أحمد داوود.. "أُسطى في الشر"!

  • مقال
  • 07:40 مساءً - 2 اغسطس 2016
  • 1 صورة



أحمد داوود

هلّ رمضان الماضي، ليطل علينا الفنان أحمد داوود، بدور فريد من نوعه؛ "مُراد حفظي"، مُدير "الجراند أوتيل". يُعد أحمد داوود، من أكثر الممثلين قربا للقلب، لا يمكنك أبدًا أن تكرهه؛ ولكن سيحتم عليك أداؤه المتميز والمتقن في "جراند أوتيل"، أن تكره شخصية مُراد أشد الكُره وتتمنى له الشر.

أيضًا في رمضان 2014، أبدع الفنان أحمد داوود في دوره "صابر "، فى مسلسل "سجن النسا"، وكان العمل نقطة تحول في مشواره الفني، فقد حظي أداؤه الرشيق بإعجاب الجميع بالرغم من شدة شرّه ونكرانه للجميل. ليهل علينا هذه المرة بدورٍ أكثر شرًّا من "صابر"؛ دور ملئ بالتناقضات ما بين إظهار وجه الملاك والتكشير عن أنياب الشر، حيث يُعد "مراد حفظي"، الشخصيّة التي أحياها أحمد داوود، وجسّدها، فأصبحت تسير أمامي في كل شخص ذي نفسٍ غير طيبة؛ شخصيّة مُفعمة بالشر، مليئة بالحقد والضغينة تجاه الجميع، لا تسعى سوى لمصلحتها الخاصة وهو –في تلك الشخصية- على استعداد تام لارتكاب كل الفظائع حتى يصل لمُبتغاه، كما أنها شخصية بوهيمية تسعى لتحقيق شهواتها وإشباعها دون حساب لأى عواقب. دور يصعب على أى فنان قبوله، فدائما يحاول الكثير آداء الأعمال التى تظهرهم أبطال مضحّين، ليسرقوا بها قلوب الناس، لكن "داوود" اختار الطريق الأصعب والفريد، ليظهر براعته ويكسب حب الناس لأدائه واحترامهم لموهبته، وليس لوسامته أو أدواره.

دائما وأبدًا، لا يمكننا نقد فنان دون أن يعطينا الأدوات لنقده، فنحن نشعر بقلم الكاتب من خلال دور الممثل، هو من يجعل الأحاسيس والمشاعر وصفات الشخصية تتحول من مجرد كلام على ورق إلى حقيقة مجسدة، نستشعرها ونتفاعل معها. وقد سمعت أحدهما يقول في مرّةٍ؛ "فى الجيل اللى تحت 40، أحمد داوود اللى فيهم"، ولعلّي اتفق بشدة مع هذا الرأي مع احترامي وتقديري لباقي الفنانين، ولكن أحمد داوود يمتلك قدرات وإمكانات يصعب أن يمتلكها أحدهم، فهو لا يعتمد على عنصر الوسامة، ولكنه يعتمد على موهبة فطريّة طوّعها ونمّاها، ليقدم لنا أي شخصية يؤديها بكفاءة كبيرة، لنتأثر بها عن طريق نظرات عينيه ونبرات صوته، التى تختلف حسب طبيعة المشهد، وليس فقط طبيعة الشخصية، فمثلًا "مراد" يتغير من لون إلى لون بمجرد أن يدير ظهره لأحدهم، وهو عملٌ شاق من فنان رشيق الأداء، يمكنه أن يقنعك بشدة شرّه، ويجعلك تكرهه، ولكن يظل يكتسب احترام وتقدير الجميع لعمله المميز. وأنا على يقين تام، بأننا جميعًا اقتنعنا بأدوار أحمد داوود، الطيبة ، تمامًا مثلما اقتنعنا بأدواره الشريرة، وهنا نجده يكسر قاعدة كانت قائمة لفترة طويلة، وهي أن البعض يظن خطأً أن الممثل الذى يتقن دور ما يكون تعبيرًا عن جزء من شخصيته، ولكنه يتعامل مع الأمر بحرفيّة تامّة، فبمجرد أن يبدأ التصوير، يخلع رداء "أحمد داوود"، ويرتدى رداء الشخصيّة أيًا كان نوعها.

وصلات



تعليقات