أراء حرة: فيلم - رحلة العمر - 1974


حقيقة جادة تناولت بجرأة عالية

بعض اﻷفلام تستحق أن تدعو كل من تعرفه لمشاهدتها حتى لو اتفق على مضمونهاالجميع بأنها أفلام ليست هادفة ولا أساس لتقديمها غير اﻷرباح و من أمثال تلك النوعية فيلم رحلة العمر للمخرج سعد عرفة حيث قصة الفتاة المتحررة سلوى (شمس البارودي)التي تتعرف على مدير البنك محمود (أحمد مظهر) بأحد الفنادق ، فتحاول ان تلفت نظره إليها وتنجح في ذلك ليصل الأمر بإقامة علاقة حميمية معها تستمر طوال إقامتهما بالفندق تنتهي تلك الفترة ويعود كل من محمود وسلوى الى القاهرة يحاول محمود الاستمرار فى حياته الزوجية لكنه يفشل فيها...اقرأ المزيد ويلجأ إلى أحد الأطباء الذي يخبره أنها حالة طارئة يحاول استمالة سلوى لكنها تصده وتتدهور علاقته بزوجته (مريم فخر الدين) وتتوالى الأحداث التي يتفق الجميع على أنها أحداث لفيلم هابط على المستوى الفني قد ينجح جماهيريا لتقديمه مثل تلك الكمية الكبيرة من المشاهد الساخنة بين الفنان أحمد مظهر والفنانة شمي البارودي وأنه فيلم اعتمد بشكل كبير على اﻹثارة ولا هدف له غير ذلك وقد ادهشني كثيرا قيام الفنان أحمد مظهر بتقديم مثل هذا العمل فقد عرفته فارسا للسينما المصرية يقدم أعمال تفاجئا من وقت ﻷخر جمهوره ويقدم عملا شديد البريق والتحليق على مستوى الموضوع والتكنيك ولكن سرعان ما تحولت تلك الفكرة عندما تعرفت على الشخصية الرئيسة ومحورها والتي وظفت توظيفا جيدا للتعبير عن جو عام ومناخ سائد في بعض المجتمعات والأسر المصرية وهو وجود علاقات ونزوات قد تحدث من بعض اﻷزواج يكون لها تأثير كبير على الحياة الزوجية حتى أنها قد تؤدي إلى إنهيار وتدمير اﻷسرة بأكملها.. لم يدهشني النجاح الكبير للممثلة شمس البارودي والوجود القوي بالفيلم لتأدية دور تلك الفتاة المتحررة المنطلقة بهذه البراعة لتكررها ذلك في أكثر من عمل ولكنها ارغمتني على متابعتها بمنتهى التشويق والاهتمام للموضوع الجريء الذي يطرحه الكاتب سعد عرفة ...يصل الفيلم إلى ذورته عندما يبدأ محمود (أحمد مظهر) في استمالة سلوى للعودة له مما يدل على وقوعه في حبها وخاصة عندما أكدت زوجته مريم فخر الدين على مشاعرها تجاهه موضحة بالفعل أنها كانت تحبه وأنه كان يقضي حياته معها بأسلوب روتيني من هنا كانت الأشارة الحمراء لما تخلفه تلك العلاقات ليس فقط على الحياة الزوحية وإنما أيضا على الشخص ذاته...باﻹضافة إلى ذلك لم يطل الفيلم أي حوارات طويلة ولا إيقاع راكد مراعيا سعد عرفة في السيناريو الذي كتبه أهمية القضية التي يقدمها الفيلم بأنها حقيقة جادة بالرغم من غرابة الفكرة التي عرضها.