Luca مضامين مختلفة عن الأسرة والصداقة

  • نقد
  • 05:00 صباحًا - 7 يوليو 2021
  • 9 صور



أطلقت Disney، وPixar، أحدث أفلامهما في Luca، حيث تحكي الأحداث قصة مخلوق بحري صغير، يُشار إليه باسم وحش البحر المسمى لوكا (جاكوب ترمبلي)، الذي منعته والدته دانييلا (مايا رودولوف)، من الصعود إلى سطح البحر، خوفًا من شر البشر، فهي تعرف أن البشر يخافونهم وسيؤذونهم بأي فرصة يحصلون عليها، بالصدفة يلتقي لوكا مع ألبرتو (جاك ديلان جرازر)، وهو مخلوق بحري آخر في مثل عمره، يعيش على عكس حياته، على جزيرة صغيرة على السطح، فهو مفعم بالحيوية والتعبير، يدور اهتمامه حول الاستمتاع بكل شيء حوله، يُظهر ألبرتو للوكا مباهج العالم البشري، فيشوقه لرؤية كل شيء بنفسه، ويطور الاثنان صدقة وثيقة تقود لوكا إلى تحدي قواعد والديه، والعيش بتجاربه الخاصة في العالم الحقيقي. فيقضي لوكا وألبرتو صيفًا لا يُنسى سيغير حياتهما، وحياة عائلاتهما وأصدقائهما إلى الأبد، ولكن يجب أن يكون الصديقين حذرين بشأن سرهما.

بادئ ذي بدء، وكما هو معروف عن Pixar، تقديمها قصص شخصية بعمق شديد، تجعل لكل قصة قلب ينبص معها، وتبعث من خلالها على الحياة، فنتذكر أحداث "Coco" عام 2017 حول التواصل مع أولئك الذين ماتوا، ومع "Soul 2021" حيث تتعمق في فهم النفس وماذا بعدها، و"Onward" حول محاولة الحصول على لحظة أخيرة مع والدك، وهنا "Luca" حيث قصة دافئة عن الصداقة والحماس، والأسرة.

ومن هنا يظهر المخرج إينركو كاساروزا بفيلمه الروائي الأول الطويل، والذي أخرج سابقًا فيلمًا قصيرًا بعنوان La Luna عام 2011، و نجح في الترشح لأفضل فيلم رسوم متحركة قصير في ساحة جوائز الأوسكار الـ 84، والذي يحكي بطريقة مدهشة ومثيرة للإعجاب، عن رغبة الطفل في التمرد على قواعد البالغين المتعثرة، واعتقد أن "Luca" مثالا رائعا لذلك.

القصة مستوحاة في الواقع من سلسلة من الأساطير الإيطالية، والحكايات الشعبية، التي تحكي عن وحوش البحر، حيث يخلق كاساروزا، حكاية خرافية تنتقل بين الواقع والأسطورة، من خلال قصة بسيطة وجميلة عن بلوغ سن المراهقة، الذي يظهر معه دائما ناقدك الداخلي، ومحاولة مواجهتك لكل ما يأتي في طريقك، وقد استغرق سيناريو كلا من جيسي أندروز، ومايك جونز، وقتا بسيطا ليقود القصة الرئيسية إلى لحظة مثيرة، لكل ما يرغب فيه لوكا، وكيف يمكن لروابط الصداقة أن تعزز ثقتك بنفسك. وعند مقارنته بأفلام Pixar الأخرى، نجد أنها ضربة جديدة تجمع كل العائلة لقصة تميل إلى الشعور بالبساطة: حيث الصداقة بين الشخصيات الثلاث لوكا، وألبرتو، وجيوليا (إيما بيرمان)، بالإضافة إلى العوائق المختلفة التي يواجهونها، وخاصة مشكلة قبول شخص مع اختلاف هويته، فهو يتجاوز كونه فيلمًا بسيطًا للأطفال، حيث الفكرة المركزية لصبي يُجبر على إنكار هويته وأصوله الطبيعية خوفا من الرفض، كذلك صدمة الهجر والخوف من الابتعاد، تعزز قيمة الشمولية وتفرد المشاعر الصادقة المبنية على التفاهم والبحث المتبادل،

أيضا يحمل Luca، رسالة واضحة ومباشرة عن الحرية من خلال قصة الفيسبا التي يتطلع لامتلاكها، فهي رمز واضح للحرية التي كان يبحث عنها بطل الرواية وصديقه ألبرتو.

أما بالنسبة للتنفيذ فكما هو معروف تشتهر Pixar بمناظرها الطبيعية الخلابة، وألوانها الزاهية، وتفاصيلها الحادة، وكل ذلك موجود بكثرة في هذا الفيلم، حيث مشاهد التحول من وحش البحر إلى الإنسان وحدها مذهلة للغاية، كذلك اللقطات المقربة للبحر والشاطئ واقعية بشكل غريب، وكذلك أعماق البحر التي قد تظهر، وهو ما يقوم به المسؤولين عن التصوير بطريقة مبهرة في إعادة الحياة إلى هذا العالم بطريقة آسرة.

ولإبقاء القصة متداخلة بوتيرة سريعة بما يكفي بحيث لن تشعر بالملل على الأرجح، يعزز استخدام كاساروزا، الدقيق للضوء والألوان بمزيج ونسيج رائع يهيمن اللون البرتقالي عليه بشكل كبير، مع الموسيقى التصويرية المفعمة بالحيوية التي تضم الأغاني الشعبية من الخمسينيات والأوبرا.

بشكل عام، يعد فيلم "Luca" ممتعًا للغاية، وحيويًا، ولطيفًا للغاية، مع رسالة دائمة - يتم رؤيتها في كثير من الأحيان - حول قوة الصداقة والأسرة، وهو اختيار جيد لقضاء الوقت في فيلم عائلي، خاصة إذا كان لديك أطفال، ترغب في تنمية حثهم حول الصداقة التي هي الموضوع الأكبر طوال الفيلم، وذلك حيث يشكل لوكا وألبرتو صداقة قوية للغاية، يتم اختبارها خلال أحداث الفيلم.




تعليقات