Finding Dory.. احتفال مبهج تحت الماء

  • نقد
  • 12:17 صباحًا - 12 يوليو 2016
  • 5 صور



صداقة بين سمكة القرش والحوت لن تجدها فى الحياة الواقعية


اسم الفيلم: Finding Dory

نوع الفيلم: رسوم متحركة، مغامرة، كوميدي

سنة الفيلم: 2016

بطولة: إلين ديجينيريس، ألبرت بروكس، إيد أونيل

إخراج: أندرو ستانتون، أنجوس ماكلين


في عام 2016، ينهال علينا العديد من الأفلام التي تندرج تحت قائمة الأجزاء الثانية، ومن بينها فيلم "Finding Dory"، الذي تمكن من أن يكون له الكلمة العليا بينهم حتى الآن، واستطاع أن يصوغ لنا أفكارًا جديدة في قصة طازجة على أرض من المرح. سحر وجاذبية الفيلم يكمن في القصة العاطفية المدهشة والرسوم المتحركة الغنية بالألوان والشخصيات النابضة بالحياة ولكن الإنجاز الكبير هنا والذي لا يجب أن يمر مرور الكرام، هو تقديم شخصيات الفيلم بنفس درجة الانتعاش المثالية بعد مرور كل هذا الوقت، فبالرغم من أن Finding Dory هو جزءًا ثانيًا تم إطلاقه بعد 13 سنة من فيلم Finding Nemo، إلا أنه لشيء مثير للإعجاب عندما تجد أن جميع الشخصيات من الجزء الأول تبدو كما هي تمامًا، وتشعر بأنها نشيطة ومشاكسة كما كانت دائمًا، حتى في حالة شخصية "نيمو" مع تغيير صوت الممثل، لذلك أرى أن ما فعلته شركة بيكسار في هذا الفيلم هو خطوة عملاقة في عالم سلاسل الأفلام.

الفيلم بدأ أحداثه التي تقع بعد سنة واحدة من أحداث الفيلم الأصلي، بمشهد من زمن طفولة بطلة العمل السمكة الزرقاء صاحبة العيون الجاحظة "دوري"، مع والديها بطريقة تجعل الأمر واضحًا جدًا للمشاهدين، فهذه هي قصة "دوري". الدقائق الافتتاحية كانت حافلة بالذكريات مما ينعكس على المشاهد بانطباع عاطفي طوال أحداث الفيلم لتكشف تلك الدقائق عن مغامرة هدفها لم شمل "دوري" مع والديها، شيئًا فشيء تستطيع "دوري" أن تتذكر والديها وتقرر أن تذهب للبحث عنهم مع "مارلن" و"نيمو"، لينتهي بها المطاف في معرض المحيط المفتوح، حيث تكتشف بعد ذلك أن والديها متواجدان في نفس المعرض.

الإخطبوط هانك ... الشريك المخلص للسمكة دورى

على الرغم من أن كل الشخصيات، التي تم استحضارها من الجزء اﻷول قد عادت بشكل مذهل، إلا أنه تم تجاهل شخصيات أخرى كانت هامة بالفيلم الأول مثل "كراش" و"مستر راي"، ولكن يبدو أن هذا التجاهل لم يتسبب في أي مشكلة، فطاقم الشخصيات الجديد كان لامعًا ومتألقًا مثل الإخطبوط "هانك" وسمكة القرش "ديستني" والحوت "بيلي" وكلاب البحر، واستطاعت كل شخصية منهم أن تضيف بطريقتها طابعًا مميزًا من الخفة والمرح إلى العمل مما جعل الفيلم يبدو وكأنه فيلم جديد للبطلة "دوري" وليس مجرد جزء ثان.

بوستر الفيلم

إلين ديجينيريس وألبرت بروكس عادا مرة أخرى لتقديم الأداء الصوتي لكلٍ من "دوري" و"مارلن" على التوالي، بينما تولى الوافد الجديد هايدن رولينس مهمة الأداء الصوتي لـ"نيمو"، يعود أيضًا أندرو ستانتون للكتابة والإخراج بعد خيبة الأمل الكبيرة التي وجدها مع فيلم John Carter من ناحية الإيرادات، ولكن هذه المرة على أرض بيكسار الآمنة نسبيًا، بمساعدة المخرج أنجوس ماكلين مع طاقم تمثيلي حيوي ونشيط من المشاهير في مغامرة سريعة الحركة، مليئة بالمطاردات والحضور المرح.

الرسوم المتحركة والأداء الصوتي كانوا رائعين وهو ما جعلني أتذكر مجددًا سبب أفضلية بيكسار في مجال الرسوم المتحركة والتي تتمثل في القدرة الغريبة والخارقة للطبيعة في إضافة الانفعالات الإنسانية على وجوه الرسوم المتحركة.

وعلى الرغم من أنني ومثل الكثيرين لم أكن متفائلًا بقوة قبل مشاهدة الفيلم والسبب في ذلك يعود إلى أن الفيلم من إنتاج شركة بيكسار، فتاريخيًا وبعيدًا عن سلسلة أفلام Toy Story لم تكن إستديوهات بيكسار للرسوم المتحركة معروفة بسلاسل أفلام ناجحة، إذ كانوا دائمًا يجدون طريقهم للنجاح في الأفكار الجديدة الطازجة أكثر من إنتاج أجزاء ثانية لأفلامهم الأصلية، وعندما قاموا بإنتاج أجزاء ثانية مثل Cars وMonsters Universit كان يبدو أنها فقدت البريق الذي يؤثر بالتالي سلبيًا على الفيلم الأصلي، لكن على الرغم من ذلك فأن Finding Dory استطاع التغلب على تلك المشكلة.

لم أندهش مطلقًا عندما خرجت إلينا العديد من التقارير المتناقضة حول الفيلم بعد إطلاقه بالسينمات، لأنني أيضًا خرجت بمشاعر متناقضة بعد مشاهدته، توقعاتي قبل مشاهدة الفيلم كانت ضعيفة والآن وبعد مشاهدته أصبحت مسرورًا بالنتائج، لقد كنت قلقًا أن يقوم الفيلم بإعادة الفيلم الأصلي مع تغيير في الإطار الخارجي وفقط، ورغم أن الفيلم ليس جيدًا بنفس درجة الفيلم القديم، لكنه ممتع وبقوة فقد كنت مبتسمًا وأشعر بالسعادة والمرح منذ بداية الفيلم وحتى نهايته، ولكني افتقدت الارتباط العاطفي الذي كنت أشعر به في الفيلم الأول، فعندما شاهدت Finding Nemo كنت مهتمًا بصدق وعمق بلقاء لم الشمل بين الأب والابن وكنت أنتظر بقلق هذه اللحظة التي حدثت في نهاية الفيلم، أما في الفيلم موضوع المراجعة فلم أشعر في لقاء لم الشمل بين "دوري" ووالديها بالأهمية والإثارة ذاتها، على الرغم من أنه الموضوع الرئيسي للفيلم، ولكن يبدو أن رسالة الفيلم الأساسية لم تدر حول العائلة إنما حول التعايش مع العجز بدرجة أكبر، أيضًا كان هناك بعض الأحداث السريعة والأجزاء المضغوطة من الفيلم، التي كانت من الممكن أن تخرج بشكل أفضل من هذا للجمهور لو تم إعطائها المزيد من الوقت، فهناك مثلًا التطور في شخصية "هانك"، الذي جاء سريعًا بعض الشيء، وكان من الممكن تجسيد الشخصية بتفاصيل أكثر للمشاهدين لتكوين علاقة أقوى مع "هانك". هناك أيضًا "مارلن" و"نيمو"، اللذان لم يبدو أن لهما علاقة بالفيلم خاصة "نيمو"، الذي كان متواجدًا فقط ﻹكمال الصورة، كنت أتمنى أن تتطور مغامرتهم لتصبح ذات أهمية أكبر قبل النهاية.

كلاب البحر الظريفة التى جذبت الانتباه بشدة

وبالرغم من أنني مازلت أفضل Finding Nemo إلا أن Finding Dory أعجبني بشدة، وأعتقد أنه كان من الممكن أن يزيد إعجابي أكثر وأكثر بالفيلم إذا كان مستقلًا، ولكن مشاهدته كجزء ثانِ من سلسلة تضعنا في مقارنة إجبارية مع الفيلم الأصلي Finding Nemo، الذي كان عظيمًا وبمثابة قطعة استثنائية حقيقية من الفن، أما Finding Dory فيمكن وصفه بالجيد فقط، فعند مشاهدتي للأخير في البداية لم أشعر بأي تغيير عن الجزء الأول من ناحية الرسوم المتحركة التي كانت مدهشة، كما أن الشخصيات الجديدة كانت مرحة ومثيرة ولكن مع سير الأحداث بدأت الصدمات تأتي بشكل متتالي. Finding Nemo كان يمتلك حس مغامرة أكبر، فتجد "مارلن" و"دوري" يسافران عبر المحيط بأكمله ويواجهان شخصيات كثيرة مختلفة على طول الطريق، كان هناك أيضًا العديد من المشاهد التي لا يمكن نسيانها مثل مدرسة السمك ومشهد القفز على قناديل البحر ومشهد مطاردة سمكة القرش أما Finding Dory فلا يملك مثل تلك اللحظات بالمقارنة مع الفيلم الأول، فأغلب أحداث الفيلم وقعت في موقع واحد فقط وهو معرض المحيط المفتوح كما أن حس المغامرة للفيلم لم يكن حاضرًا بنفس مستوى الفيلم الأول، أيضًا Finding Nemo كان أكثر واقعية وهنا أعني بأن السمك كان يتصرف بشكل طبيعي وبالطريقة المسموح بها فيزيائيًا، وكنت أستشعر الخطر من الأسماك المتوحشة ولكن الجزء الثاني كان مثل الألعاب البهلوانية التي تفشل في إقناعك مع الوقت، لقد كان لديه واقعية جديدة من نوعها فتجد الإخطبوط "هانك"، الذي يتحول من شكل لأخر ولدينا أيضًا "مارلن" و"نيمو" في خزان مياه عذبة بالرغم من أنهما أسماك بحرية، أيضًا عندما هبط كلًا من "دوري" و"مارلن" و"نيمو" في سطل المياه المتسخة توقعت أن يشعرون في هذا الوقت ببعض الضيق لكن للأسف كان الأمر يبدو طبيعيًا، أيضًا تجد مارلن ونيمو يغادران في رحلة سريعة عبر مجموعة نوافير بنجاح عظيم ولا يمكن تجنب أن الفيلم انتهى بحوت لديه رؤية مثل الأشعة السينية وإخطبوط يقود شاحنة!!

معرض المحيط البحرى حيث وقعت أحداث الفيلم

عمومًا كل تلك الملاحظات لم تعرقل استمتاعي بالفيلم ولكنها كانت مجرد تأمل ورصد لمستوى المغامرة بين الفيلمين.

الفيلم يخاطب أرواح الأطفال ممن في حاجة ماسة لفيلم مثل هذا، حيث نعيش حاليًا في أوقات غير مستقرة نجد فيها العديد من الأعمال الوحشية والتصرفات المتعصبة التي يمكنها تغيير مفهوم الطفل عن الأمان، لذلك فقد أحببت حقيقة أن الفيلم يخلو من الأشرار، كان من الجيد بأن بيكسار لم تذهب في طريق تلك الفكرة المبتذلة، استطاع الفيلم أيضًا أن يحافظ على الرسالة الرئيسية للفيلم الأصلي، وهي أهمية العائلة، وظهر ذلك من خلال مشاهد استعادة الذكريات لدوري، وبعض مشاهد من الجزء الأول والتي أجبرت المشاهد على أن يكون مرتبطًا بالقصة الجديدة، كما نجح صناع الفيلم في تحويل "دوري" من شخصية كوميدية مساعدة إلى الشخصية الرئيسية عن طريق طرح فكرة فقدان الذاكرة بشكل درامي ومشاهد استعادة الذكريات التي كانت نقطة تحول كبيرة بالعمل، فقد جاءت عن طريق عدة مشاهد متتابعة تم وضعها بامتياز في أوقات مناسبة بالفيلم، ولم تظهر بشكل مبالغ فيه.

نكتة النسيان أيضًا كان قد تم استخدامها بالفيلم الأول بشكل مثالي، أما في "Finding Dory" فقد أخذ صناع الفيلم "دوري" وبدلًا من تذكيرك باستمرار ولمدة ساعة ونصف كم كان مضحكًا عندما تنسى الأشياء، استطاعوا أن يضيفوا للشخصية كم كبير من العواطف والمشاعر، لتوريطك في قصة البحث عن العائلة، أيضًا من الرسائل الهامة التي ستجدها بالفيلم هو أن البطلة "دوري" تعاني من عجز رئيسي ومع ذلك تستطيع أن تنجز أعمالًا بطولية رائعة وتنتصر في تحديات كبيرة، من ناحية أخرى تم إنجاز سير الأحداث في الرواية بطريقة مثالية وبدون أي مشاهد مملة أيضًا، القصة المبنية جيدًا ساعدت بأن تحضر لنا طاقم تمثيلي رائع للشخصيات الجديدة المساعدة كل شخصية تلعب دور محدد ودقيق في القصة وكل شخصية لديها الوعي التام في معرفة سعة دورها في العمل مما ساعد على تنمية وتوازن الشخصيات أما الجانب الكوميدي بالفيلم فقد كان جيدًا ويعتمد على الحوارات أكثر من المواقف وكانت أفضل الحوارات من الناحية الكوميدية هي تلك التي كانت تدور بين كلاب البحر التي استطاعت أن تسرق العرض من الآخرين وأيضًا كان هناك الحوار المرح جدًا بين سمكة القرش "ديستني" والحوت "بيلي" كما أعجبني طرح الحقيقة المرحة بأن الإخطبوط لديه 3 قلوب في حوار ظريف.

كفيلم رسوم متحركة موجه للمشاهدين بمختلف أعمارهم بالتأكيد الفيلم يستحق المشاهدة في نموذج رائع لنمط أفلام بيكسار، الكبار والصغار سيخرجون من الفيلم بلحظات مفضلة مختلفة، الفيلم مرح ومتطور بالرغم من أنه افتقد الصدى العاطفي للفيلم الأول وكان مخيبًا للآمال بعض الشيء ولكن بعد أخذ كل الأمور في الاعتبار، Finding Dory يعتبر من أجمل الأفلام من ناحية الرسوم المتحركة وهو انتصار أخر جديد لشركة بيكسار، الذين أثبتوا قدرتهم على صناعة فيلم ناضج يحتوي على قصة عاطفية وشخصيات ممتعة.


وصلات



تعليقات