لا تراجع ولا استسلام.. ساذج في مهمّة خطرة

  • مقال
  • 11:18 صباحًا - 10 يوليو 2010
  • 4 صور



صورة 1 / 4:
صورة 2 / 4:
مكى وسعاد ودنيا فى العرض الخاص للفيلم
صورة 3 / 4:
مكى ودنيا فى لقطة من الفيلم
صورة 4 / 4:

يؤكد أحمد مكي موهبته كنجم كوميديا له طابعه الخاص وقدرته على تفجير الفكاهة وجذب انتباه المشاهدين خصوصاً من الجيل الجديد، وذلك في فيلمه { لا تراجع ولا استسلام} الذي بدأ عرضه قبل أيام، إخراج أحمد الجندي، سيناريو وحوار شريف نجيب..
الفيلم هو البطولة الثالثة لمكي بعد { اتش دبور}، و{ طير إنت}، وبعد أدوار لافتة سواء في دراما التلفزيون أو في السينما، على غرار دوره في فيلم { ليلة البيبي دول}.
في {لا تراجع ولا استسلام} لا يبرهن مكي موهبته المميزة في الكوميديا فحسب، إنما يؤكد أنه لحق بنجوم الكوميديا الذين ينتظر الجمهور أفلامهم في كل موسم سينمائي، على غرار محمد هنيدي و أحمد حلمي و هاني رمزي و محمد سعد وغيرهم... وهو أحدث هذه السلسلة أو {آخر العنقود} في موجة المضحكين التي بدأت بعد { إسماعيلية رايح جاي} (1997)، وما زالت مستمرة على رغم انتهاء سنوات انفرادها بالسينما المصرية، وعودة هذه الأخيرة، منذ 2007، إلى التنوّع في تقديم الاتجاهات والنوعيات.
تشكّل هذه الموجة امتداداً لأفلام {الضحك لمجرد الضحك}، التي رافقت السينما المصرية في مراحلها كافة، وتستمر، إلى جانب الكوميديا الحقيقية، بمفهومها الصحيح والواقعية والفانتازيا... وما أفلام {الضحك للضحك} إلا جزء لا يتجزأ من السينما التجارية بأشكالها ونوعياتها، والتي بالطبع تستمرّ إلى جانب السينما الفنية. لم تكن المشكلة يوماً في وجود السينما التجارية وإنما في ضرورة تعزيز وجود السينما الفنية، كذلك لم تكن في وجود موجة المضحكين، إنما في انفرادها بالسينما المصرية، على نحو غير مسبوق، ابتداءً من عام 1998 ولمدة عشر سنوات.

أول ما يُحسب لـ {لا تراجع ولا استسلام} أنه يقدم نفسه كفيلم بسيط تجاري، على غرار أفلام الضحك للضحك التجارية، من دون أي حذلقة أو ادعاء تقديم موضوع جاد، ويعبّر بوضوح وبحوار مباشر عن أنه فيلم صُنع للتسلية، ولا شيء أكثر من ذلك.
الحق أن صناع الفيلم نجحوا في تحقيق هذا الهدف، فنحن أمام عصابة مخدرات كبرى وخطرة، على رأسها عزام ( عزت أبو عوف)، وفي إحدى العمليات يصاب أدهم رجل عزام الأساسي أو يده اليمنى.
يتفتق ذهن الضابط ( ماجد الكدواني) المسؤول عن عملية كشف هذه العصابة والقبض عليها، عن فكرة يفضي بها إلى مساعده، مفادها زرع رجل شبيه تماماً لأدهم، داخل عصابة عزام، لمعرفة أسرارها، وتحديد مواعيد عملياتها للقبض عليها.
وعندما يقول له مساعده: {هذه فكرة قديمة، شاهدناها كثيراً في أفلام بوليسية أو حتى من نوعيات أخرى منذ { سلامة في خير} ولا يعقل أننا اليوم في الألفية الثالثة نكرر القصص ذاتها}، يبادره الضابط بالقول: {بالضبط هذا هو المقصود، أن نكرر قصة قديمة وهو أمر لا يتوقعه أحد، ما يساهم في نجاح عمليتنا}. يضيف الضابط: {إمعاناً في هذا التمويه سنطلق على العملية اسماً قديماً ومعروفاً هو {لا تراجع ولا استسلام}، مع إضافة عبارة {القبضة الحديدية}، أي عنوان الفيلم بالكامل أيضاً.
إذن، إنها لعبة للتسلية في أوقات الفراغ يصنعها الفيلم ويتحدث عنها أبطاله باعتبار أنه هذه اللعبة وأنه تكرار للقديم المألوف. بالفعل، يختار الضابط شبيهاً لأدهم، اسمه غريب {حزنقوم} (أحمد مكي)، يجده على شاشة التلفزيون عندما يلتقي به معتز الدمرداش في برنامج {90 دقيقة}، ويخبر قصة تعرضه لعملية نصب وهو يحاول الهجرة بطريقة غير شرعية، إذ دفع لصاحب مركب 8 آلاف جنيه ليبحر به إلى اليونان، وعندما ألقى به المركب أمام الشاطئ اكتشف أنه أمام بلطيم مصر وليس أمام شواطئ اليونان.
ليس حزنقوم غريب الاسم فحسب وإنما غريب الشخصية أيضاً، والصوت واللهجة، فهو أقرب إلى ساذج ومحدود الذكاء، كما يوصف في الفيلم، مع ذلك يختاره الضابط لهذه المهمة الخطرة.

ولعل صناع الفيلم وجدوا في مفارقة ساذج في مهمة خطرة، ما يمكن أن يفجّر الضحك، ويحدث مواقف فكاهية، وهو ما نجحوا فيه إلى حد لا بأس به.
إذا كان الفيلم قد أقنعنا، إلى حد ما، بأن ساذجاً قد ينجح في مهمته الخطيرة، وبكثير من حسن الحظ، على رغم انكشافه في إحدى المراحل على مقربة من النهاية، إلا أن الفيلم لم يقنعنا على أي نحو بأن فتاة بذكاء وحيوية جيرمين ( دنيا سمير غانم) ونضجها قد تقع في حب بطل تصفه هي نفسها بأنه محدود الذكاء، وهي التي ساعدت البوليس وضابط العملية في مهام مماثلة لكشف العصابة من داخلها.
يبدو أن صناع الفيلم كانوا يزوّجون البطلة لأحمد مكي وليس لـ {حزنقوم} هذا، إذ لا بد لكل نجم في السينما التجارية من حبيبة أو ست الحسن، حتى إن لم تكن لديه مواصفات تدعو إلى ذلك، فصوته أقرب إلى {أخنف} وطريقته في الكلام غريبة، مثل اسمه، أما طيبته وحسن نيته فلم يستطع الفيلم أن يقدّمهما باعتبارهما عملة نادرة، ولم يبرز بطله في مواقف يجعلنا نحبه ونتعاطف معه، أو نجد فيه ميزة خاصة تعوّض نواقصه، باختصار لم ينجح الفيلم في رسم شخصية غنية وإنما بدت أحادية.

فهم المخرج أحمد الجندي حدود مهمته في مجرد تنفيذ الفيلم الحرفي المعقول، ليأتي بسيطاً إلى حد التبسيط، لكن ما منح الفيلم الحيوية حقاً التمثيل والحضور الجميل لكل من دنيا سمير غانم وماجد كدواني و دلال عبد العزيز (أم حزنقوم).
ومن دون هذا الأداء الجذاب إلى جانب حيوية أداء مكي وحضوره القوي كنجم كوميديا، لما استطاع الفيلم أن يجذب جمهوره، ولما أصبح عملاً أساسياً على خريطة موسم الصيف السينمائي.



تعليقات