كيف تدار السينما في مصر ...(1) الـ''سيك وان''

  • مقال
  • 04:07 مساءً - 28 يونيو 2012
  • 1 صورة



السبكي

ما سأتناوله في هذا المقال وما سيتبعه، عبارة عن تجربة شخصية في عالم السينما، لكاتب روائي طلب منه يوماً أحد المتتجين أن يكتب سيناريو فيلم، ليخوض التجربة بنشوة تعلم نوع جديد من الكتابة، ومن خلال عدة تجارب امتدت لأعوام، قرر هذا الكاتب التوقف للنظر إلى التجربة ككل من بعيد، ليرى من خلالها، كيف تدار السينما في مصر، حيث نستطيع سوياً عزيزي القاريء أن نحكم من خلال تلك التجربة على بعض أوجه القصور:

التجربة الأولى - لا استعرض التجارب بالتسلسل الزمني - :
ارتفع رنين هاتفي بعد منتصف الليل برقم غير مسجل ولكنه مميز للغاية، وكعادتي تجاهلت الرد على تلك المكالمة، لأنني لا أرد على أرقام لا أعرفها - خاصة بعد منتصف الليل -، ليعاود المتصل الإتصال عدة مرات، ويزيدني إلحاحه إصراراً على التجاهل، ثم تأتيني مكالمة من فنانة عربية تقدم أفلاماً للسينما المصرية، وبعد أن تلقي علي تحية المساء، تسالني لماذا لا ترد على المنتج المعروف فلان الفلاني.
يتحول صوتها فجأة إلى صوت ذكوري خشن، بعد أن التقط المنتج منها الهاتف وقال بالحرف الواحد
- انت مبتردش على تليفوني ليه
- مبردش على ارقام معرفهاش
- ليه انت هربان من ايه ، ده حتى رقم مميز، انزل يلا تعالى عايزك تكتب فيلم
- مش حينفع حضرتك أـنا بعيد جدا والوقت متأخر
- خلاص نتقابل بكرة ..بس ابقى رد
انتهت المكالمة دون أن اعرف لماذا اختارني أنا بالذات هذا المنتج غزير الإنتاج، ولم أعرف إلا في الصباح أن الفنانة العربية هي من رشحتني له على خلفية كتاباتي.
التقيتها اولاً قبل أن التقيه، طالبتني بالصبر على - طولة لسانه - هكذا قالت ، ثم طالبتني بإقناعه بتعريب فيلم أمريكي بطولة النجمة الرائعة ميريل ستريب، وغادرتني قبل أن يأتي.
أتى في موعده جلس متفحصاً هيئتي قبل أن يطلب لنا قدحين من القهوة، ثم سألني عن أعمالي السابقة، وخاصة برنامج كوميدي سبق أن كتبته لأحد نجوم الكوميديا الكبار.
ظهر عليه الإرتياح بعد أن عرف تلك المعلومة ثم قال لي الآتي
- انت حتكتب معايا الفيلم الجديد، حاديك "سيك وان" - والله نطقها كده - واحد تكتبلي فيه 15 مشهد، ونبقى على إتصال دائم، تديني إفيه، أديك إفيه، لحد ما نخليهم 15 مشهد موت من الضحك
ثم تلفت حوله ليبدأ في إعطائي الـ"سيك وان" قبل أن يرجع بظهره للوراء نافخاً دخان سيجارته في السماء متسائلاً
- ال15 مشهد دول ياخدوا منك قد ايه
أجبت بحسن نية - شهر
أصدر صوتاً داخلياً قبل أن يقول - لا هو أسبوع واحد بس
سلمت عليه وانصرفت ولم أرد على هاتفه مرة أخرى
*****
أخيراً المدهش بالنسبة لي أن هذا الـ"سيك وان" الذي أعطاني إياه المنتج، صار فيلماً يعرض في الأسواق هذه الأيام.... ولك الله يا سينما.



تعليقات