أراء حرة: فيلم - The Artist - 2011


المخرج والمؤلف الفنان

شاهدت مؤخرا الفيلم الفرنسى الصامت (الفنان) هذه التحفة السينمائية التى حملت إسم فرنسا فى أكبر وأشهر المهرجانات السينمائية العالمية بداية من حصوله على جائزة أفضل ممثل فى أكبر مهرجان فى بلد الفيلم وهو مهرجان كان وحصوله على سبع جوائز من الأكاديمية البريطانية من ضمنها أفضل فيلم وأفضل ممثل وأفضل مخرج إلى حصوله على ثلاث جوائز من مهرجان الجولدن جلوب أفضل ممثل افضل موسيقى وخمس جوائز فى مهرجان أوسكار وهى افضل مخرج وأفضل فيلم وأفضل صورة وأفضل تصميم أزياء ديكور وأفضل ممثل والتى أول مرة يحصل عليها ممثل...اقرأ المزيد فرنسى فضلا عن ترشحيات وجوائز اخرى من مختلف باقى المهرجانات الرفيعة المستوى حول العالم. هل أحد يصدق أن فيلم ابيض واسود وصامت ويفتقر بشكل ما إلى التقنيات الحديثة فى السينما يحصد كل هذا الكم من الاهتمام والتقدير نعم بعد مشاهدة الفيلم نستطيع وبكل ثقة أن نقول انه يستحق ذلك الإهتمام بداية من مخرج وكاتب العمل العبقرى ميشيل هازنافيسيوس Michel Hazanavicius والممثل الموهوب جان دوجاردان Jean Dujardin إلى أقل من شارك فيه فنينين خلف الكاميرا تدور أحداث الفيلم فى بداية الربع الثانى من القرن العشرين عام 1927 إلى ماقبل الحرب العالمية الثانية بقليل وهذة الفترة كانت ذروة نجاح الفن السنمائى كفن جديد تقبله وأحبه الجمهور الذى أعتاد على مشاهدة المسرح لقرون ومن سمات هذه الحقبة السينمائية انها كانت صامتة ومعتمدة على اداء موسيقى حى بوجود العازفين والمايسترو فى قاعة العرض مع الجمهور ليقوموا بعزف الموسيقى التصويرية أثناء مشاهدة الجمهور للفيلم. بمنتهى الرشاقة يأخذنا المخرج فى رحلة سريعة ليعرفنا على البطل وتصرفاته وشخصيته مع جمهوره وزوجته وكلبه وأثناء ذلك يتعرف البطل جورج فالنتين ( جان دوجاردان) على أحدى الفتيات المعجبات به بيبى ميلر (بيرنيس بيجو) وتخدمها الظروف فى ان تشاركه بعض الصور الفوتوغرافية التى التقتطها عدسات مراسلين الصحف الفنية لتكون أول بداية لها فى إقتحام عالم الشهرة لتلعب أدوار صغيرة. وأثناء ذلك تظهر تقنية إضافة شريط الصوت إلى الصورة السنيمائية ومعها يأفل نجم جورج فالنتين نجم السينما الصامتة وتصعد نجومية بيبى ميللر إلى عنان السماء وتملأ الصحف بأخبارها فبسبب غرور جورج فالنتين يصر على ان السينما الصامتة هى الافضل ويرفض ان يواكب التقنية الحديثة فيصرف كل ثروته فى إنتاج وإخرج فيلم صامت من بطولته ولكنه يفشل ومن هنا تبدأ نهايته بسبب غروره وعدم مواكبته العصر لدرجة تدفعه للإنتحار إلى أن تساعده بيبى ميلر للخروج من أزماته بعودته إلى السينما الناطقة وتكرار نجاحه بالعمل معها. تحية لمخرج ومؤلف العمل إختيار المؤلف والمخرج ميشيل هازنافيسيوس جاء موفقا للقصة وعناصرها والفترة التاريخية التى تعد من أهم فترات تاريخ الفن السينمائى ككل فعندما تطورت السينما بإضافة الصوت إلى الصورة ظهر العديد من القائمين على الفن السينمائى المعارضين لهذة التقنية الحديثة معللين أن اهم عناصر فن السينما الصورة ومايؤديه الممثلين من تعبيرات حركية وانفعالية بوجههم كما أن إضافة الصوت غلى الصورة لا يميز الفن السنيمائى عن المسرح الذى يتمتع بكثير من الحيوية وتفاعل الجمهور مع الممثلين ومع الحوار ومايشاهدوه ككل وعلى الرغم من أن هذه الآراء لم تفلح فى مواجهة التقدم التقنى بإضافة الصوت وما تلاها من تقنيات فقد إختار ميشيل أن يقدم قصته فى فيلم صامت وهنا برز أداء الممثل جان دوجاردان فى توصيل كل المشاعر من فرح وغرور وحزن واسى وحب كما ان الاداء الاستعراضى لكل من الممثل الفرنسى جان دوجاردان والممثلة الارجنتينية بيرنيس بيجو جاء متميز وملفت للغاية فقد شاهدت لها أحد اللقاءات التليفزيونية التى تحدثت فيها عن هذة التجربة وذكرت بأنهما تدربا معا لشهور على أداء الرقصات الاستعراضية التى لا يتعدى أدائها الدقائق المعدودة أثناء مشاهدة الفيلم . وذلك يظهر مدى تمكن المخرج من قيادة كل ما فى الفيلم فالقصة بكل خطوطها الدرامية بنيت بناء محكم من خلال تعايشنا مع ما يمر به البطل من احداث من صعود وأفول يجعلنا نشعر وكأنه يلعب دور الإنسان فى هذة الحياة الذى يعشق ويحب وينجح و ينسى او يتناسى بأنه معرض للسقوط فى أى لحظة فى بئر اليأس والفشل. كما أن تنسيق الديكورات والملابس وتفاصيل هذا الزمن الجميل الذى أكتسب جماله وروعته من البساطة فى كل شىء جاءت متقنة حتى أن المخرج إستخدم حركات الكاميرا القديمة بتعمد ولم تفته اى تفاصيل دقيقة من إظهار هذا العصر من ملابس الاشخاص والسيارات وموديلاتها المتوافقة مع زمن قصة الفيلم والشكل الدعائى للأفلام فى هذة الفترة وطريقة كتابة الحوار كما كان يحدث فى الأفلام الصامتة. اما عن الموسيقى التصويرية للفيلم والتى قدمها الموسيقار الفرنسى لادوفيك بورس Ludovic Bource فكانت من اهم عناصر الفيلم فقد لعبت دور السيناريو وتفاعلت مع أقل حركة داخل الفيلم وحضور الموسيقى بشكل عام كان طاغى لإنه ليس لانه لا يشوبه صوت الممثلين فحسب بل لان أداء العازفين كان فى منتهى الحرفية. فإحساسنا بالموسيقى التصويرية التى قدمها لادوفيك كان قوى مقارنة بأى فيلم آخر وبالفعل أخذنا للعشرنيات بإختياره أفضل الآلات الموسيقية المستخدمة فى العشرينيات خاصة آلات النفخ والبيانو التى جاءت موظفة بإحتراف عالى.


الفرنسي الفنان

عندما تلعب الموسيقى دور السيناريو والحوار وتحاول أن تقدم لك قصة من أجمل القصص السينمائية فإن ذلك يعد من أبهر الأعمال الفنية التي تقدم على الإطلاق ....فيلم ( الفنان) للممثل الفرنسي جان دوجاردان الذي نال عن جدارة لخمس جوائز أوسكار بالرغم من أنه فيلم صامت وأبيض وأسود ويفتقر إلى التقنية الحديثة التي اشتهرت بها السينما العالمية فإنه استطاع أن يصل إلى روح الجمهور بأسهل الطرق وهي الموسيقى لتصبح تيمته الأساسية....قصة الفيلم تدور عام 1972 حيث الممثل المشهور جورج فالنتين (جان دوجاردان) الذي يتمكن بنجاح...اقرأ المزيد من السيطرة على شباك التذاكر وتحقيق أعلى الإيرادات بأفلامه فارضا شروطه على منتجي أعماله ....يتعرف جان في أحد أفلامه على الفتاة بيبي ميلر (برنيس بيجو) التي تشاركه الرقص ويبدأ نجمها في السطوع في الوقت الذي يفل نجم جورج نتيجة دخول السينما الناطقة ....يحاول جورج في بدأ الأمر رفض تلك التكنولوجيا حتى يصاب بأزمة نفسية ويستسلم ليأسه الذي يسيطر عليه....بغض النظر عن تلك القصة الإنسانية التي تبعث الكثير من الأحاسيس والإبعاد الإنسانية داخل الروح وما تبثه من إشارات هامة لضرورة مواكبة الإنسان لكل ما هو جديد وحديث فإن الفيلم يعد توليفة من إبداع وعبقرية وحرفية لطاقم عمل جعلك تقدم على مشاهدة عمل صامت وأبيض وأسود باستمتاع وسعادة شديدة دون الشعور بأي ملل أو سآمة ...فتجلت عبقرية المخرج الفرنسي ميشيل هازانافيسوس في تقديم ديكورات وأزياء لمستوى السينما في تلك الحقبة الزمنية واستخدام اللافتات لكتابة الحوار الذي يدور بين الممثلين وقدرته على تقديم أدق التفاصيل الصغيرة لرسم الشخصيات كذلك نجاح الممثل دوجاردوان في الانتقال من السعادة إلى الحزن ومن التراجيديا إلى الكوميديا بسهولة وتجسيد مأساته الحقيقة بتعبيرات وجه غاية في البراعة ليثري خيالك ووجدانك بأجمل التعبيرات تاركا بصمة بداخلك وأيضا استخدام الموسيقى لتعبر عن تلك الانطباعات لتزداد شجنا وتعاطفا مع بطل القصة أمر غاية في العبقرية ...فيلم الفنان اطلق ليكون مغامرة فرنسية كبرى