Game of Thrones (الحلقة الأخيرة): وأخيرًا جاء الشتاء!

  • نقد
  • 03:12 مساءً - 3 يوليو 2016
  • 8 صور



الموسم السادس - الحلقة الأخيرة
بعد ستة مواسم كاملة من تكرار جملة "الشتاء قادم!"، أخيرًا جاء الشتاء بالفعل في الحلقة الأخيرة من الموسم السادس بعنوان "رياح الشتاء"، وهو نفس عنوان الجزء السادس من الروايات الذي لم يصدر بعد. وبذكر الروايات، بهذه الحلقة نكون قد تخطينا الأجزاء الخمسة التي صدرت منها في جميع الخطوط الدرامية.

مدة الحلقة كانت 69 دقيقة، وهي أطول حلقة في المسلسل إلى الآن. مخرج الحلقة هو ميجيل سابوتشنيك، وهو نفس مخرج الحلقة التاسعة "معركة اللقيطين"، وأخرج حلقتين أيضًا في الموسم الماضي هما "الهدية" و"هاردهوم". ما يعني أن هذا المخرج هو صاحب المهام الصعبة، ويتم إسناد الحلقات التي تتطلب مهامًا إخراجية سينمائية الطابع له، وحلقات تتسم بتفاصيل عديدة تحتاج إلى سيطرة من نوع خاص. الواضح أنه ناجح جدًا حتى الآن فيما أُسند إليه، فيمكن القول دون مجاملة إن حلقات "هاردهوم" وآخر حلقتين في الموسم السادس من أقوى خمس حلقات في المسلسل ككل، والأقوى على الإطلاق من حيث الإخراج.

أمر أخر عام أريد التعليق عليه قبل تفصيل الخطوط الدرامية للحلقة، ألا هو الموسيقى التصويرية لها، والتي صُنعت خصيصًا وبتنويعات موسيقية جديدة تمامًا علينا، وكانت جزءًا لا يتجزأ من الجو المثير والمشحون والملحمي للحلقة. الاهتمام بالموسيقى في الحلقة كان واضحًا، وأضاف الكثير لقوتها. أيضًا الاهتمام بكافة التفاصيل والكتابة والديكورات والحوار بين الشخصيات كان مختلفًا عن أي حلقة مضت في الموسمين السابقين، أتمنى فقط لو تُصنع كل حلقات المسلسل بنفس هذا الاهتمام الذي نفتقده منذ بداية الموسم الخامس ورحيل جورج مارتن عن استشارة المسلسل. أقول اهتمام وليس ملحمية، ليس من الضروري أن تكون كل حلقة ملحمية الأحداث ومثيرة تحبس الأنفاس، ليس هذا ما أقصد؛ وإنما أقصد تجنب العجلة والحوارات الركيكة وأخطاء الاستمرارية الفادحة. أعد مشاهدة أي حلقة من المواسم الأربعة الأولى وستفهم مقصدي على الفور.


ميرين
إحدى أفضل افتتاحيات حلقات المسلسل، وستظل في الذاكرة لوقت طويل جدًا. 20 دقيقة متواصلة من الإبداع؛ موسيقى تصويرية مجفلة ومونتاج متواز على مستويات عدة ومشهد ذروة تم التحضير له بعناية ثم ختام المشهد بانتحار الملك تومين في كوميديا سوداء عجيبة.

أكثر مشهد أعجبني بشكل شخصي في الافتتاحية هو الذي كان بين سيرسي وسبتا أونيلا؛ حيث أثار الرعب في أوصالي من سيرسي، والذي ستذوق أونيلا أضعاف أضعافه منها ومن الماونتن. أيضًا انتهى المشهد بخلع الماونتن خوذته لأول مرة منذ أن عاد للحياة في صورة ذلك المسخ، لكن صورة رأسه لم تظهر بوضوح رغم ذلك.

بانتحار تومين، تكون معظم نبوءة الساحرة ماجي لسيرسي قد تحققت بمقتل أبنائها الثلاثة، رغم أن سيرسي هي السبب المباشر في مقتلهم جميعًا، وكان من الممكن أن تحول دون انتحار تومين لو أنها ذهبت إليه لتشرح له الموقف وتطمئنه وتحاول كسبه في صفها أولى من ذهابها إلى أونيلا والتشفي فيها. الجزء المتبقي من النبوءة متعلق بأخذ الحكم منها على يد ملكة أجمل وأصغر منها. سيرسي كانت تحسبها مارجري، وربما ظنت أنه بقتلها إياها في حريق "سبت بيلور العظيم" ستكسر النبوءة، لكن المعني في النبوءة هي دانيريس تارجارين بالطبع.

يدخل جيمي على سيرسي في القاعة العظمى في ريد كيب، بينما كايبيرن يتوجها ملكة على الممالك السبع وتجلس متربعة على العرش الحديدي القبيح. نظرة جيمي تدل على أنه غير راض عما يحدث، فسيرسي هي السبب في مقتل أبنائهما الثلاثة. كما علمنا مؤخرًا أن السبب الرئيسي لقتل جيمي للملك المجنون هو أن الأخير كان سيحرق المدينة كلها بمن فيها، فتخلص منه رحمة بأهلها. سيرسي هنا فعلت نفس الشيء تقريبًا، فهل سيصفى لها جيمي بسهولة، أم سيتخلص منها هي الأخرى حتى لا تثير المزيد من القتل والفساد؟ الأمر مقعد جدًا نظرًا للعلاقة الغريبة بينهما، لكننا سنعرف ذلك بوضوح حتمًا في بداية الموسم السابع.

الحقيقة أن سيرسي ليست ملكة على الممالك السبع ولا حتى على نصفهم، فمملكتا دورن والريتش عدوان لها وولاؤهما الحالي لآل تارجارين، أيضًا مملكتا الشمال والوادي وولاؤهما لآل ستارك، ومملكة جزر الحديد مستقلة؛ ما يعني أنها أصبحت ملكة على كينجز لاندينج وجزء من ريفرلاندز وجزء من كراونلاندز فحسب. نجحت سيرسي في القضاء تمامًا على أعدائها الداخليين وأولهم العصفور الأكبر وعمها كيفين لانيستر وكل آل تايريل فيما عدا أولينا، لكن الآن عليها مواجهة أعدائها الخارجيين بجيش اللانيستر المتواضع وبلا حلفاء تقريبًا. إنها مهمة مستحيلة حتى على سيرسي!


أولدتاون
أول مرة تظهر مدينة "أولدتاون" في المسلسل، وهي مدينة كبيرة في حجم كينجز لاندينج تقريبًا. يصل سام وجيلي وابنها إلى هناك، بينما يخرج سرب كبير من الغربان البيض من منارة "هاي تاور" لإعلان وصول الشتاء إلى الممالك السبع.

أمر غريب أن السيتاديل مغيب تمامًا عما يحدث في السور ولا يعلم من هو القائد الأعلى هناك، ويسمحون لسام أن يدلف إلى مكتبة السيتاديل المهيبة لحين أن يقابله ميستر رئيسي ويحدد موقف قبوله هناك من عدمه.

السيتاديل تقف معلوماته عند السير جيور مورمونت كقائد أعلى لحرس الليل، وسام تقف معلوماته على أن جون هو الذي يحتل ذلك المنصب الآن، ولا يعلم أن جون قد قُتل وتم إحياؤه وترك المنصب والآن هو ملك الشمال. ترى ما هو مصير سام بعد كل تلك التغييرات الكبيرة؟ المُفترض أن سام مكانه مع جون، هل سيصبح ميستر وينضم إلى جون في الشمال وربما في حكمه للمالك السبع مستقبلا؟


ما وراء السور
رغم أنني ومعظم مشاهدي المسلسل نعلم بشكل افتراضي -منذ ما يقرب من ثلاث سنوات- أن جون سنو ابن ليانا ستارك وريجار تارجارين، وكنت أنتظر المشهد الذي يتم الإعلان فيه عن ذلك صراحة في المسلسل، لكني تمنيت حينها أن أكون جاهلًا للأمر تمامًا لأرى وقعه على نفسي.

أخيرًا علمنا من هو أغنية الجليد والنار، إنه جون سنو، أو أيًا كان اسمه الذي لم نستطع سماعه من ليانا للأسف. لابد أنهما أطلقا عليه اسم يليق بأبناء تارجارين، لكن ند غيره إلى جون حتى يمكنه حبك الأمر على أهل بيته ولا يكتشف أحد حقيقته.

الآن يمكننا القول بثقة إن ريجار لم يغتصب أو يعذب ليانا كما كان يُقال، وإنما أحبا بعضهما سرًا، وربما تزوجا سرًا أيضًا، وماتت وهي تلد جون. وبذلك يكون جون هو الوريث الشرعي للعرش الحديدي والملك الحقيقي للممالك السبع حسب قوانين ويستروس القديمة والمتفق عليها، ويسبق عمته دانيريس في ذلك.

الاحتمالات بعد هذا الكشف الرهيب لا نهائية، جون يمكنه الآن تزوج سانسا أو آريا، ويمكنه حتى تزوج عمته دانيريس وهو أمر متعارف عليه في آل تارجارين. شخصيًا أتمنى أن يتزوج ليانا مورمونت.


الشمال
مشهد نفي مليساندر من وينترفيل والشمال مطابق تمامًا في كل شيء مع مشهد نفي دانيريس لجورا. الاكتشاف والاعتراف والدفاع والنفي والجزاء، وحتى مشهد الرحيل. لم يستطع جون أن يحكم عليها بالإعدام لأنها كانت السبب في عودته للحياة ووجوده في الموقف الحالي، كما لم تستطع دانيريس أن تعدم جورا نظرًا لخدمته لها بإخلاص فترة كبيرة. دانيريس سامحت جورا بعد ذلك لإنقاذه حياتها مرتين، ترى ماذا ستفعل مليساندر كي يسامحها جون والسير دافوس؟

لا أخفي عليكم أنني كنت مستاءً جدًا مما فعلته سانسا في الحلقة السابقة عندما استعانت بلورد باليش وجيش فرسان الوادي لتخليص المعركة، لأنني اعتقدت أنها كانت تحاول كسب نقاط على حساب أخيها، وهو السبب الذي جعلها تخفي عليه أمر ذلك الجيش من البداية. لكن اتضح في هذه الحلقة أنني كنت على خطأ، وسانسا أخفت الأمر لأنها كانت تتمنى في قرارة نفسها ألا تحتاج هي أو جون إلى باليش، كما أنها كانت غير واثقة من قدوم جيش فرسان الوادي لعونهم أو مقدرته على القدوم في الوقت المناسب وخشيت أن ترفع الأمل لدى جون دون داع، أو أن يلومها جون في النهاية على رفضها لحليف قوي مثل هذا وهم في أشد الحاجة إليه.

أيضًا سانسا كانت سعيدة من قلبها جدًا لأخيها جون بعدما أعلنه الجميع واحدًا تلو الآخر ملكًا على الشمال وأطلقوا عليه لقب الذئب الأبيض، والفضل في ذلك يعود للشخصية الباسلة التي صارت مفضلة لدي بشدة السيدة ليانا مورمونت. لكن وجه سانسا سرعان ما تغير عندما نظرت إلى باليش الحانق على ما يحدث، والذي كان قد صارحها منذ قليل برغبته في الزواج منها والجلوس على العرش الحديدي بجانبها.

نتوقع مواجهة عنيفة بين باليش وآل ستارك في الموسم القادم، ونتمنى أن تستفيد سانسا ويتعلم جون مما حدث لأبيهما من ذلك الثعبان ويقضيان عليه للأبد.


ريفرلاندز
المشهد الأكثر صعقًا ومفاجأة في الحلقة كان قتل آريا لوالدر فراي بالطبع؛ انتقمت لأمها وذبحت عنقه بنفس الطريقة وفي نفس المكان الذي ماتت فيه أمها وفراي ينظر لها بلا مبالاة.

بمقتل والدر فراي، يكون قد مات الثلاثة المدبرون للزفاف الدموي. الثلاثة قُتلوا، لكن فراي هو الوحيد الذي مات على يد ستارك. تايوين لانيستر وروز بولتون قُتلا على يد ابنيهما لأسباب أخرى.

آريا قتلت أيضًا ابني فراي، لكنها لم ولن تستطيع قتل آل فراي بالكامل وحدها. متوقع في بداية الموسم السابع أن تحرر خالها إدميور تالي من سجنه، ثم سنرى ماذا سيكون مصير قلعة التوينز في ريفرلاندز.


دورن
الخط الدرامي لدورن يعود ثانية منذ الظهور الوحيد له في أول حلقة في الموسم، وهو أفضل قرار أخذه صناع المسلسل بعدما دمروا هذا الخط تدميرًا وقضوا على أفضل ما فيه من شخصيات.

صدق تحليلي السابق بشأن رحلة فاريس السرية إلى ويستروس، واتضح إنه كان يمهد لتحالفات هناك مع الكاليسي. وبينما كان يطمح في ضم مملكة دورن، انضمت إليه مملكة "الريتش" التي يحكمها آل تايريل، نظرًا للغضب العارم التي تمر به أولينا تايريل بعدما قتلت سيرسي عائلتها بالكامل.


كينجز لاندينج
تيريون لانيستر الناصح الأمين لدانيريس والذي أثبت ولاءه لها بجدارة هو وفاريس، لأول مرة يصارح دانيريس بإيمانه العميق بها وبقدراتها، وأن هذه هي المرة الأولى التي يؤمن فيها بشيء ما. تحدث معها بتبسط وبصراحة ودون ألاعيب في الكلام كعادته، تقريبًا هي من المرات النادرة التي نرى فيها تيريون في هذه الحالة الغريبة عليه.

آخر نصيحة قدمها تيريون إلى دانيريس في ميرين هي وجوب استغنائها عن خدمات داريو نهاريس في رحلتها إلى ويستروس، نظرًا لأنها ستتلقى عروض تحالف بالزواج، ولا يمكنها عمل ذلك ومعها عشيق قادم من قارة أخرى.

أعلنت دانيريس رسميًا تيريون ساعد الملكة، وبشكل غير رسمي أصبح فاريس وزير الحكماء ويارا وزيرة البحرية.

انتهت الحلقة والموسم بمشهد زحف الكاليسي المهيب إلى ويستروس بأسطولها الضخم الذي يحمل على متنه جيشًا جرارًا من الدوثراكي، ويحلق فوقهم التنانين الثلاثة. يبدو من المشهد أنه قد مر بعض الوقت على بداية الرحلة وهم على وشك الوصول إلى ويستروس، لأن فاريس انضم إليهم، وميرين اختفت وراءهم من الصورة، ولأن الدوثراكي يعملون بهمة ونشاط على متن السفن وهم لم يركبوا البحر من قبل، أي أنهم تعودوا على دوار البحر.

متوقع أن يرسو أسطول دانيريس في دورن لدواع أمنية، كي يعدوا العدة لغزو كينجز لاندينج، وليس الهجوم مباشرة عليها من البحر لما فيه من خطورة شديدة. لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا، ماذا سيكون رد فعل تيريون عندما يقابل "الساند سنيكس" قتلة ابنة أخته العزيزة مارسيلا التي كانت تحبه وكانت عزيزة عليه جدًا وكان يعتبرها شيئًا مباينًا تمامًا لأمها؟ مواجهة شيقة أخرى منتظرة في الموسم السابع.


وصلات



تعليقات