافظ، فمن الصعب أن تجد مطرباً غنى كل هذهالأغنيات العاطفية والوطنية، والتي تختلف كثيرا في معانيها و موسيقاها،ولكنها تتفق في شيء واحد، وهو أن العندليب يغنيها.
وفي ذكرى وفاته الـ33، يرصد FilFan.com ثمان محطات هي الأبرز في مشوارالعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، وساهمت في وضع اسمه على قمة قائمةالمطربين العرب على الإطلاق في التاريخ.
الأول: الطفولة البائسة لعبد الحليم حافظ بدأت من قبل أن يأتي للحياة، فالعندليبلم ير والده ولو لمرة واحدة، فقد فارق والده الحياة قبل أن يأتي ابنهإليها، ولم يمهل القدر تاجر الجلود بأن يشاهد نجومية نجله .. أو حتى جزءامن طفولته.
القدر لم يكن رحيما على الإطلاق بالعندليب! فقد توفت والدته عقب ودلاتهمباشرة، وتولت عمته مسئولية تربيته، والتي توفيت بدورها وهو لم يتعد عمرهالرابع، لتتولى شقيقته علية تربيته. وضربت بعض الأمراض جسد العندليب في طفولته، ولكن كان أخطرها "البلهارسيا"،التي نهشت جسدة النحيل، وكانت سبباً رئيسياً في إصابته بالفشل الكبدي الذيتسبب في وفاته.
هذه الأحداث الحزينة ربما تكون قد ولدت حزناً وإحباطاً لدى عبد الحليمحافظ في الصغر، ولكنها ساعدته فيما بعد بطريقة غير مباشرة، فآهات الحزنالمتكررة في أغنياته لم تكن لتصدع بهذا الصدق لولا طفولة مثل هذه، ونظراتالشرود التي تميز بها وأوقعت فيه غرامه الفتيات ما كانت ستظهر في أعين شابعاش طفولة طبيعية!
ثانيا: "لقاء"ليس لقاء إعلاميا مع أحمد سعيد –أبرز مذيعين مصر في حقبة الخمسينياتوالستينيات- ولكنه "اللقاء" الأول بين حليم وبين "الغناء المحترف".
بحسب ما أجمعت عليه أغلب المصادر، كانت أولى أغنيات عبد الحليم تحمل اسم"لقاء"، وهي كلمات صلاح عبدالصبور وألحان كمال الطويل، وهي الأغنية التيغناها في اختبار الإذاعة عام 1951.
كما كانت أغنية "صافيني مرة" من ألحان محمد الموجي من أوائل الأغنيات التيغناها حليم، وكان ذلك عام 1952، ورفضها الجمهور بشدة عند غنائها للمرةالأولى، ولكنهم اقتنعوا بها بعد ذلك حين غناها حليم عام 1953 في احتفالاتأعياد الجمهورية.
ثالثا: "صوت الفن" شكل الثنائي حليم وعبد الوهاب عام 1960 شركة "صوت الفن" للإنتاج الموسيقي،بمشاركة من المصور السينمائي الشهير وقتها وحيد فريد، وهي الشركة التيحققت صيتاً كبيراً، وزادت من القيمة الفنية للعندليب وقتها، ونافست الشركةالأشهر في هذا الوقت "صوت القاهرة". وقد تأثرت الشركة بترك عبد الوهاب لها عام 1964، في أزمة سببتها أغنية"إنت عمري"، وما عُرف فيما بعد بـ"لقاء السحاب" بين الموسيقار الشهيروكوكب الشرق أم كلثوم، وهو ما سيتم الكشف عنه تفصيلا في نقطة قادمة.
رابعاً: الأغنيات الوطنية تميز عبد الحليم حافظ بغنائه مجموعة كبيرة من أهم الأغنيات الوطنية التيتم غناءها في القرن العشرين، وكان عبد الحليم حافظ الممثل لمباديء الثورةوالحلم المصري، وقد قيل أن أغنيات عبد الحليم هي ثورة 23 يوليو على شكلأغاني وألحان – "التشبيه الأخير مأخوذ من صفحة عبد الحليم حافظ بموسوعةويكيبديا".
غنى عبد الحليم حافظ مجموعة كبيرة من الأغنيات الوطنية، وكانت أولى هذهالأغنيات أغنية "العهد الجديد" عام 1952، التي غناها عقب ثورة يوليو،وأغنية "إحنا الشعب" التي غناها للرئيس الراحل جمال عبد الناصر بعداختياره شعبياً لأن يكون رئيساً للجمهورية.
كما غنى العندليب عدداً من الأغنيات الوطنية الشهيرة مثل "ابنك بيقلك يا بطل"، "حكاية شعب"، "أحلف بسماها". شاهد أغنية "حكاية شعب"
خامسا: عبدالرحمن الأبنودي يحتاج الفنان في فترة بعينها أن يجدد من نفسه ليستطيع الحفاظ على نجاحه،وحين أراد حليم أن يفعل ذلك، بالاقتراب أكثر من الطبقات الشعبية، وجد"الخال" عبد الرحمن الأبنودي مستعداً لذلك.
قدم عبد الحليم حافظ من خلال كلمات الأبنودي أغنيات مختلفة أكدت أنهيستطيع غناء أي شيء وكل شيء، ومن أبرز هذه الأغنيات "أنا كل ما أقولالتوبة"، "الهوى هوايا"
. سادساً: السينما كانت السينما بالنسبة للعندليب شيئا أساسيا منذ بدأ مشواره الفني، وحققفيها نجاحا إذا لم يوازي نجاحه بالموسيقى، فهو بالتأكيد تعدى نجاح نجومآخرين. قدم عبد الحليم أول أفلامه " لحن الوفاء" عام 1955، وهو العام الذي قدم فيهثلاثة أفلام آخرى هي " أيامنا الحلوه"، " ليالي الحب"، " أيام وليالي". ثم قدم حليم في الفترة ما بين 1956 وحتى 1969 اثني عشر فيلما آخر من بينهم" حكاية حب"، " الوسادة الخالية"، " شارع الحب"، " يوم من عمري"، " الخطايا"
. سابعاً: شخصية قوية مثلما يمتلك عبد الحليم وجهاً جذاباً وصوتا يصل إلى أعلى درجات الشجن، فهوأيضاً يمتلك شخصية قوية لابد وأن تتواجد في أي فنان يرغب في أن ينتقل إلىمرحلة النجومية، وأن يمكث فيها لسنوات.
شخصية العندليب القوية ظهرت في مواقف عديدة، أبرزها حين أجبر الموسيقارالراحل محمد عبدالوهاب على ترك التحالف المؤسس لشركة "صوت الفن"، حين أصرالأخير أن يقدم لحن أغنية "إنت عمري" لأم كلثوم، رغم أن كوكب الشرق كانتترتبط مع شركة آخرى.
أبرز المواقف التي كشفت عن شخصية العندليب القوية، وإن كان أخذ البعض هذاالموقف عليه، حين قام بالرد على الجمهور حين أصدروا هتافات استهجان أزعجتهوهو يغني "أسطورته" الغنائية "قارئة الفنجان".
الموقف بدأ حين استخدم بعض الجماهير المتواجدة صافرات بلاستيكية للتعبيرعن غضبهم من عدم وضوح صوت حليم وهو يغني، فطلب من العندليب الكف عمايفعلونه، انتظارا لأن يتم إصلاح الصوت, ولكن الجمهور لم يستجيب لذلك، فما كان من العندليب إلا أن قال لهم "علىفكرة أنا بعرف أصقف..وبعرف أتكلم وبعرف أزعق"، ثم قام بإطلاق صافراتباستخدام يده, الموقف قد يعتبره البعض تصرفاً خاطئا من نجم كبير..ولكنه يكشف عن وجه مثير لذلك الشخص الحساس!
ثامناً: جنازته لا تندهش! فهي إحدى المحطات بعد وفاة العندليب، ولكن جنازة حليم كانت من إحدى الأسباب التي صنعت أسطورته. تم تشييع جثمان عبد الحليم في جنازة مهيبة، حضرها ما يقرب من 250 ألف شخص،وهو رقم "عملاق" بالنسبة للتعداد السكاني لمصر وقتها، والذي كان يبلغ 40مليونا تقريباً.



تعليقات