Finding Dory.. موسم العوم والتمخطر

  • نقد
  • 02:39 مساءً - 28 يوليو 2016
  • 1 صورة



Finding Dory

لا ينكر أحد تلك الحالة من الحماس الشديد الذي غمر الملايين حول العالم حول عودة الثلاثي مارلين ونيمو ودوري مرة أخرى في Finding Dory بعد ثلاثة عشر عامًا كاملة من النجاح المدوى لـFinding Nemo وتفوقه في اﻹيرادات وقتئذ على فيلم The Lion King، وجلبه ﻷول جائزة أوسكار تحصدها إستوديوهات بيكسار في تاريخها في فئة فيلم التحريك الطويل.

ولكن في الوقت ذاته، كانت هناك حالة مقابلة من القلق حول المحصلة النهائية لتجربة العودة مجددًا تلك، خاصة بعد إخفاق أجزاء جديدة من بضعة أفلام أنتجتها بيكسار مسبقًا في تحقيق النتيجة المطلوبة فنيًا، وهو ما رأيناه يحدث مع فيلمي Cars 2 وMonsters University، ودون أن ننسى نية بيكسار ﻹطلاق أجزاء جديدة من أنجح أفلامها، حيث سيكون هناك جزء رابع من Toy Story وجزء ثالث من Cars وجزء ثان من The Incredibles .

لكن من الواضح مع هذا الفيلم أن الإستوديو كان حريصًا على الحفاظ على نفس روح وخصائص الفيلم اﻷول، وهو ما وفره بقوة وقوف الكاتب والمخرج أندرو ستانتون وراء هذا الجزء مثلما فعل منذ ثلاثة عشر عامًا مع الفيلم اﻷول، حتى مع سيرورة الفيلم الثاني لاتجاه مختلف يخدم أكثر تسيد شخصية دوري (إلين ديجينيريس) بعد أن كانت شخصية مساعدة في الفيلم اﻷول.

أهم ما يحافظ عليه الفيلم الجديد ويؤكد عليه مثلما فعل سابقه هو الانطلاق من رابطة الحب اﻷسري التي تبقي طيلة مدة عرض الفيلم على اشتعال جذوة الدافع لدى البطلة مثلما كان اﻷمر بين "مارلين" و"نيمو" في الفيلم اﻷول، فاﻷسرة هي المرادف اﻷوضح لدى غالبية البشر للحب غير المشروط حينما لا يمنحه اﻵخرون، فما بالك بسمكة صغيرة مثل "دوري" تعاني من فقدان الذاكرة قصير المدى مما يجعلها عرضة للسخرية من الرائح والغادي في هذا المحيط الممتد أمامها.

كما يحافظ الفيلم على اللعبة المفضلة لسائر أفلام بيكسار، وهي لعبة النسبة والتناسب، حيث يجد البطل نفسه دومًا في مواجهة عالم أضخم منه بمراحل بحيث لا يمثل فيه سوى شيء أصغر من ذرة التراب ولا يدفعه للاستمرار سوى خيط رفيع جدًا من اﻷمل، مما يضاعف حجم التحدي الذي يواجه البطل/البطلة خلال المغامرة، ومثلما واجه "مارلين" المحيط بأكمله في سبيل العثور على ابنه الذي تمثل فرص العثور عليه شبة معدومة، تخوض "دوري" هي اﻵخرى رحلة ضخمة للبحث عن والديها، مع الوضع في الاعتبار ذاكرتها بالغة الضعف وحجمها الصغير كسمكة في مواجهة اﻷسماك اﻵخرى والمحيط ثم المنتجع المائي الذي تواصل فيه رحلتها.

لا يحاول أندرو ستانتون هذه المرة استنساخ أسباب نجاح الفيلم اﻷول، ولا استنساخ الشكل الذي قامت عليه المغامرة في الفيلم الأول أيضًا، وهو خطأ يواجه الكثيرين ممن يعملون على أجزاء ثانية ﻷفلامهم الناجحة، بل يصنع لدوري مغامرتها الخاصة بظروف بالغة الاختلاف عن رحلة "مارلين" بدون أن يخل بطبيعة كلاهما والحفاظ على توتر "مارلين" المفرط وتلقائية وطيبة قلب "دوري".

كما يضع ستانتون بطلته "دوري" في مكان جديد كليةً قد يبدو للوهلة اﻷولى أصغر من المحيط بكثير، وهو المنتجع المائي، لكن صعوبات التنقل داخله أكثر بكثير، مما يضاعف من صعوبات رحلة "دوري" للبحث عن والديها مما يجعل هناك سبب إضافي لمتابعة ما يحدث لدوري لكي نشهد كيف ستنجح في المهمة بالغة الصعوبة على قدراتها المحدودة.

ومن أجل زيادة خصوصية هذه الرحلة أكثر، يخلق الفيلم شخصيات جديدة بالكلية خصيصًا لهذا الجزء كاﻷخطبوط "هانك" والحوت "ديستني"، ولا يلجأ لنفس الشخصيات المساندة في الفيلم اﻷول إلا في لحظات خاطفة وضرورية فقط للتذكير بعالم المحيط الذي أحببناه من الفيلم اﻷول، كما تقل مساحة "مارلين" و"نيمو" لحساب تسيد "دوري" هذه المرة دون الانتقاص من أهمية كلاهما في رحلتها.

وعلى النقيض من المخاوف العديدة التي تراود الجميع مما سيكون عليه هذا الفيلم، فإن Finding Dory لا يخيب آمال من انتظر ومن ارتقب خوفًا على حدٍ سواء، ويثبت أنه جدير بالمتابعة، حتى مع كل المقارنات التي عُقدت وتعقد وستعقد بينه وبين Finding Nemo.

وصلات



تعليقات