Destination Wedding: نحن هُنا لنُثرثر قليلًا!

  • نقد
  • 08:52 مساءً - 16 سبتمبر 2018
  • 1 صورة



- لن أُبقي عقلي منفتحًا

= حسنًا، لكن أبقيه فقط منفتحًا لإمكانية إبقائه منفتحًا...!

- لا!

الفيلم الجديد للنجم الكندي -لبناني الأصل- كيانو ريڤز (Destination Wedding) والذي تُشاركه بطولته "وينونا رايدر" أخرجه كاتب ومنتِج للتلفزيون أمريكي يعرف باسم "ڤيكتور ليڤن"، وهذا هو فيلمه الثاني الذي يصنعه بعد فيلم منذ أربع سنوات لا يبتعد كثيرًا عن قصة فيلمُنا هذا.

في هذا الفيلم، هُناك "ليندسي" و"فرانك".. شخصان جمعهُما موقفٌ واحدٌ في المطار أثناء رحلتهما، بيّن لهما مدى تناقضهُما للدرجة التي لا يطيقا فيها بعض.. لكن بعد ذلك يكتشفا أن صلة الأقارب تجمعهُما، وأنهما يشتركان ذات رحلة الجويّة لعُرس أحد أصدقاء فرانك الذي هو نفس الزوج السابق لليندسي. وعبر هذه الرحلة، تمضي بنا ساعةً ونصف من الأحداث التي لا تتطور أو تتحرك، لكن ما يحدث فيها هو انقضاء بضعة أيام مع هذا الثنائي غريب الأطوار، الذي يُحب الحديث والثرثرة، الشد والجذب.

هذا الفيلم من المفترض أن يكون رومانتيك كوميدي لطيف، خفيف على القلب، وهادئ الأحداث.. وهو كذلك بالفعل، باستثناء أن تركيبته تلك لم تُنفذ بشكل ذكي فلم تستهويني أو تنل إعجابي. وهذا سببه أن الفيلم يعتمد كليًا على جزئية واحدة يعتقد أنها ستُفلِح الفيلم، ألا وهي الثرثرة.. بمعنى الحديث الكثير الذي لا فائدةً منه.. بمعنى أن لديك شخصيتين يتحدثان عن كل ما يمكن أن تتخيله، وما لا يُمكن أن يستوعبه عقلك؛ في البداية أنتَ تُحاول فهم "ما هذا الذي يقولانُه بحق السماء وما علاقته بالفيلم؟"، لكن بعد ذلك، لن تُعير الأمر أي اهتمام.

لدينا هُنا مواجهةً كلامية على طريقة مُشاجرات نشرات الأخبار التي يريد فيها كل طرف (قول كل ما يريد قوله/كل ما يعتمل برأسهُ)، فالشخص واحد يقول شيء للشخص اثنان، فيرد عليه الشخص اثنان بشيء يُعيد سؤال شيء جديد من الشخص واحد.. ومن ثمّ، بضعة مشاهد ومواقف تجمع هاتان الشخصيتان في رحلتهُما العُرسيّة، ونعود من جديد؛ الشخصية اثنان تسأل أو تقول شيء للشخصية واحد، فترد عليها الشخصية واحد بشيء يفتح موضوع آخر.. إلخ، إلى حين ظهور التترات.

ماذا يقولان؟، لا أتذكر!.. حقيقةً لا أتذكر شيئًا، تقريبًا أشياء عن حياتهما الشخصية وأفكارهُما في مواقف على نهج "ماذا كنت تفعل لو؟"، لكني لا أتذكر كلمةً واحدةً يمكن أن أقولها هُنا الآن قالتها إحدى الشخصيتان.. ربما لهذا السبب أردت بدأ المقالة بإحدى العبارات التي تلخص كل ما في الفيلم (وفي ذات الوقت هي جملة حوارية سأتذكرها!): رجاءً عزيزي المُشاهد، لا تُبقي عقلك أنتَ أيضًا منفتحًا معنا.. هذا ليس الفيلم الذي تستخدم فيه عقلك.. أو، هذا ليس الفيلم الذي تُشاهده من الأساس ربما !!

ما الذي قد يفيد من مُشاهدة الفيلم؟

لا شيء.. الفيلم سيء وروحه الكوميدية ليست أصلية أو مختلفة أو حتى جيدة. ستنسى الفيلم بأكمله إن شاهدته (لأن أصلًا الحوار الذي هو عِماد كل شيءٍ هُنا، هو هراء تمامًا ولا يحمل أي أفكار أو معاني)، لكن ما "رُبّما" تتذكره هو الـ"مصارعة الكلامية" هذه من الشخصيتين إذا وقعت في موقف حياتي ما مُشابه، أو إن كنت مهتمًا بمُشاهدة أفلام بها شخصيات ذات مفهوم الـ"سترونج إندبِندِينت وومان" بغض النظر عن نمطيّتها هُنا، حيث لدينا امرأة تخلصت منذ قريب من زوجها وهي سعيدة تمامًا ولا تؤمن بضرورة وجود شريك حياتي دائم..

المشكلة الأساسية في الفيلم برأيي لا تكمُن في تقليدية كوميديته أو مواقفه ولا حتى في النمطيّة الواضحة من الشخصيتين على الورق، رغم أن هذه أسباب كافية للابتعاد عن الفيلم والبحث عن فيلم آخر، لكن المشكلة أنك لا تعرف ما الذي يريد الفيلم تقديمه في النهاية؛ هو يريد عَمَل ميكس بين الفيلم الرومانتيك كوميدي الذي يعتمد في كامل وقته على شخصيتين فقط من المفترض أنهُما جذابتين حتى لا يزهق المُشاهد (لأن لا وجود لشيء في الفيلم سواهُما!)، وبين الفيلم اللايت الذي يحمل قصةً طريفة الأجواء، لكنه ينتهي بأن يكون شيئًا ما ثالثًا !.. أو شيئًا وَسَطًا بينهُما غير مريح وليس من السهل تسميته بحاجة معينة قد شاهدت له مثيلًا.

موسيقى الفيلم كانت مُناسبة للأجواء الخفيفة نعم، لكني كرهتها الحقيقة لأنها تقليدية وغير جيدة. هي كهذا النوع من الموسيقى التي تجدونها عندما تدخلون أحد المولات الكبيرة!

لعل الحسنة الوحيدة هي أن الكيمياء بين الشخصيتين غائبة، الأمر الذي كان مفيدًا لطبيعة القصة التي تعتمد على المناكشات بينهما، وعدم طيق أحدهُما للآخر. "الاختيار" فقط هو مَن كان طيبًا، وحقيقةً الفيلم كان ليكون أسوأ بكثير لولا وجود شخصيتين "كارزميّتين" أصلًا كـ"كيانو ريڤز"و"وينونا رايدر".

فكرة انطباعية..

لا أعلم لماذا أشعر أن النساء هم من يُمكن أن يستمتعوا بهذا الفيلم لا الرجال!، أعني.. الفيلم يتحدث عن شخصيتين عصريتين من جنسان مختلفان وهو يُضعهُما في وجه بعض -كلٌ بفلسفته وأفكاره وماضيه الحياتي الخاص-، وهو بذلك يوضح أو مجرد يستعرض ما يمكن على المرأة أن تضع الرجل فيه من مشاكل ومتاعب كرد فعل انتقامي على رجولته المفرطة، أو تعاملهُ معها بشيء من عدم التقدير بسبب طيشِها وحُمقِها قليلًا (الأمر المنطقي تمامًا ولا يفترض وجود ضغينة من كلا الطرفين).. هو لا يقف في صف أحد، لكنه فقط مليء بمِثل هذه الأفكار.. لا أدري! .. أعتقد أن شخصية "ليندسي" هي مُناسبة تمامًا للوصف بالمرأة المُتملّقة العِنَدية التي لا تأبه بأحد ممن حولها، لكن عواطفها تدفعها -بغير إرادتها- بأن تُغيّر ما اتخذته بهذا الشأن كل مرة، لأن المرأة أكثر ميلًا للعاطفة من الرجل، لذا فالانجراف في الوحل يكون أسهل عليها.

رجاءً قُل لي، متى يمكنني أن أُشاهد الفيلم؟

مثلًا، إن كنت شخص محب للسينما، لكنه صادف أن يكون مكتئبًا ولا يود فعل أي شيء في ليلةٍ ما بعد إنقضاء يوم عسير مليء المشاعر المتضاربة، وتريد شيئًا يُلهيك ويُمضي ساعةً ونصف من حياتِك، يمكن حينها مُشاهدة هذا الفيلم، لن يكون الوضع كارثيًا حينها، وسيكون أفضل من "لا شيء" أظن.



تعليقات