عمرو سلامة يكتب : رسالة إلى النظام

  • مقال
  • 09:29 مساءً - 4 فبراير 2011
  • 1 صورة



عمرو سلامة

السلام عليكم يا أيها النظام...أنا إسمي عمرو سلامة، أنا مخرج مصري، أنا شاب نزل يوم خمسة و عشرين يناير، أنا شاب إتضربت و إتزنقت جوا مدخل عمارة و قفل عليا الظابط و أمر عساكره يموتوني لحد ما مشي فعساكره هربوني. صممت رغم تحذيرات الطبيب و نزلت لأتظاهر يوم الخميس ليلا أمام نقابة المهن التمثيلية و حدث لي أزمة صحية، و لم أنزل يوم الجمعة لكني نزلت معظم الأيام التي أتت بعدها، إلى اليوم، الجمعة المسماه بجمعة الرحيل.
أكتب إليك هذه الرسالة، و أتمنى أن تصلك، و تصل لكل مصري، ليتفق معي فيها أو يختلف، و لكنك إن كنت تريد أن تسمع صوت شباب "٢٥ يناير" فأنا أعتبر نفسي واحد منهم، و لكني لا أدعي أن رأيي متفق معهم جميعا، و لكني على يقين أنه يتفق مع معظمهم. رسالتي لك الآن، أقسم بالله أن نيتها نية سلمية، و نية خالصة لتهدئة الوضع و نية خالصة لحل الأزمة و إجتهاد مني لحل هذه المعادلة الصعبة. الشباب الذين في هذا الميدان مطلبهم الأول سقوط النظام، و مطلبهم الذي لا رجعة فيه هو رحيل الرئيس، و لكني عندي أمل أن هناك حلول سلمية مشرفة للرئيس ليرحل بشكل يضمن تكريمه و يجعل أكثر من تسعة و تسعين في المية منهم يرحلون عن الميدان.
لكن دعني أولا أنقل لكم لماذا يكره الشباب المتظاهرين النظام يوما بعد يوم، و لماذا كل خطوة للحل منكم تأتي بعدها آلاف الخطوات لتأزيم الموقف أكثر.
أولا، هو تفريقكم الدائم في الإعلام و في خطابكم بين شباب خمسة و عشرين يناير، و بين من منهم في ميدان التحرير الآن، معظم من بدأو التظاهرات في هذا اليوم مازالوا هناك، و ليس معنى أن هناك عدة شباب أسموا نفسهم بشباب خمسة و عشرين يناير و يقولون أنهم إنسحبوا و كونوا في لحظة مجموعة على الفيس بوك لا يعني أنهم يمثلون الشباب هناك.
ثانيا، الكلام الذي من نوع "مندسين" و "عملاء" و "أجندات خارجية" يدفعنا جميعا لإستكمال التظاهر، و كل ما يحدث في الإعلام المصري هو أفضل دعاية لإستكمال المظاهرات، لنأكد لكم أننا شباب مصر، و لسنا نتبع لأي أجندات و لسنا مندسين.
ثالثا، كل محاولاتكم لنشر فكر أن هناك جماعات إسلامية وراء ما يحدث، "إخوان مسلمين" أو حتى من حماس أو إيران أو من الجهاد، يستفزنا أكثر، لإن كل من نزل في أي من الأيام، رآى بأم عينه أن الليبراليين و الشباب الغير مسيسين هم الأغلبية الساحقة، فيعلم أن هذا كذب بين و فزاعة غير منطقية.
رابعا، تخويف الناس من الإخوان المسلمين و شبابهم هو أيضا محفز لنا كلنا أن ننزل لنغلبهم عددا أولا، ثانيا لنقول أن الإخوان المسلمين ليسم صهاينة في النهاية، هم مصريين، مهما إختلفنا مع إتجاهاتهم، فهذا ليس معناه تخوينهم، و من حقهم التظاهرر مثلنا.
خامسا، التضارب الساحق بين تصريحاتكم و الواقع، الفريق أحمد شفيق لا ينكر أحدا أنه تعاطف مع كلامه و وعده بأمن الشباب لنرى الشباب يسحق من مأجورين من البلطجية و رجال الشرطة، و صور كارنيهاتهم، إن كانت كارنيهات شرطة أو حزب وطني مع كل الشباب الآن، فتأتي تصريحات أخرى رسمية، أن من كان ورائهم "الإخوان المسلمين" فهذا يستفز المتظاهرين أكثر و يجعلهم يكرهكم أكثر و ينسف أي ثقة بينهم و بينكم. خصوصا أنكم تعدون بإطلاق سراح المعتقلين، و مازال هناك مفقودين، و هناك من يتم إعتقالهم الآن، هل من يعتقلهم هو جهة من كوكب المريخ؟
سادسا، كل الكلام عن إحتياجكم لوقت لحل البرلمان و لتناول السلطة لم يصبح منطقي واحدا من الألف، لأن هناك آلاف المحاميين في الميدان يخبرون الشباب أن هذا غير صحيح، و يستشهدون بالتاريخ و مواد القانون.
سابعا، السيد الرئيس قال أنه يخشى من الفوضى إن تنحى، ماذا لو لاقدر الله كان مات؟ كانت ستعم الفوضى؟ أليست دولة مؤسسات لا أفراد كما تقولون؟ و هل هناك فوضى أكثر من ذلك؟
ثامنا، أقول لكم أن تسعين في المية من الشباب هناك، إن رحل الرئيس فقط، و تولى النائب السلطة و ظل أحمد شفيق ببعض التعديلات البسيطة في الوزارة فقط، سيرحل تسعة و تسعين في المية من منهم في الميدان الآن.
تاسعا، أقسم لك بالله العظيم، إن خرج الرئيس و قال خطاب التنحي، سيتعاطف معه الجميع، و سيكرمونه أحسن تكريم في التاريخ، و سيبكون، حتى لو كان تنحي مستترا، كمثل أن يفوض كل سلطاته للنائب، أو بسبب أعباء صحية مثلا.
عاشرا، الناس في غاية الإحتقان مع بعض الرموز الذي تم تشريرها عبر الزمن، لا أطعن فيهم، فليس عندي دلائل، و لكن الناس يهتفون ضدهم بشده، كمثل صفوت الشريف و فتحي سرور، أنا لا أجزم أنهم غير شرفاء و لكن حقنا للشارع المصري يجب إستبعادهم بأي شكل. الحزب الوطني الديموقراطي أيضا أصبح رمزا للشر، و أقسم بالله أن من أحرقه هو النيران المشتعلة داخل نفوس الشعب منه، ليس الإخوان و ليست جماعات منظمة، الكره له في الشارع كان تلقائي و لا يحتاج لأي تنظيم من أي جهة، فيجب أن يستقيل منه الرئيس و إبنه حالا.
وأؤكد أن كل محاولات الإعلام للتضليل، و لتكبير حجم مظاهرات مبارك و تقليص حجم المظاهرات الغاضبة، هي محاولات مستفزة للناس، و تجعلهم ينزلون أكثر و يعتصمون أكثر.
وبالرغم من بعض الضغوط من بعض الناس الذين صدقون القنوات الحكومية، لتمنيهم لرجوع الإستقرار، و ضغوطهم على الشباب أن يتركون مواقعهم، لن يتراجع الشباب مهما حدث، هذا الشباب دفع الثمن مقدما، مات منهم من مات، أصيب من أصيب، إستثمر كل منهم وقته و مجهوده، خاطر كل منهم بحياته، نزل من بيته لا يدري إن كان سيرجع لعائلته أم لا، و لن يرجعون بيوتهم بدون أن يأخذوا ثمن ما دفعوه.
في النهاية، أنا أستسمح سيادة الرئيس مبارك، أن ينقذ الوضع، و ينقذ الوضع الراهن، و أن الفوضى ستقل إن تنحى بشكل مشرف و لن تزيده، بل بالعكس ستجعل شعب مصر كله يتعاطف معه و يسامحه و سيتفنن البعض كرسمه كبطل قومي أنقذ الموقف.
إمضاء... مواطن مصري نفسه يرجع لشغله و حياته الطبيعية

وصلات



تعليقات