"Reprisal": الهوّاة سيستمتِعون..

  • نقد
  • 01:47 مساءً - 6 سبتمبر 2018
  • 1 صورة



إن كنت تريد مُشاهدة فيلم أكشن معقول، به الكثير من مشاهد الحركة جيدة الصُنع، فهذا الفيلم مُناسِب لك. إن كنت تريد فيلم مبهر أو مختلف في هذا الصنف فلن ينال إعجابُكَ كثيرًا.

فيلم الأكشن - الجريمة الجديد (Reprisal) تدور قصته حول رجلٌ تكتيتي ومهاريّ ذو بنية جسمانية ضخمة، يقوم بعدة عمليات سطو مسلح على البنوك، ويستخدم دهائه ليوقِع رجال الشرطة في شبكة عنكبوتية لا يتمكّنون حينها من إيجادِه. لكن رجل الشرطة "يـعقوب" (فرانك جريلو) يحاول تقفي أثره من خلال أقفاله التي استخدمها في سرقة بنكًا كبيرًا أمام عينيه، كما يُحاول صديقه وجاره "چـيمس" (بروس ويليس) مُساعدته بإيقاع هذا الرجل ويقومان سويًا بالتخطيط ووَضع فرضيّاتِهم للأمور، خاصةً بعد أن قرر الرجل خطف عائلة "يعقوب" كي يضغط عليه ويلعب ألاعيبُه الدنيئة.

شاهدت هذا الفيلم واستمتعتُ به بنسبة كبيرة وكان أفضل بكثير مما كنت أأمُل.. لم أرغب سوى بتمضية ساعة ونِصف ممتعة أمام فيلم سطحي، ملئ بمشاهد الحركة والتشويق الجيدة، وقد كان.

يعجبني أحيانًا مُشاهدة أفلام متواضعة كحال هذا الفيلم، فهي تكون لها جوًّا رخيصًا ممتعًا كحال من يستلذ بمُشاهدة أفلام الـ B-Movies. لا أقصد بوصفي له كـ(فيلم متواضع) أنه سيئ، التواضع هُنا مقصود ولا يحتمل إثقاله بأكثر مما يُمكن أن يتناوله الفيلم، أو كما نقول بالمِصريّة الدارجة "هيّا دي قُماشته".

وسبب استمتاعي بالفيلم يكمُن في أربع نقاط أساسية؛ أولًا، الفيلم يبدأ منذ مشهدهُ الافتتاحي بإظهار وجه الشرير الذي سيغدو مصدر مشاكل كبيرة على الشرطة التي ستطارده فيما بعد، ليُبرّئ بذلك نفسه مبكرًا من ثنائية أن يكون فيلم جريمة/غموض، ولكي يدلُف مُباشرةً للأبعاد التي يريد تناولها مِن القصة. وثانيًا، شرير الفيلم كاريزماتيك و"باد آس" لا يرحَم، فتصميم هذا الكاراكاتر بشكل جذاب كان أفضل بكثير من أفلام أخرى. وثالثًا، لأن تصميم مشاهد الأكشن ومُطاردات السيارات والدراجات النارية كان جيدًا وممتعًا في المُتابعة. أما أخيرًا فهو لأن الفيلم مُقسّم لثلاث فصول سلسة بلا تعقيدات سردية أو فلاشباكات قد تُثقِل من متابعته؛ فالنصف ساعة الأولى نلتقي بالمجرم ونرى عملية السطو التي ستقوم عليها الأحداث لاحقًا، ونرى قليلًا من خلفيات الشخصيات. النصف ساعة الأوسَطية نرى محاولات التخطيط للنيل من هذا الأحمق، وفي النِصفاية الأخيرة تشتبك الصفوف وتُضرَب الطلقات النارية من كل جانب.. سردًا بسيطًا ومُناسبًا لطبيعة الفيلم، وحكي القصة فيها على مدار سبعة أيام متتالية (تظهر كتِترات) أفاد سهولة تتابُع الأمور الذي ظهرت من العَدَم، وتفجّرت بسرعة قصوى.

هناك سبب آخر يجعل الفيلم متماسك قليلًا إذا ما قارنّاهُ بغيره من الأفلام؛ وهو أن فعلًا هُناك تعقُّب منطقي للشرير الذي يترك خطوط إرشادية وراءه، ليس كحال بعض الأفلام التي ما أن تجد انعطافًا كهذا، تقصُد الاستسهال والاستعباط بقول جُملةً مِثل «هذه القنابِل تُصنَّع في مكانًا واحدًا فقط بالعالَم»..!

"فرانك جريلو" أصبح مؤخرًا في هوليوود من أهم ممثلي أفلام الأكشن منذ بدأ ظهوره في "The Winter Soldier" (مِثال؛ جزئي "The Purge" الثاني والثالث)، وتقريبًا كُل الكاراكترات التي قدّمها هي ذاتها: أُحاديّة البُعد، عصبيّة الأداء، مُميتة النتائِج. زِح الجوانب الثانوية التي تُحيط بالكاركتر في الأفلام السابقة (ربّما عدا كابتِن أمريكا)، وستجد أن الملابس التي ترتديها ذات لون واحد.

النقطة السلبية الأهم في العمل هي الاستخدام السيء للموسيقى والمؤثرات الصوتية؛ الفيلم مُطعَّم في معظم مشاهدهُ التي نترقّب بها شيئًا -ولو أبسط الأشياء- بموسيقى تشويقية عالية التون، سواءً أكانت موضوعة لهدف أم بدونه. بعض هذه المشاهد كانت مُضحِكة من شدة الافتعال، وكأنّها تأمُرَك بأن تتوهم (الايهام) مع الفيلم!

(Reprisal) هو فيلم بوبكورن جيد بنسبة معقولة، لم أنزعج أبدًا أثناء مُشاهدته سوى بالعشرون دقيقة الأخيرة حين نرى بضعة تصرُّفات ساذجة، ولقطةً واحدةً تغيب عنها المنطقيّة. عدا ذلك فقد كانت تجربة حُلوَة عليّ (لا كـ guilty pleasure كما كنت أُهيئ نفسي!).. وأفضل ما فيها هي أن الفيلم يعلم جيدًا ماذا يريد أن يُقدّم وما في إمكانه أن يُقدمه دون استعراض مجاني منه أو فذلكة بدون داعي.

تقييم رَقَمي: ستة ونِصف من عشرة

إن كنت تريد فيلم مختلف فعلًا في چونر اﻷكشن، اذهب وشاهد فيلم العام الماضي (Atomic Blonde): هذا فيلم أكشن حقيقي ذو إبهار خالِص.

وصلات



تعليقات