لمحات حول مرشحي الأوسكار لعام 2021

  • مقال
  • 07:57 مساءً - 11 ابريل 2021
  • 6 صور



كل عام يتابع مُحبي السينما حول العالم بشغف ترشيحات الأوسكار التي تكون بمثابة تكريم لأهم الأعمال السينمائية التي يرى أعضاء أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة أنها أفضل الأعمال التي تم عرضها على مدار السنة. وبالطبع يأتي حفل هذا العام ليكون منفردًا عن بقية الحفلات الماضية (هو الحفل الثالث والتسعين لجوائز الأوسكار) حيث جائحة كورونا قلبت موازين العالم كله رأسًا على عقب، ومن ضمنها صناعة السينما، حيث أن أغلب الأفلام تم عرضها في السينما بشكل محدود لتفادي إنتشار العدوى وأصبح التركيز على عرض الأفلام بشكل حصري على المنصات المختلفة وعلى رأسها نتفليكس وأمازون. وقد أدت أيضًا الجائحة لتأجيل ميعاد الحفل لشهرين، ليتم ترحيل الميعاد من 28 فبراير إلى 25 أبريل، مما أدى إلى مد الفترة التي يتم فيها عرض الأفلام المؤهلة للترشيح لتكون حتى 28 فبراير 2021.

كما أنه حدث تعديل لقواعد السماح للأفلام أن تكون مؤهلة للترشيح بدون إشتراط أن يكون تم عرضها في دور العرض. وكما حدث من قبل في حفل جوائز الإيمي والجولدن جلوب سيكون الحفل عبارة عن مزيج من البث المباشر من مسرح دولبي بهوليوود مع إستخدام خاصية البث المرئي للمرشحين الذين سيكونوا في أماكن متعددة حول العالم. وسواء إختلف البعض أو إتفق على ترشيحات الأوسكار لهذا العام التي لا تخلو كعادة كل عام من بعض المفاجأت السارة أحيانا والمخيبة للأمل في أحيان أخرى، إلا أنه إذا أمعنا النظر في العديد من الترشيحات سنجد الكثير من الأشياء المميزة التي تعد سابقة في تاريخ الأوسكار، إلى جانب المرشحين الذين إنقسموا ما بين مرشحين جدد لم يسبق لهم الدخول في سباق الأوسكار وآخرين مخضرمين نالوا هذا الشرف من قبل سواء بالترشيح أو الفوز. وفيما يلي سنستعرض لبعض اللمحات الخاصة بالمرشحين في فئات التمثيل، السيناريو والإخراج.

كما ذكرنا سابقًا أن هناك العديد من السوابق التي تحدث لأول مرة في ترشيحات الأوسكار لهذا العالم، من ضمنها في فئة أفضل ممثل، سنجد الممثل البريطانى من أصول باكستانية ريز أحمد، والذي تم ترشيحه كأفضل ممثل عن دوره كلاعب الدرامز الذي يجد نفسه فجأة يفقد حاسة السمع تدريجيًا في فيلم Sound of Metal ليصبح أول ممثل مسلم يتم ترشيحه في هذه الفئة. كما أن الممثل ستيفن إيان الذي تم ترشيحه عن دوره كأب من مهاجري كوريا الجنوبية والذي يواجه مع عائلته العديد من التحديات بعد أن قاموا بالإنتقال للعيش في الريف الأمريكي خلال ثمانينات القرن الماضي في فيلم "Minari”ليصبح أول أمريكي-آسيوي يتم ترشيحه في فئة أفضل ممثل. أما بالنسبة للنجم الراحل شادويك بوسيمان فقد تم ترشيحه بعد وفاته عن دوره كعازف البوق الطموح الذي يعزف ضمن فرقة الموسيقيين خلف مطربة البلوز الشهيرة ما ريني في أواخر عشرينات القرن الماضي في فيلم Ma Rainey’s Black Bottom. وفي حالة فوزه الذي يكاد يكون شبه مضمون سيكون بذلك الممثل الثالث الذي يفوز بجائزة الأوسكار بعد وفاته، وذلك بعد أن فاز قبله هيث ليدجر عن فيلم"فارس الظلام" عام 2009 ومن قبله الممثل بيتر فينش عن فيلم "الشبكة" عام 1977.

أما الممثلان المتبقيان في فئة أفضل ممثل فهما من النجوم المخضرمين أصحاب تاريخ سينمائي طويل، وهما جاري أولدمان الذي قام بتجسيد شخصية كاتب السيناريو الشهير هيرمان جي. مانيكوز أثناء كتابته لسيناريو الفيلم الشهير" المواطن كين" خلال عام 1940 في فيلم السيرة الذاتية "Mank" . وقد فاز أولدمان بأوسكار أفضل ممثل من قبل عام 2018 عن دوره كرئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل خلال الحرب العالمية الثانية في فيلم Darkest Hour. ثم يأتي الممثل الأسطوري أنتوني هوبكنز كخامس مرشح في فئة أفضل ممثل عن دوره كأب مسن يعاني من الخرف وفقدان الذاكرة الذي يجعله غير قادر على إستيعاب ما يحدث من حوله في الفيلم الدرامي The Father، ويعد هوبكنز أكبر ممثل عمرًا (83 عام) يتم ترشيحه في هذه الفئة، وقد فاز من قبل بجائزة الأوسكار كأفضل ممثل عن دوره العبقري كالقاتل المتسلسل هانيبال ليكتر في فيلم " The Silence of the Lambs" عام 1991.

وإذا انتقلنا لفئة أفضل ممثلة سنجد أن النجمة فيولا ديفيس المرشحة عن دورها كمطربة البلوز ما ريني في فيلم Ma Rainey’s Black Bottom قد أصبحت أكثر ممثلة من أصحاب البشرة السمراء يتم ترشيحها للأوسكار، حيث أن هذه المرة الرابعة التي يتم ترشيحها للأوسكار، ومن ضمنها فوزها كأفضل ممثلة مساعدة عن فيلم Fences عام 2016.

ثم نجد مرشحة أخرى من أصحاب البشرة السمراء في القائمة في أول بطولة سينمائية لها وهي المطربة أندرا داي والتي قامت بتأدية دور مطربة الجاز الشهيرة بيلي هوليدي في فيلم السيرة الذاتية The United States vs. Billie Holiday. وتعد هذه المرة الثانية التي تجتمع فيها ممثلتان من أصحاب البشرة السمراء في فئة أفضل ممثلة منذ عام 1973، حيث تم وقتها ترشيح ديانا روس وسيسلي تايسون، و بالمصادفة فقد ترشحت ديانا روس عن دورها في فيلم Lady Sings the Blues والذي كانت تؤدي فيه أيضًا دور المطربة بيلي هوليدي. أما بقية المرشحات في القائمة فهناك الممثلة المخضرمة فرانسيس ماكدورماند، والتي فازت مرتين بنفس الجائزة عن أدوارها في أفلام Fargo وThree Billboards Outside Ebbing, Missouri. وهذا العام تقوم بدور إمرأة تخوض مغامرة في أنحاء الولايات المتحدة من أجل إيجاد فرصة عمل بعد أن فقدت مصدر رزقها في فترة الركود الاقتصادي في الفيلم الدرامي Nomadland، وقد ترشحت أيضا مكدورماند في فئة أفضل فيلم لمشاركتها في الإنتاج لتصبح أول إمرأة يتم ترشيحها عن فئة الإنتاج والتمثيل عن نفس الفيلم. ثم نجد أن المرشحتان الباقيتان في القائمة هما ممثلتان شابتان الأولى هى الممثلة الإنجليزية كاري موليجان عن دورها كإمرأة تخوض مهمة للإنتقام من الرجال الذي يقوموا بإستغلال الفتيات والتحرش بهم في فيلم Promising Young Woman، ويعد هذا الترشيح الثاني لموليجان والتي تم ترشيحها من قبل لنفس الجائزة عن فيلم An Education عام 2009.

أما الممثلة الأخيرة في فئة أفضل ممثلة فهي من نصيب الممثلة الإنجليزية فانيسا كيربي في أول ترشيح لها في جوائز الأوسكار، وقد نالت كيربي إستحسان النقاد عن أدائها القوي والمؤثر كإمرأة تفقد طفلتها بعد ولادة منزلية وما تمر به من آثار نفسية قاسية تؤثرعلى علاقتها بالمقربين لها في فيلم "Pieces of a Woman”.

وإذا انتقلنا لفئة أفضل ممثل مساعد سنجد بعض الملاحظات الهامة، حيث لأول مرة يتم ترشيح ثلاث ممثلين من أصحاب البشرة السمراء في هذه الفئة، وهم دانييل كالويا ولاكيث ستانفيلد وهما بطلي فيلم السيرة الذاتية Judas and the Black Messiah ، إلى جانب الممثل ليزلي أودوم جونيور والذي لعب دور المطرب سام كوك في فيلم One Night in Miami ويعد ليزلي أيضاً أول رجل يتم ترشيحه في فئتي التمثيل وكتابة الأغاني عن نفس الفيلم، حيث أنه شارك أيضًا في كتابة أغنية الفيلم "Speak Now" والتي ترشحت لأوسكار أفضل أغنية أصلية. كما أن دانييل كالويا يعد أول ممثل بريطاني من أصحاب البشرة السمراء يحصل على أكثر من ترشيح، حيث أنه ترشح من قبل لأوسكار أفضل ممثل عن دوره في فيلم Get Out الصادر عام 2017. أما بقية المرشحين فنجد الممثل المشهور بأدواره الكوميدية الساخرة ساشا بارون كوهين والذي يقوم بدور درامي مميز، حيث أدى دور الناشط السياسي وأحد مؤسسي حزب الشباب الدولي آبي هوفمان في فيلم The Trial of the Chicago 7، وقد تم ترشيح كوهين أيضًا في فئة أفضل سيناريو مقتبس ولكن عن فيلم آخر وهو Borat Subsequent Moviefilm، لتصبح هذه أول سابقة من نوعها أن ينال أحد ترشيحان في هذه الفئات في نفس العام، ويعد هذا ثاني ترشيح لكوهين عن فئة أفضل سيناريو مقتبس، حيث تم ترشيحه من قبل عن الجزء الأول من فيلم "بورات" والذي تم عرضه عام 2006.

أما آخر المرشحين في فئة أفضل ممثل مساعد فهو الممثل بول راسي والذي بالرغم من كبر سنه (72 عام) إلا أنه لم يشارك سوى في أعمال سينمائية محدودة، وقد برع في أداء دور المرشد الأصم الذي يساعد بطل الفيلم روبين (ريز أحمد) على التعامل مع فقدانه لحاسة السمع في فيلم The Sound of Metal، وبالرغم من التفكير في إختيار ممثل معروف لتأدية الدور، إلا أنه وقع الإختيار على بول راسي من أجل تقديم صورة أكثر واقعية للشخصية، حيث أن راسي بالفعل يجيد لغة الإشارة الأمريكية لكونه إبن لأبوين أصماء. وقد نال راسي إستحسان النقاد على أدائه المميز وتم ترشيحه للعديد من الجوائز من ضمنها جائزة إختيار النقاد وجائزة الأكاديمية البريطانية للأفلام (البافتا).

أما فئة أفضل ممثلة مساعدة فسنجد فيها سوابق لم تحدث من قبل، حيث تم ترشيح الممثلة المخضرمة ياون يو جيونج عن قيامها بدور الجدة التي تأتي لمنزل إبنتها لتراعي أحفادها في فيلم Minari، لتصبح أول ممثلة من كوريا الجنوبية يتم ترشيحها في فئة التمثيل، يليها الممثلة الصاعدة ماريا باكالوفا والتي قامت بدور إبنة بورات ساجدييف المراهقة التي تخوض معه مغامرة مليئة بالمواقف الساخرة في رحلته الجديدة للولايات المتحدة في فيلم Borat Subsequent Moviefilm، لتصبح أول ممثلة بلغارية يتم ترشحيها أيضًا في فئة التمثيل. أما بقية المرشحات في هذه الفئة فسنجد الممثلة الأمريكية الشابة أماندا سيفريد في أول ترشيح لها للأوسكار والتي قامت بتأدية دور الممثلة ماريون ديفيز في فيلم الأبيض والأسود Mank، ثم يليهم ممثلتان من العيار الثقيل وهما الممثلة الأمريكية جلين كلوز في ثامن ترشيح لها لجائزة الأوسكار على مدار تاريخها السينمائي الطويل، وذلك عن قيامها بدور الجدة الصارمة التي تحاول الحفاظ على ترابط عائلتها المضطربة في الفيلم الدرامي Hillbilly Elegy، وقد برعت كلوز في تقمص الدور المأخوذ عن شخصية حقيقية، فإلى جانب أدائها القوي فقد تحولت خارجيًا بشكل مبهر لتكون معبرة بشكل كبير عن شخصية الجدة (مما جعل الفيلم ينال ترشيح آخر لأوسكار أفضل مكياج وتصفيف شعر). أما آخر مرشحة في هذه الفئة فهى من نصيب الممثلة الإنجليزية أوليفيا كولمن، والتي فازت عام 2019 بأوسكار كأفضل ممثلة عن دورها كملكة بريطانيا العظمى آن في فيلم The Favourite، وتقوم كولمان هذه المرة بتأدية دور إبنة تعاني من صراع داخلي بين محاولتها أن توفر الرعاية اللازمة لوالدها المصاب بالخرف وبين رغبتها أن يكون لها حياتها الخاصة في فيلم The Father.

وإذا مررنا سريعًا على بعض كاتبي السيناريو المرشحين للأوسكار هذا العام، نذكر منهم كيمب باورز كاتب سيناريو فيلم One Night in Miami وهو مأخوذ عن مسرحية قام هو أيضًا بتأليفها وهي تدور حول تخيل لحادثة واقعية حول تجمع أربعة من الرموز أصحاب البشرة السمراء في الولايات المتحدة في ليلة 25 فبراير سنة 1964 ليتناقشوا حول دورهم في حركة الحقوق المدنية وهم الملاكم كاسيوس كلاي، المطرب سام كوك، لاعب كرة القدم الأمريكية جيم براون وقائد حركة أمة الإسلام مالكوم إكس. وجدير بالذكر أن باورز شارك في فيلم آخر مرشح للأوسكار هذا العام، حيث شارك في كتابة وإخراج فيلم بيكسار للرسوم المتحركة Soul، ليصبح أول أمريكي من أصل أفريقي يشارك في إخراج فيلم رسوم متحركة من إنتاج شركة ديزني.

هناك أيضاً كاتب السيناريو آرون سوركين المرشح لأوسكار أفضل سيناريو أصلي عن فيلم The Trial of the Chicago7، وقد قام سوركين بكتابة السيناريو منذ عام 2007، حيث كان من المفترض أن يقوم بإخراج الفيلم ستيفن سبيلبرج، والذي كان يريد أن يقوم الممثل الراحل هيث ليدجر وقتها بتأدية دور توم هايدن (والذي قام به إيدي ريدماين)، وتعرض مشروع تصوير الفيلم لعدد من العقبات من ضمنها إضراب نقابة الكتاب الأمريكيين، إلى أن تم إحياء المشروع من جديد، ليقع الإختيار على سوركين ليقوم بإخراج الفيلم. وتدور أحداث الفيلم حول محاكمة مجموعة من المتظاهرين البارزين المناهضين لحرب فيتنام بتهمة التآمر للتحريض على أعمال شغب خلال المؤتمر الوطني الديموقراطي بشيكاغو عام 1968. وقد فاز سوركين من قبل بأوسكار أفضل سيناريو مقتبس عام 2011 عن فيلم The Social Network.

هناك أيضًا كاتبي سيناريو فيلم Judas and the Black Messiah (وهو الفيلم المرشح لست جوائز أوسكار من ضمنها أفضل فيلم، وتعد هذه المرة الأولى التي يترشح فيها فيلم لهذه الجائزة ويكون كل فريق المنتجين فيه من أصحاب البشرة السمراء) وهم الأخوين كيني وكيث لوكاس اللذان قاما بطرح فكرة الفيلم على شركات الإنتاج منذ عام 2014، ثم تعاون معهما ويل بيرسون وشاكا كينج (وهو مخرج الفيلم أيضًا) في كتابة السيناريو الذي يدور حول رئيس فرع حزب الفهود السود في شيكاغو فريد هامبتون والذي تعرض للخيانة من قبل بيل أونيل الذي تم تجنيده من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالية لإختراق الحزب في أواخر الستينيات. وتعد هذه المرة الأولى أيضًا التي يتم فيها ترشيح أكثر من شخص من أصحاب البشرة السمراء في فئة السيناريو الأصلي ( وهم كيني وكيث لوكاس وشاكا كينج).

وأخيرًا ننتقل لفئة الإخراج التي تحتوى أيضًا على أشياء مثيرة للإنتباه، أهمها هي ترشيح سيدتان كأفضل مخرجات لأول مرة في تاريخ الأوسكار وهما: كلوي تشاو عن فيلم Nomadland، والتي قامت أيضًا بكتابة السيناريو الخاص به. وتعد أيضًا كلوي أول إمرأة صينية يتم ترشيحها لأوسكار أفضل مخرجة، وهي من صانعي الأفلام الواعدات التي تتميز بأسلوبها المميز في سرد قصص أفلامها، حيث أنها تلجأ لأشخاص واقعيين للظهور في الأفلام حتى يكونوا أكثر تعبيرًا عن الموضوعات الإنسانية التي تطرحها. ومن الجدير بالذكر أن كلوي أيضًا أول إمرأة يتم ترشيحها لأربع جوائز أوسكار في عام واحدة، حيث أنها إلى جانب فئة الإخراج والسيناريو المقتبس، فهي أيضا ترشحت في فئة أفضل مونتاج وأفضل فيلم.

أما المخرجة الثانية فهي أيضًا مخرجة واعدة، كما أنها ممثلة وكاتبة، وهي الإنجليزية إميرالد فينيل وذلك عن إخراجها لفيلم Promising Young Woman، والذي قامت بكتابة السيناريو له. وتعد هذه المرة الأولى التي يتم فيها ترشيح إمرأة في أول عمل سينمائي تقوم بإخراجه. وقد نجحت إيميرالد في أن تنال إستحسان الجمهور والنقاد لتقديمها فيلم جرىء وملىء بالإثارة. وإلى جانب ترشيحها كأفضل مخرجة، فقد نالت إيميرالد أيضًا ترشيح لأفضل سيناريو أصلي وأفضل فيلم لمشاركتها في الإنتاج.

أما بقية المرشحين في هذه الفئة ، فهناك المخرج لي إسحاق تشونج وذلك عن إخراجه لفيلم Minari ، كما أنه نال أيضًا ترشيح لأوسكار كأفضل سيناريو أصلي. وقد إستمد تشونغ قصة الفيلم من طفولته أثناء نشأته في مزرعة بأركنساس.

أما المرشح التالي فهو المخرج توماس فينتربيرج عن فيلم Another Round (والذي تم ترشيحه أيضًا كأفضل فيلم بلغة أجنبية)، ليصبح أول مخرج دنماركي ينال هذا الترشيح، وقد شارك فنتربيرغ في كتابة السيناريو الذي إستوحى جزء من قصته من إبنته "إيدا" التي كانت تحكي له قصص عن ثقافة شرب الخمر لدى الشباب الدنماركي، وقد كان من المقرر أن تقوم إيدا بلعب دور إبنة مارتن (مادس ميكلسن) ولكن لم يمهلها القدر حيث أنها توفت في حادث سيارة بعد بدأ تصوير الفيلم بأربعة أيام. وتدور أحداث الفيلم حول أربعة أصدقاء في منتصف العمر يقرروا أن يقوموا بإختبار نظرية تقول أن شرب الخمر بنسبة معينة يحسن حياة الشخص، وبالرغم من أنهم يلاحظوا أن حياتهم أصبحت أفضل في البداية، إلا أنها تخرج عن السيطرة تدريجيًا حين يقرروا زيادة جرعة الكحول التي يقوموا بشربها.

أما آخر مرشح في هذه الفئة فهو المخرج الأمريكي المخضرم ديفيد فينشر عن فيلم "مانك"، ويعد هذا ثالث ترشيح لفينشر بعد ترشيحه من قبل كأفضل مخرج عن فيلمي: The Curious Case of Benjamin Button و The Social Network، ويعد فيلم مانك (الذي حصل على أعلى عدد من ترشيحات الأوسكار لهذا العام والتي وصلت لعشرة) ذو أهمية خاصة لفينشر نظرًا لأن والده الراحل جاك فينشر هو الذي كتب السيناريو في التسعينات وكان من المقرر أن يقوم دايفيد بإخراج الفيلم ولكن المشروع توقف وقتها حين توفى والده عام 2003.

وفي النهاية نستطيع أن نقول أن ترشيحات هذا العام إستطاعت أن تكون إلى حد كبير غير مقصورة على الأمريكيين والرجال فقط، ولكنها شملت فنانين وفنانات من أصول وجنسيات مختلفة، لتصبح أكثر تعبيرًا عن فئات عديدة لم يتم تسليط الضوء عليها بالشكل الكافي من قبل، ويبقى أن نرى إذا كانت هذه الفئات ستنال حظها في الفوز في حفل توزيع جوائز الأوسكار القادم.




تعليقات