أغاني الأفلام..ضرورة درامية أم وسيلة للدعاية والترويج؟!

  • مقال
  • 02:15 مساءً - 15 يوليو 2010
  • 2 صورتين



صورة 1 / 2:
موسيقار الاجيال
صورة 2 / 2:
نجم الجيل

السينما المصرية ولدت فى حضن الغناء، وتأثرت إلى حد بعيد بأفلام الكوميديا الموسيقية فى هوليوود، واستقطبت منذ بدايتها الأولى نجوم ونجمات الغناء، من موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، وحتى مطرب الجيل تامر حسنى!.
وكانت الأغانى فى معظم الأفلام مقحمة على السياق الدرامى وتستغرق مساحة زمنية طويلة تخل بالإيقاع السينمائى، لكنها تخلصت من هذه العقدة مع مرور الوقت، وأصبحت الأغانى فى الأفلام أقصر وأكثر رشاقة، ومعبرة أحيانا عن الحدث الدرامى مثل أغنية عبد الوهاب "اجرى.. اجرى" فى فيلم " الوردة البيضاء" والتي كتبها الشاعر الغنائي المبدع الراحل حسين السيد، وفى معظم أفلام العبقرى المجدد محمد فوزى صاحب أشهر "الدويتوهات" الغنائية فى السينما المصرية، وبعض أفلام العندليب الأسمر الراحل عبدالحليم حافظ، وخصوصًا تلك التى شاركته بطولتها الرائعة شادية، قبل أن تتوقف عن الغناء فى الأفلام وتتفرغ للتمثيل وتثبت أن موهبتها كممثلة لا تقل روعة وإجادة عن مكانتها كمطربة.
وأذكر أن زميلاً أجنبيًا لنا من أيام المدينة الجامعية، وكان ألبانى الجنسية جاء ليدرس اللغة العربية فى جامعة القاهرة فوقع فى غرام شادية، وقال لى مرة إنه يتمنى من فرط حبه وإعجابه بفنها أن تموت حتى يذيعوا أغنياتها وأفلامها ليل نهار، ويبدو أنه عرف من عشرته لنا أننا لا نحتفى سوى بالموتى والراحلين.
وقد ظلت الأغانى فى الأفلام مقصورة على المطربين والمطربات الذين يجربون حظهم فى التمثيل، ولا يخرجون فى معظم أعمالهم عن "تيمة" درامية واحدة تتكرر دائمًا بتنويعات مختلفة وهى تيمة المطرب الذى يصعد من القاع إلى القمة ويساعده فى الوصول إلى الشهرة والمال أهل حارته الطيبين، وهو الموضوع الأثير لدى معظم المطربين الممثلين الذى لا يزال مستمرًا حتى الان بتنويعات مختلفة يدخل فيها "الأكشن" أحيانًا كما فى أفلام حمادة هلال، أو الاستظراف أحيانًا أخرى كما فى أفلام تامر حسنى.
ومنذ سنوات قليلة غزت السينما موضة جديدة وهى إعداد أغنية أو أكثر تكون جزءًا من الدعاية للفيلم الجديد، ويقوم بأدائها مطرب أو مطربة لا يشاركون بالتمثيل فى الفيلم، وليس مهما بالطبع أن تكون هذه الأغنية معبرة عن الموضوع أو خارجة عن السياق، فالمهم أن يكون هناك أغنية يتم تسويقها للمحطات الفضائية الموسيقية لتذاع مع لقطات من الفيلم، وتدر ربحاً إضافيًا للمنتج.. وبعض هذه الأغنيات نجحت نجاحًا مدويًا ربما يفوق نجاح الفيلم نفسه، مثل أغنية "بحبك وحشتينى" للمطرب الخليجى حسين الجسمى ضمن أحداث فيلم " الرهينة"، وأغنية كارول سماحة فى فيلم إيناس الدغيدى " الباحثات عن الحرية"، وأغنية شيرين عبدالوهاب فى " عن العشق والهوى "وأغنية محمد حماقي في " جعلتني مجرما".
والمشكلة أن أفلام الموجة الجديدة لم تلجأ إلى الأغانى سوى بدافع الجذب التجارى، جريًا وراء المعادلة الفنية السائدة فى الأفلام التجارية وهى قصة وأغنية ومجموعة إفيهات مع قصة مستهلكة تنتهى بمحاضرة أخلاقية فارغة المضمون، وهى المعادلة التى استهلكتها لسنوات طويلة مسرحيات "الكباريه"، قبل أن تختفى وتبطل "موضتها" وتنتقل إلى سينما الإسفاف والضحك على الذقون.
أما الفيلم الاستعراضى الغنائى الحقيقى الذى يوظف الأغنية فى سياقها الصحيح، ويستخدم الإبهار والإضاءة والملابس والاستعراضات لتقديم عمل فنى حقيقى فلا يزال غائبًا عن الشاشة، ليس لأننا لا نملك مواهب استعراضية تستطيع تقديم هذا اللون فى الأفلام، ولكن لأننا نجرى دائمًا وراء "التقليعات" ونتوهم أن الجمهور "عايز كده".. والحقيقة أن الجمهور برىء من هذا العبث!

وصلات



تعليقات