عن استفتاء السينما واستفتاء الدستور .. عن الديمقراطية واختيارات الناس

  • مقال
  • 01:58 صباحًا - 21 مارس 2011
  • 5 صور



صورة 1 / 5:
أفيش فيلم رسائل البحر
صورة 2 / 5:
حلمي في لقطة من فيلم عسل أسود
صورة 3 / 5:
يتوجب الآن احترام رأي الأغلبية
صورة 4 / 5:
الكدواني في لقطة من فيلم "678"
صورة 5 / 5:
آسر ياسين في رسائل البحر

كانتالساعة تقترب من الرابعة ، تحدّث معي أسامة الشاذلي عن أهمية كتابة مقالة تحليليةلاختيارات الناس في استفتاء السينما.كوم الذي استمر قرابة الشهرين عن "الأفضلفي عام 2010" ، بعدها بساعاتٍ قليلة صدرت نتيجة الاستفتاء على الدستور المصريالذي سَبَّب احباطاً لا يُمكن انكاره لأغلب من عاش هذه الثورة منذ أولى لحظاتها ،ورغبَ في خيار ثوري لا يَقبل التفاوض .. يُسقِط دستوراً فاسداً لا أن يَمنحهالحياة .

المُوازنة الصعبة التي كُنت أفكر فيها في كلا الاستفتاءين هو الوصول لاحترام كامللرغبات الناس ، حتى لو كُنت مؤمناً بقناعةٍ داخليّة أن خيارهم لم يكن هو الخيارالصحيح !

والأمر له تاريخه ، لَيسَ ما يُجمع عليه هو دائماً الصواب ، ليس الذي نال أصواتاًأكثر هو الأحق بالأفضليّة

أذكر ماضٍ قريب ، لو تم فيه الاستفتاء في الأيام الأولى من فبراير حول بقاء الرئيسالمخلوع من عدمه ، لصوّت الأكثرية بنعم .. من أجل الاستقرار ومن أجل تاريخه ومن أجلالأبوة .. إلخ ، وإيمان قلّة فقط بـ"خيارهم" هو ما أسقطه في النهايةليخرج "الأغلبية" مُحتفلين بـ"انتصارهم"
وفي ماضٍ أقرب ، لو تم الاستفتاء على بقاء أحمد شفيق رئيساً لوزراء مصر ، لصوّتالأغلبية بنعم .. من أجل المطار ومن أجل "الرّاجل المحترم" ومن أجلالبلوفر أيضاً ! ، ولكن إيمان بضع آلاف بقوا في التحرير على مدار أسبوع هو ماأسقطه في النهاية ، ليأتي عصام شرف ويعتذر الأغلبية مُؤكدين أن خيارات الأقليةكانت أصح .. في الأغلب تكون أصح !

في السينما أيضاً ليسَ الأمر بعيداً ، نظرة بسيطة للأفلام الأكثر إيراداً في تاريخالسينما أو الأكثر جذباً للناس في دور العرض كل موسم يمكن لها أن تقرّبنا قليلاً ،نظرة أبسط على قائمة الـ"250 فيلماً" الأفضل من وجهة نظر الجمهور فيموقع الـ"IMDB"الأكثر شهرة تضعنا في الصورة تماماً .. الجمهور انحاز لفيلم (ممتاز بالتأكيد)كـ"إصلاحيّة شوشانك" ليضعه على رأس القائمة فوق "الأب الروحي".. فيلم "ليون : المحترف" متواجد قبل "المواطن كين" .. و"البجعةالسوداء" يسبق "أوديسا الفضاء" بعدة أرقام !

في حالتنا هنا ، الجمهور انحاز لـ"نعم" على التعديلات الدستوريّة ، وهونفس الجمهور الذي وضع فيلم " عسل أسود" على قمّة الأفضل متجاوزاً – مثلاً– " رسائل البحر" !

ولكن .. من قال – وأجزم – أن لا هيّ الأصوب من نعم ؟ أو أن عسل أسود ليس أفضل منرسائل البحر ؟ لماذا لا يكون شوشانك أكثر خلوداً من الأب الروحي ؟

الفكرة - تحديداً - هي أنه لا يمكننا أن نطالب بديمقراطيّة مشروطة ، أو حريّةمُقيّدة برغباتنا ، لا يمكننا التنصُّل من اختيارات الناس حين تُخالف قناعاتنا ،كنا نَهتف "الشعب يُريد إسقاط النظام" .. وكان الملايين من حولنا هم منيعطون هذا الهتاف شرعيّته ، والآن "الشعب أراد التعديلات الدستوريّة"ولا يمكن المناص من خياراته أو التشكيك في أحقيته.

ليس فقط من أجل كلمة كالـ"ديمقراطيّة" ، ولكن الأهم من أجل الاتساق معمبادئنا وما ننادي ونطالب به ، الحريّة للناس والاحترام لرغبات الناس .. مهماخالفت قناعاتنا ومهما رأيناها تُخالف الصواب .

أما بشأن السينما ، فربما كنت أفضّل "رسائل البحر" أكثر من "عسلأسود" ، و داوود عبدالسيدكمخرج وسيناريست أكثر من محمد دياب و أيمن بهجت قمر ، ماجد الكدواني قدّم أداءً عظيماً في " 678" يتجاوز – في رأيي - تهتهه آسرياسينالمبالغ فيها أحياناً في رسائل داوود ، و بشرى كذلك كانت أفضل من صبا مبارك .

ولكن .. الشعب أراد .. وعلينا احترام إرادته



تعليقات