تدور أحداث العمل، حول رجل يصاب بأزمة قلبية فيرسل ابنته للحصول على الدواء ولكن يكتشف الصيدلي تسببه بالخطأ في تركيب الدواء ليصبح سم قاتل، فيحاول بمساعدة الشرطة بالبحث عن الرجل وإنقاذه قبل تناول الدواء،...اقرأ المزيد فهل سينجحوا؟
تدور أحداث العمل، حول رجل يصاب بأزمة قلبية فيرسل ابنته للحصول على الدواء ولكن يكتشف الصيدلي تسببه بالخطأ في تركيب الدواء ليصبح سم قاتل، فيحاول بمساعدة الشرطة بالبحث عن الرجل...اقرأ المزيد وإنقاذه قبل تناول الدواء، فهل سينجحوا؟
المزيدأحمد إبراهيم (عماد حمدي) الكائن بدير النحاس بمصر العتيقة موظف بسيط بإحدى الشركات الخاصة يعيش مع زوجته (مديحة يسري) وابنته الصغيرة سميرة (ضحى أمير)، تم الإستغناء عنه وذهب إلى الشركة...اقرأ المزيد لصرف مكافأة نهاية الخدمة خصوصاً والعيد على الأبواب وهو خالي شغل منذ شهرين ولكن المدير (عبدالقادر المسيري) أجل صرف المكافأة لما بعد العيد، فباع ساعته وإشترى لابنته فستان جديد، إقترحت عليه زوجته أن يقضوا العيد في بيت أبيها (عبدالبديع العربي) وأمها (رفيعة الشال) ولكنه رفض مما أثار إستياء زوجته فأخذت ابنتها وتركت البيت ولكن الابنة لم تتحمل ترك أبيها وحده فعادت إليه وجائته كريزة كلى فأعطى ابنته ٢٥ قرشا لتحضر له دواء المغص التركيب من الصيدلية ولكنها وصلت للصيدلية أثناء الإغلاق لراحة الظهيرة وإقترح عليها مساعد الصيدلي أن تذهب إلى صيدلية العتبة لإنها الوحيدة التي لا تغلق ظهرا، ووصلت بالترام للعتبة وقام الصيدلي (حسين رياض) بتحضير الدواء وطلب منها ٢٥ قرشا ثمن الدواء فأعطته كل مامعها وهو ٢٤ قرشا فقد ركبت الترام بقرش ووافق الصيدلي ولكن بعد خروجها إكتشف أنه وضع كمية أكبر من كبريتات النحاس القاتلة فأرسل مساعده (عبد المنعم بسيوني) في أثرها فلم يعثر عليها وخشى الصيدلي من العواقب فسوف يموت المريض من أول جرعة، ذهب الصيدلي إلى قسم البوليس فلم يجد تعاوناَ من الشاويش النوبتجي (توفيق صادق) فذهب إلى الحكمدارية حيث تصادف أن جميع القيادات كانت مجتمعه من أجل هروب أحد المجرمين الخطرين أسمه أحمد الضبع وعندما قال للضابط (عدلي كاسب) أنه جاء من أجل أحمد إبراهيم ظن أنه يقصد أحمد الضبع فأدخله للحكمدار (يوسف وهبي) الذي إستمع لقصته وتعاطف معه وبدأوا عملية البحث عن الفتاة فقد علموا أنها جاءت مستقلة الترام وتركت مع النقود التذكرة فعلموا منها أنها ركبت من أول الخط وإتصل الصيدلي بالطبيب الذي كتب الروشتة وعلم منه عنوان المريض وذهبوا إلى العنوان فوجدوه قد إنتقل إلى دير النحاس وكلفت دوريات الشرطة بالبحث عن فتاة صغيرة تحمل زجاجه دواء، أما رحلة البنت في طريق العودة فكانت مثيرة ومحفوفة بالمخاطر خصوصا وهي لاتملك نقوداً وتجلى تعاون المصريين مع الصغيرة فقد أركبها الكمساري مجاناً بعض الوقت وقام صبي بتهريبها عندما وجد البوليس يقبض على الصغيرات وخطف منها أحد السكارى الزجاجة ولكن المارة إستعادوها منه، وأخيراَ لجأوا إلى محطة الإذاعة حيث تم بث النداء التالي:"من حكمدار العاصمة إلى أحمد إبراهيم الكائن بدير النحاس لا تشرب الدواء الذي أرسلت ابنتك في طلبه، الدواء فيه سم قاتل الدواء، فيه سم قاتل حين سماعك هذه النشرة بلغ الحكمداريه"، واإستمعت زوجته للنداء فأسرعت إلى المنزل ووصلت أثناء تناوله الدواء فأزاحته عن فمه في اللحظة الأخيرة ووصل الحكمدار للاطمئنان وجاء الصيدلي بزجاجة دواء مضبوطة وقال له بالشفاء.
المزيدحاز الفيلم على جائزة أحسن فيلم من المركز الكاثوليكي المصري عام 1954.
شارك الفيلم في المسابقة الرسمية في مهرجان كان السينمائي 1955 وحاز على جائزة الدولة عام 1955
بعيدًا عن الأسلوب المعتاد في تلك الفترة من طرح القضايا التي تدور غالبًا حول الثالوث المقدس: الزوج، الزوجة، والعشيق، أو تقديم الصراعات الاجتماعية والأحداث الكوميدية، جاء فيلم "حياة أو موت" ليقدم تجربة جديدة ومختلفة في السينما المصرية. ينتمي الفيلم إلى نوعية أفلام التشويق والإثارة، ولكنه يقدمه بأسلوب مبتكر يمزج بين الإثارة والمعاني الإنسانية العميقة، من خلال قصة بسيطة تدور حول طفلة صغيرة تسعى لشراء دواء لوالدها المريض. وبينما تؤدي مهمتها البريئة، يقع الطبيب الصيدلي في خطأ جسيم بإضافة مادة سامة...اقرأ المزيد قاتلة إلى الدواء، وما إن تغادر الطفلة الصيدلية، حتى يكتشف الخطأ. لتبدأ بعدها رحلة سباق مع الزمن، حيث يحاول الصيدلي الوصول إلى الطفلة قبل أن يتناول والدها الدواء القاتل. تدور أحداث الفيلم في فترة تاريخية لم تكن فيها وسائل الاتصال متاحة كما هي اليوم، حيث لم يكن هناك سوى محطة إذاعية تبث لفترات محددة. ويأتي توقيت الأحداث في عطلة وقفة عيد الأضحى ليُزيد من تعقيد الموقف وتوتره، مما يُضفي على الفيلم طابعًا إنسانيًا ومأساويًا مشوقًا. أظهر المخرج كمال الشيخ براعة فائقة في خلق حالة من التوتر والتشويق، جعلت المشاهد متوترًا من أول لحظة حتى النهاية، دون أن يمنحه فرصة لالتقاط أنفاسه. ورغم أن فكرة الفيلم بسيطة، ولا تحتوي على أي من العناصر التجارية الشائعة في السينما المصرية آنذاك كالأغاني، الرقصات، أو الإفيهات الكوميدية، فإنه يُعد من أهم الأعمال السينمائية التي كسرت حاجز التصوير داخل البلاتوهات، حيث تم التصوير بالكامل في شوارع القاهرة، مما أضفى على العمل واقعية وقوة تأثير أكبر. كما أجاد المخرج في تقديم صورة التكافل والمساعدة التي تلقتها الطفلة من الأشخاص الذين صادفتهم خلال رحلتها، وهو ما يعكس بصدق الروح المصرية الأصيلة المتجذرة في المجتمع. من أبرز عناصر القوة في الفيلم أيضًا الأداء التمثيلي الرائع للفنان حسين رياض في دور الطبيب الصيدلي، والذي استطاع من خلال تعابير وجهه ونبرة صوته أن يُجسد مشاعر الندم والخوف والتعاطف بصدق كبير، مما جعل المشاهد يشعر وكأنه يشاركه الألم والقلق نفسه. ويظل فيلم "حياة أو موت" حاضراً في وجدان الناس من خلال تيمتين شهيرتين أصبحتا جزءًا من الذاكرة الشعبية: التيمة الأولى: الرسالة التي بُثت عبر الإذاعة: "إلى أحمد إبراهيم الساكن في دير النحاس، لا تشرب الدواء... الدواء فيه سم قاتل!" التيمة الثانية: المشهد الأخير، حين تتوجه الطفلة بالشكر إلى حكمدار العاصمة قائلة: "شكرًا يا شاويش." كل ذلك يجعل من "حياة أو موت" تجربة فريدة في السينما المصرية، وتجعلنا نقف احترامًا للمخرج كمال الشيخ الذي أخرج هذا العمل الخالد، وأثبت من خلاله أن السينما يمكن أن تكون مشوقة، إنسانية، وواقعية... دون أن تعتمد على أي من الأدوات التجارية الرائجة.