عادل امام ..... زعيم انقلب عليه لسانه .

  • مقال
  • 11:38 صباحًا - 19 ابريل 2010
  • 1 صورة



قالوا قديما " لسانك حصانك ان صنته صانك وان خنته خانك " , هذه الحكمة الشعبية الاثيرة غابت عن ذهن الفنان عادل امام وهو يلقى بتصريحه الاخير " معندناش بنات تشتغل فى السينما " بلهجة استنكارية عنيفة , منكرا على ابنته ان تعمل فى تلك " المسخرة " - على حسب تصريحه - حفاظا عليها , ماحيا دون أن يدرى وعن فقدان وعى تاريخه السينمائى الذى يصل الى نصف قرن .
الفنان عادل امام الذى احتل الصدارة منذ السبعينيات وانفرد بها تماما فى الثمانينيات والتسعينيات ثم تأرجح العرش وتخلى عنه مع بداية الالفية الجديدة و ظهور ما يسمى بالمضحكين الجدد , والذى ظل قرابة الاربعون عاما بعيدا عن اللقاءات التليفزيونية والأحاديث الصحفية , صار ضيفا دائما على شاشات البرامج لدرجة ظهوره فى قناة النيل للرياضة , مكتفيا ببقاء دائرة الضوء من حوله وان تحولت لنارا تأكله هو و تاريخه الفنى .
الفنان الذى ارتضى لقب الزعيم - وهو لقب لا يليق بمبدع - و احتمى طيلة عمره بعباءة الحاكم فنانا رسميا للدولة , هو نفسه الفنان الذى ارتدى درع المحارب الوهمى لمحاربة الارهاب وقام بعرض احدى مسرحياته فى صعيد مصر - موطن الارهاب فى منتصف التسعينيات - فى حراسة ما يزيد عن عشرة الاف جندى ليبرهن عن موقف هو أبعد ما يكون عنه , اسقطته ذلة لسانه وفضحت ما بداخله.
تلك الذلة التى كشفت عن الداخل الذى أخفاه كثيرا , فصاحب اكبر كمية من القبلات والمشاهد الساخنة فى تاريخ السينما العربية , هو أول من ينكر هذا , بل و يخشى على ابنته منه , مظهرا احتقاره لمهنة زميلاته اللاتى شاركنه كل أفلامه , لأنهم ارتضوا التمثيل مهنة رغم انه ادعى أنه زعيمها.
مستبدلا لقب الفنان بلقب المشخصاتى , ذلك اللقب الذى أطلقه المصريون فى بداية القرن الماضى استهجانا للمهنة , الى ان نجح مبدعوها الحقيقيون فى منحها الاحترام الحقيقى لها .
عادل امام الذى اعتبره كاتب سيناريو فى حجم ابراهيم الموجى - كاتب افلام حب فى الزنزانة و المشبوه - قد اعتزل التمثيل منذ مدة حسب تصريحه لجريدة الدستور , والذى اعتبره الناقد طارق الشناوى باحث عن اضواء انحسرت عنه , و تحدثت الناقدة حنان شومان فى اليوم السابع عن برد الشتاء الذى اصاب نجوميته .
صار زعيما حقيقيا يشبه زعماء العالم الثالث , الذين يطبقون مبدأ " أسمع جعجعة ولا ارى طحينا " .

وصلات



تعليقات