السيرة الذاتية لمتسلق الجبال (آرون رالستون)، تجربته المؤلمة في الحصار لمدة خمسة أيام بين جبلين بفعل حجر ضخم ظل ضاغطاً على يديه ولا يستطيع التخلص منه، مما يدفعه لمحاولة الحفاظ على حياته بكل السبل...اقرأ المزيد الممكنة.. ويُوصله لنهاية مأساوية، ولكنها مع ذلك تمنحه حياةً جديدة. .
السيرة الذاتية لمتسلق الجبال (آرون رالستون)، تجربته المؤلمة في الحصار لمدة خمسة أيام بين جبلين بفعل حجر ضخم ظل ضاغطاً على يديه ولا يستطيع التخلص منه، مما يدفعه لمحاولة الحفاظ على...اقرأ المزيد حياته بكل السبل الممكنة.. ويُوصله لنهاية مأساوية، ولكنها مع ذلك تمنحه حياةً جديدة. .
المزيد127 ساعة من التوتر والخوف، يخالطها التشويق والإثارة، نجح المخرج داني بويل في تصويرها بدقة شديدة في هذا الفيلم المأخوذ عن السيرة الذاتية لمتسلق الجبال الشهير "آرون رالستون"، الذي عاش تجربة حصار استثنائية بين جبلين لمدة خمسة أيام. ما شدني لمتابعة الفيلم بشغف هو استخدام زوايا تصوير جريئة وكادرات قد تبدو صعبة التنفيذ إذا تم الديكور بشكل أوضح، وكأنها تم التقاطها من أماكن نائية وشديدة الخطورة. بدا واضحًا أن بويل لا يوثق فقط لحظات رالستون، بل يوثق أيضًا لجمال الطبيعة الأمريكية القاسية، التي تكاد تنطق...اقرأ المزيد بالحياة في كل مشهد. يُحسب للفيلم أيضًا بساطة المونتاج وسلاسة الانتقالات بين المشاهد. فعلى الرغم من أن القصة محصورة في مكان واحد وزمن ممتد، إلا أن الانتقال بين ما يعيشه البطل في لحظته الراهنة، وبين ذكرياته وأفكاره، تم بطريقة ذكية وسلسة أبقتني كمشاهد في قلب التجربة دون شعور بالملل. كان واضحًا أن الفيلم يحاول إيصال رسائل حول التحدي والصبر والتشبث بالحياة، ورغبة البطل في المقاومة ورفض الاستسلام للموت، حتى وهو ينهار ببطء جسديًا ونفسيًا. في الوقت ذاته، عرضت القصة جوانب من حياة آرون الشخصية، وكأنها لحظات وداع نهائية يراجع فيها الإنسان شريط حياته قبل النهاية. لكن، ورغم براعة السرد والإخراج، أجد أن الأداء التمثيلي لـ جيمس فرانكو كان دون المستوى المطلوب. فبرغم أهمية الدور وعمق التجربة، لم ينجح فرانكو – من وجهة نظري – في نقل مشاعر الألم والوجع كما ينبغي. فكيف لشخص ظل عالقًا في وادٍ موحش، ويده مضغوطة تحت صخرة ضخمة طوال هذا الوقت، ألا تظهر على وجهه تعبيرات الألم الحادة أو الانهيار التام؟ بعض لحظات الأداء بدت جامدة، كما أن صراخه بدا وسيلة شبه وحيدة للتعبير عن المعاناة، دون تنوع أو تصاعد درامي حقيقي. وعندما قرر البطل قطع يده، توقعت كمشاهد أن أُصدم أو أشعر بوقع المشهد على جسدي، لكن ذلك لم يحدث. لم أشعر بالغثيان أو القشعريرة أو التأثر المفرط، وهي ردود الفعل الطبيعية في مشهد بتر عضو، خصوصًا أنه تم بشكل يدوي وبلا أي تخدير! بل على العكس، تم تمرير الحدث دون أن يفقد البطل وعيه، وهو أمر كان يمكن أن يُقدم بشكل أكثر واقعية وتأثيرًا. ورغم هذا، لا يمكن إنكار أن الفيلم في مجمله إنساني بامتياز، ويطرح سؤالًا وجوديًا بعمق: "إلى أي مدى يمكن أن يذهب الإنسان ليحافظ على حياته؟" إنه أحد تلك الأفلام التي لا تعتمد على ضخامة الإنتاج أو كثرة الشخصيات، بل على القوة النفسية للبطل، وربما هذا ما جعله ينضم لقائمة الأعمال السينمائية التي تحركها غريزة البقاء والرابط الإنساني.