بانتظار الخريف... وبانتظار نهاية الدرس

  • مقال
  • 09:27 صباحًا - 19 نوفمبر 2015
  • 1 صورة



سلاف فواخرجي في لقطة من فيلم (بانتظار الخريف)

ضمن برنامج عروض آفاق السينما العربية في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، شاركت سوريا بفيلم (بانتظار الخريف) الذي يشارك في بطولته سلاف فواخرجي و عبداللطيف عبدالحميد وأخرجه المخرج جود سعيد وشارك في كتابته كذلك.

وعلى غرار كافة الأعمال الفنية التي صنعها الفنانون السوريون - سواء المؤيدون للنظام السوري أو المؤيدون للثورة - على مدار سنوات الأزمة السورية التي أفضت إلى حرب أهلية طاحنة لا زالت دائرة حتى الآن، يستمر هذا الفيلم الذي أنتجته المؤسسة العامة للسينما التابعة للدولة في تناول الأزمة، وبخاصة في عام 2013 حينما انتشرت الأخبار في كافة أرجاء العالم عن نية الولايات المتحدة الأمريكية بالقيام بضربات عسكرية في سوريا.

هناك جانبان يحاولان تجاذب الفيلم كلعبة شد الحبل، الجانب الأول هو البحث عن الوجه الساخر للأزمة من خلال توليد سلسلة من المواقف الكوميدية الناتجة من احتكاك أهالى الضيعة وعلى رأسهم الاستاذة نيبال (سلاف فواخرجي) بالتطورات اليومية للأزمة، والجانب الثاني هو محاولة توصيل الرسالة السياسية التي يؤمن بها صناع الفيلم ومن فوقهم منتجوه.

بالنسبة للجانب الأول، كانت الكثير من المواقف الكوميدية تؤتي أكلها بالفعل مع المشاهدين حتى لو لم يكن السياق المحيط بها مفهومًا على نحو كامل للمشاهد غير السوري، ربما لاعتماده كثيرًا على عناصر من كوميديا الفارس والمفارقة الكوميدية.

لكن في الوقت ذاته كان هناك عبء كبير وواضح في طريقة توزيع السيناريو للكوميديا على كل هذا العدد من الشخصيات المشاركة، سواء من أهالي الضيعة، أو من رجال الكمائن التابعة للجيش العربي السوري، أو مقاتلو الجيش الحر، فالشخصيات كثيرة للغاية، ومحاولة البقاء على متابعتها جميعًا بنفس القدر من رابع المستحيلات، خاصة أن كل منهم له مشاهد خاصة به، وقد يكون له خط درامي خاص به.

أما عن الجانب الثاني، فقد تحول الفيلم من فرط حديثه طوال مدة عرضه عن حب الوطن ووجوب الدفاع عن الوطن والذود عنه إلى درس طويل في الوطنية يتنافر تمامًا مع الحس الكوميدي الذي يحاول الفيلم تأسيسه، كما يدخل الفيلم في خانة الدعاية السياسية بشكل متسق مع توجهات الجهة المنتجة للفيلم، وهو ما يحرك الفيلم من خانة الكوميديا إلى الميلودراما.

هذا الحس الدعائي للفيلم أفسد طعمه تمامًا، كانت الكوميديا المتولدة كافية جدًا لتوصيل الرسالة، بدون الحاجة إلى الدخول في مشاهد حوارية فائقة الطول عن حب الوطن، وبدون اللجوء إلى تقليدية حكاية الطفل الذي يقوم المصور المخطوف بتصويره وتسجيل حكايته في بداية الفيلم، وبدون حتى الركون إلى رمزية ساذجة ومضحكة مع خواتيم الفيلم.



تعليقات