أراء حرة: فيلم - الشقة من حق الزوجة - 1985


الشقة من حق الزوجة...كوميديا واقعية دارمية راقية

الكوميديا بتعرفيها العام والشائع" مسرحية يقوم فيها الفعل الدرامي علي تخطي سلسلة من العقبات التي لاتحمل خطرا حقيقا وتكون الخاتمة فيها سعيدة " حمل هذا التعريف مضمون هذا الفيلم حيث شاب(سمير) يعجب ببنت مديره(كريمة) في عمله , يوفق الأستاذ عبد المقصود علي خطبة ابنته له , تأتي مشكلة الشقة أول عاقبة ولكن تنفك هذه العقبة بعد أيترك له صديقة (عبد الرحيم ) الشقة الشرك بينهما ويذهب ليتزوج ويعيش في شقق القرعة , وهنا يتم زواج سمير وكيريمة ,لتبدأثاني عاقبة حيث الأزمة الماليةبعد ولادة (وفاء) ولكن سمير يشتغل...اقرأ المزيد سائق علي تاكسي وينهمك في العمل بحثا عن الكفاية المالية . تشعر زوجته بالملل لتبدأ العاقبة الثالثة ويشتد الصراع معها , لتفتح الزوجة اذنها لأمها(نظلة) , فتتطلب الطلاق المجازي ليتم بطريقة عفوية غير مقصوده , وهنا يكون الصراع الرابع في الحكم القانوني حيث من حق الزوجين العيش في الشقة, يتم العيش من خلال مشاهد كوميدية درامية , فيترك سمير البيت ويعيش في المقابر تصالحه كريمة وتهاهده ألا تخضع لأمها مرة ثانية ,وينتهي الفيلم بعوده سمير وكريمة ووفاء للتجمع من جديد. اذا نظرنا للعنوان الذي يحمله الفيلم " الشقة من حق الزوجة " نجد الدلالة المباشرة لمكمن مضمون الفيلم, حيث القانون الذي يعطي الحق للزوجة الحاضنة العيش فيها _هذا صحيح _ ولكن الفيلم جاء مزيج متنوع متشعب من القضايا الأجتماعية الزوجية التي واجهت هذا العصر والعصور التالية انظروا معي للعقبة الأولي وهي قضية السكن وإلقاء الضوء علي فكرة سكن القرعة , تدخل الحمي وتسلطها علي الزوجين وكيف تكون سبب انهيار وتفكك اسري , مشكلة المعيشة وقلة المرتبات واللجوء للعمل الثاني , قيمة الصديق في التخفف من أعباء الحياه كل هذه القضايا بجانب الضوء الأساسي عرضها الفيلم من خلال الحوار حيث الأسلوب السردي الخبري في طريقة المناقشات , الذي من الممكن أن تشعر بالملل معة لكن السيطرة علي أداء لأدوار وسرعة الأنتقال للعقبات وحلها منع من الشعور بهذا. بناء التكويني للفيلم قائم علي البناء النمطي البداية (التمهيد للعقبة), ووسط(الأحتداد والتأزم), ونهاية(الحل), هكذا كان مسار الفيلم ولكن جسد هذا التكوين بطريقة بارعة من خلال استغلال كل الخيوط الممكنة حيث العمل علي نوعين من الصراع , الصراع الخارجي الذي تمثل في المعاناه التي تواججها الأبطال للبيئة المحيطة بهم (الزوج والزوجة وما يواجهم من صعوبة المعيشة وتسلط الأم ,....) , والصراع الداخلي (حيث الصراع بين الإنسان ونفسه , بين العقل والقلب , بين العند والإحتياج ) دعونا نطرح سؤالا ؟ ما الذي كان يشعر به الزجين أمام هذه الروح العنيفة التي نزعت بينهم , هل الكره والبغض والكراهية واللاشعور , أم التمزع و الإحتياج والرغبة, ما لا نهاية من التعبيرات الشعورية.... هذا الصراع الداخلي لم يتجسد من خلال الحوار ولكن قام تنفيذه بالإعتماد علي الملامح الوجهية ونظرات العيون التي كانت أقوي وأعمق من تجسيده خلال الكلمات. ( - مشهد دخول الأب علي ابنته التي حرم منها والتمزج الدخلي ,,, انظروا لفكرة خلو الشقة في هذا الوقت , هذا الخلو دلالته خلو البيت من الصراعات الخارجية جعل الصراع الداخلي يغلو ويغطي الصراع الخارجي فدائما قوة الشعورية والعاطفية ما تعلو علي قوة العقل والعند التفكيري ,,,,, النهاية السعيدة جاءت عندما فار هذا الصراع الداخي علي سطح الخارجي , وهذا الفوران تمثل في البكاء !! - كذلك تجسد في مشهد نوم الزوجة علي فراش الزوج) . كذلك عرض الفيلم بطريقة غير مباشرة نوعين البيئة وطريقة الزواع فيهما : البيئة الحضرية تمثلت بيئة سمير وكريمة , والبيئة الريفة عبد الرحيم وزوجته. ( دققوا في مشهد الأم الريفية وهي تختار العروسة ,,,, المجتمع الريفي انذاك كان يرفض من تلون أظافرها وتشاهد التلفاز!!!, لا تنسوا أن تنظروا للمجتمع الحضري والريفي في زماننا هذا!!). إيقاع الفيلم كان سريعا وهذا سمح له في طرح هذا الكم الهائل من الرؤي الإجماعية , وهذا أيضا من حبكة السيناريو وعمقة , وعدم الإفتعال في أداء الأدوار من قبل الممثلين , براعة المخرج في استخدامهم ساهم في تجسيد صورة المجتمع المصري أنذآك , فالفيلم بسيط حمل خبايا عميقة قوية. الإستمتاع والضحك والإحساس باللطف الممزوج بالقيمة هو التأثير الشعوري الذي أعطاه الفيلم للمتلقي . وأخيرا : الفيلم أشبه بالظاهرة الفرنسية حيث (المسرحية الكلاسيكية) عام 1630 " هي مسرحية ذات مسار معين فيه توترا دارميا معقد لكن تخطية ممكن وهذا ما يوصل إلي النهاية السعيدة "