مسلسل SEE... مزيج بين الخيال والمنطق

  • مقال
  • 02:43 مساءً - 4 نوفمبر 2019
  • 8 صور



قبل بداية متابعتي لمسلسل أو سلسلة أفلام، دائماً أصبح لدي تخوفات من النهايات بسبب فاجعة Game Of Thrones، وكنت متخوف من مسلسل SEE في البداية، ولكن اطمئن قلبي عندما علمت أن المسلسل يشارك فيه صناع Peaky Blinders وThe Hunger Games وWasteworld، بالإضافة إلى ميزانيته الضخمة، التي تخطت الـ240 مليون دولار للموسمين. كل هذه العوامل طمئنتني ولكن ما زال لدي خوف قليل من النهاية، ولكن دعونا لا نسبق الأحداث.
فعندما كنت أسمع عصام الشوالي يلقب ليونيل ميسي بـ"البابا"، كنت أتسأل من سيُطلق عليه "البابا" في السينما في العقد الأخير؟!. لم أكن أتخيل أن جايسون موموا سيحصل على هذا اللقب بأول ثلاث حلقات فقط من موسم واحد من مسلسل!.

  • نبدأ أولاً بالقصة:

    القصة بقدر ما هي خيالية بقدر ما بها شيء كبير من المنطق، والخطوط جميعها متصلة دون قطع ولو بسيط، فالعالم أصيب بوباء منذ عدة قرون وخاصةً في القرن الـ21 بوباء قضى على مليارات من البشر ولم يتبقى سوى 2 مليون إنسان، ومن تبقى أصيب بالعمى. هذا الملخص فتح العديد من الخطوط وجميعها منطقية. فمثلاً الجهل ملء العالم، وأصبحت القراءة متوسمة في حبال وعقد صغيرة، أصبح يوجد أكثر من إله والإيمان بأساطير خرافية، أصبح الكتب والعلم أشياء مجهولة لم يسمع عنها البشر من قبل، أصبح العالم مقسم لقبائل ومملكة واحدة فقط، أصبح هناك مجموعة يطلق عليهم "صائدوا السحرة" ومهمتهم إعدام كل من يملك قدرة خاصة مثل القرأة والكتابة والذين يعتقدون أنهم يبصرون وغيرهم، وكل هذه القدرات قدرات طبيعية يملكها أي إنسان في عالمنا الحقيقي، ولذلك الموضوع أصبح منطقي إذا أصاب هذا الوباء البشرية.

  • صناع العمل:

    أدق التفاصيل هي سبب نجاح أي عمل، فقد سمعت في يوم من الأيام المخرج الكبير سمير العصفوري يقول "أي صورة يجب أن يكون لها صوت في خلفيتها، فمثلاً الطبيعة لديها أصوات مثل أصوات الطيور والمياة وغيرها". ونحن كمشاهدين يجذبنا الخلفية الموجودة في العمل، بين ديكورات وطبيعة وحيوانات وأشخاص. ففي هذا المسلسل الطبيعة بألوانها كانت مهمة جداً، لتكشف عن العصر البدائي الذي وصل إليه البشر. إختيارهم لأماكن محفورة في عقولنا وجعل الخراب يدمرها منذ عدة قرون مثل مدينة ديزني لاند، وجعل البشر يستخدمون مكان بها لإقامة المهرجانات الدينية الخرافية. جعل السيارات وأجزائها تستخدم كغرف للنوم، أو سد فجوات في المنازل. وهذا يدل على عبقرية كتاب المسلسل، في توصيلهم لرسالة "لا يوجد شيء دائم".

  • الممثلين وقراءة الأدوار:

    هناك بعض الـ"لازمات" التي جعلت حالة التصديق أقوى من أي عمل يتحدث عن العمى، فمثلاً تكة الأصابع، التحسيس للوصول لشخص آخر، حتى في الحروب والمعارك، اعتماد الممثل على السمع فقط والقتال بهذا الشكل، فهذا يدل على أن الممثلين تدربوا كثيراً، وظهرت لي حالة التصديق عندما رأيت حالة الرعب الظاهرة خارج التمثيل على الممثلين.
    سيلفيا هوكس من أكثر الأدوار التي أعجبتني في هذا المسلسل، فهي تقوم بدور الملكة، التي تتعبد بطريقة غريبة لا داعي لذكرها، بالرغم من أنها عمياء، إلا أنها تعيش الحياة كأنها مبصرة، تبحث عن عشيقها الذي تمرد على المملكة وأصبح درويش يخبر الناس بأن لديه قوة خارقة يعطيها للبشر وهي الإبصار. لديها قوة شخصية وعقابها عنيف. يعجبني أيضاً تعايش الممثل مع الدور، فسيلفيا قامت بحلاقة رأسها بالكامل للدور، لتظهر مدى تعقيد هذه الشخصية، وإيمانها المزيف ونفاقها.

  • جايسون موموا:

    منذ أن رأيت جايسون في Conan The Barbarian وتنبأت أن هذا الممثل لديه قوة بداخله يريد إخراجها، ولكن للأسف طوال السنوات الماضية لم يختار أدوار جيدة سوى Game Of Thrones وAquaman. فهو كان لديه مخزون درامي يريد إخراجه. جايسون مزج في هذا المسلسل بين الدراما الباحتة والأكشن، تدرج الشخصية بين الشاب المقاتل والأب لأبناء ليسوا من صلبه بسبب ظروفه الصحية، كما أنهم أول المبصرين بين البشر، فهو أظهر دراماته كأب وككبير للقبيلة، بالإضافة إلى إحساسه بالذنب طوال المسلسل، وفي اللحظة التي فسر فيها عن ذنبه، فتأكدت أن جايسون ممثل هائل. في نهاية الحلقة الثالثة أثناء إنقاذه لأبنه، هذا المشهد ليس أكشن فقط، الحالة كانت مثل دائرة مربوطة بخيوط أبعاد الشخصية. فنحن لم نشاهد جايسون بهذا الأداء من قبل، وأستطيع أن أقول أن جايسون سيحصل على لقب "البابا" لفترة طويلة، وذلك تيمناً بإسمه "بابا فوس"، وأيضاً من الأشياء التي ساعدت جايسون هي خلفيته الغجرية، وهذا ظهر في عنفوانه أثناء الهتاف ما قبل الحرب، فالتمثيل هو عبارة عن تجارب حياتية قد شاهدناها من قبل.
    حتى الآن المسلسل يسير بخطى جيد ولكن انتظر نهاية قوية مثل البداية.


وصلات



تعليقات