أحمد زكي.. يلقي تحيته علي كل من أحبوه

  • مقال
  • 06:44 مساءً - 25 مارس 2010
  • 1 صورة



الوصول إلي قبر أحمد زكي في مدينة السادس من أكتوبر أصبح طقسًا سنويًا يؤديه كل أصدقائه ومحبيه لكن المكان بصمته وسكونه يبعث في النفس نوعًا من الحنين لأننا بمجرد أن نعود من هذه الزيارة تنمو في داخلنا رغبة ملحة في العودة بالذاكرة للوراء قليلاً وبالتحديد للأيام التي كان خلالها أحمد زكي حيًا ينبض قلبه بيننا، لذلك نعتبر شهر مارس هو شهر تقليب المواجع فقد شهد أصعب فترة عاشها الفنان في صراعه مع المرض إلا أن الإبحار في الذاكرة يفرض علينا شيئًا مهمًا وهو أن أحمد زكي علي الرغم من مرور 6 سنوات علي رحيله نكتشف أنه كان مركز الربط بيننا كأصدقاء، فأنا وكابتن طيار جهاد جويفل وزوجته هالة وابنتهما هاجر نلتقي ونستعيد خيوط تواصلنا معه، فقد مكثت ثلاث ساعات كاملة مع كابتن جهاد جويفل وزوجته هالة رجب نتحدث عن سر عبقرية أحمد زكي الفنان والإنسان.
فقد تنبأ بنجاح مني زكي واختارها لتكون بطلة فيلمه اضحك الصورة تطلع حلوة علي أساس أنها ممثلة بحق وعندما سألته عن حقيقة هذا الاقتناع بموهبتها كان يقول: إنها فنانة تعيش سنها، ولم يكن هذا رأيه في حنان ترك حيث كان يقول: إن حنان تعيش دورًا أكبر من سنها وبعد كل هذه السنوات أصبحت مني زكي تعتلي قمة التمثيل في فيلم احكي يا شهرزاد بينما تخبطت حنان ترك في أدوار أكبر بكثير من سنها مما أثر علي فنها وجعلها تصارع هذه الأدوار الاجتماعية وتستسلم لأمواج الحياة من طلاق وزواج وحجاب واعتزال وعودة في سلسلة ممتدة من الأزمات، وهذا يدل علي أن أحمد زكي كان محللاً نفسيًا باقتدار يجيد التعامل مع البشر وفهم إيقاعهم الخاص ويكفي أنه يجلس علي مائدة طعام واحدة هو وسائقه الخاص ويشاركه الطعام ويمنح عمال المطعم بقشيش كبيرًا يفوق الخيال، مؤكدًا أنه من حقهم أن يعودوا لأولادهم ومعهم كيلو من اللحم مثلما أكلنا نحن، فمن أين كان يدرك أحمد زكي ما يدور في أذهان الناس؟ إنه صاحب قلب ينبض بالحياة.

وصلات



تعليقات