هيروشيما: كلاسيكيات التطلع إلى المستقبل

  • مقال
  • 12:13 صباحًا - 6 ديسمبر 2013
  • 1 صورة



أفيش فيلم هيروشيما حبيبتى

تعرض نوراما الفيلم الأوروبى فى نسختها السادسة, تحت عنوان بانوراما كلاسيك ثلاثة أفلام من كلاسيكيات فرنسا ما بعد الحرب العالمية الثانية. الأفلام هى " La Belle et La Bete ل جان كوكتو، و رينيه كليمان, ( Le Joli Mai 1963) أو مايو الجميل ل كريس ماركر و بيير لوم والفيلم صاحب الصيت الأكبر Hiroshima Mon Amour أو هيروشيما حبيبتى من إخراج الان رينيه ومن إنتاج سنة1959. النسخ المرممة من الكلاسيكيات الثلاث احتفى بها مهرجان كان هذا العام.

عن الان رينيه
ولد فى 1922 وفى عيد ميلاده الخامس عشر اهداه ابواهكاميرا كودن 8مم، من خلالها بدأ تصوير أفلام سينمائية قصيرة احتفظ بها لذاته. حبه للمسرح دفعه لدراسة التمثيل ومع انتقاله إلى باريس التحق بمدرسة جديدة للسينماعام 1943. بعد العديد من الأفلام الوثائقية والقصيرة الناجحة, أخرج رينيه فيلمه الطويل الأول, هيروشيما..حبيبتى فى عام 1959.

عن هيروشيما
صنع الفيلم ضجة حين صدوره, رشح لأحسن سيناريو بجوائز الأوسكار ولم يعرض بالمسابقة الرسمية بمهرجان كان نظراً لموضوعه الشائك الذى يحرج الولايات المتحدة، ولكن تتويجه الحقيقى فى نظرى كان أن محررى كراسات السينما,الجريدة الأشهر فى تاريخ السينمات نظرا لكتابها الذين أصبحوا صناع أفلام عمالقة كتروفوه و جودار و رومير ..و غيرهم ممن صنفوا كصناع الموجة الجديدة فى فرنساالسيتينات, قرروا ولأول مرة بدلاً من أن يكتب كل منهم رايه فى مقال مستقل عنالفيلم أن يعقدوا حلقة نقاش حوله يقول كل منهم رأيه ويفند آراء الآخرين. كانعنوان العدد هيروشيما...حبيبتنا.

للحلقة النقاشية لمحررى كراسات السينما مغزى مهم عنالفيلم ووضعه فى سياق يحسن من رؤيته. منذ بدايتها و كراسات السينما تبحث عنالسينما الجديدة, سينما معاصرة تحاكى ما فى خيالهم آنذاك (و فنهم أيضاً ففيلمتروفوه les 400 coups من إنتاج نفس العام)، ووجدوا فى هيروشيما ضالتهم, وجدوا المعاصرة والتجديد ما جعل جواتر يقول "فيلم لم يأخذ من السينما قبله شيئا" ورومير يقول "إنه فيلمجديد"

"انت لا تعرف شيئاً عن هيروشيما" يصر اليابانىالذى يلقب ب"هو" أن يقول لعشيقته الفرنسية, كيف لا تعرف هيروشيما ألا يكفى أن تكون بهيروشيما وترى المتحف و تسمع القصص؟ "لا تعرفِ شيئاً عن هيروشيما" لا يعرف هيروشيما إلا من راها، و اذا أردت انت أن تعرف كيف كانتىفعليك أن تتذكرها كيفما يتذكرها الذين عاشوها أو بمعنى أصح يعيشوها, عليك أن تتذكر ذكرياتك أنت المؤلمة لتعيد إليك مرارة الفقدان.

يصر "هو" على رجوع "هى" إلى ذكرياتها فى Nevers بلدتها، حيث قضت عمرها حتى عامها العشرين, فعل العالم بها ما فعله بهيروشيما فاطاحوا بعالمها بالحرمان من الحبيب و الحبس و تجريدها من شعرها, تتعذب ولكن لابد منالتذكر فعند هذا الألم بالفقدان توجد هيروشيما توجد كصورة نراها لذكريات ضحاياها ونعرفها لأنها مؤلمة كذكرياتنا الشخصية.

السيناريو يستوحى الرواية وليس الحبكة الدرامية يحاكى الأدب فى عنصر الزمن والذكريات فيصل بالسينما لما اراد الأدب أن يصل إليه فى تلك الفترة, كيف تحاكى شيئا بحجم قنبلة نووية إنسانياً؟ يضيف رينيه بايقاع كاميرتها لمضبوط على هارمونى المونتاج شيئاً يحاكى الموسيقى, تماماً مثلما يطمح الأدب فى الوصول إليه فى التجديد بايقاعة مع الاحتفظ بهارمونيته المبقية على الجمال إنه فيلم اراد أن يتخطى المطروح فى هذا الوقت، وامتلك من السذاجة أن يجرب شيئاً بهذا التجديد ومن الطموح ما انزل هذا التجديد من خيالسينمائيين على مائدة نقاش إلى صورة حية تضع خطوة إلى طريق مستقبل, أصبح الآن ماضينا ولكنه لازال يحمل بصمة التطلع إلى المستقبل.



تعليقات