أراء حرة: فيلم - The Help - 2011


عندما تظهر المساعدة من أحد أفراد الخصوم

هناك أفلام تشعر أثناء مشاهدتها أنك تود لو تدخل خلال الشاشة وتفعل شيئا ما لتساعد بطل من أبطالها ...... هذا الفيلم هو واحد من تلك الأفلام التى تجعلك مصدقا تماما لكل ما يجرى من أحداثها ....... مصدقا للزمان وللمكان وللناس ولطريقة الكلام وللأزياء ولتتابع الأحداث حتى تظن أنك يمكنك من تغيير تلك الأحداث. فى هذا الفيلم تجسيد واضح وصريح وبسيط جدا للتفرقة العنصرية الأمريكية وذلك من خلال العلاقة بين النساء البيض أصحاب النفوذ والمال والجمال وبين خادماتهن السود الذين يخدموهن بكل إخلاص بل ويربون أبنائهن فى...اقرأ المزيد أكثر الولايات الأمريكية تأثرا بتلك التفرقة وهى ولاية مسيسيبى ......... الخيط الدرامى فى الفيلم يتحرك بسلاسة تامة ومنطقية رائعة بين مجتمع البيض الأرستقراطى المتعالى وبين مجتمع السود الهادئ المتدين تجعلك تتعاطف كليا مع الخادمات ولا تعطى أى مبرر للنساء البيض فيما يفعلن معهن ......... الحبكة الدرامية تعطى بعدا عميقا لعنوان الفيلم وذلك بمساعدة الصحفية البيضاء للخادمات السود رغم كل الضغوط والصعوبات التى واجهتها لتخرج كتابها الذى يضم حكايات هؤلاء الخادمات. فى هذا الفيلم تجد إخراجا متميزا يستطيع التحكم فى أداء جميع الممثلين بلا إستثناء ......... تجد سيناريو قوى عميق وكل حدث له سبب ونتيجة وتتابع الأحداث جيد بالرغم من بعض الملل نتيجة بطء الأحداث ...... تجد ديكورات رائعة وأزياء تناسب عام 1950 ....... تجد بعض الكوميديا المتمثلة فى الخادمة مينى ...... تجد واقعية مطلقة لنهاية الفيلم ...... تجد الموسيقى لاعبه دورا هاما فى إيصال المشاعر الداخلية للأبطال ..... تجد قيمة ومضمون يؤكد بشاعة تلك التفرقة ويؤكد على خوض الولايات المتحدة شوطا كبيرا للوصول لحالة الحرية والديمقراطية التى تعيشها الآن


توليفة درامية بنكهة اجتماعية

يعتبر فيلم (The Help) نوع من السينما الاجتماعية الجادة التي تحاول أن تحلل وتحاكي الواقع وتسرد إحساس التغيير في الطبقات، والعلاقات الاجتماعية المختلفة خلال فترة زمنية معينة 1950، وذلك حيث الصحفية سكيتر فيلان (ايما ستون) التي تقرر أن تكتب تقريرا صحفيا عن كيفية معاملة الخادمات من الزنوج، والتغلغل في الحياة الشخصية لكل منهن لتقديم صورة واقعية عما يحدث لهن من انتهاكات وعنصرية. وقد قدم الفيلم مناقشة فنية جيدة لا يستحقها إلا عمل فني حقيقي ومحترم ولم تكن هناك أي سطحية في عرض تلك الحقائق، وكان هناك...اقرأ المزيد خطان رئيسيان للبناء الدرامي اعتمد الخط الأول على رؤية هؤلاء الأشخاص المتمثلين في البيض والأثرياء ومعاملتهم للخدم من السود (الزنوج) والحياة الواقعية السياسية وتوثيق ما حدث لهؤلاء الزنوج من عنصرية وكيف استطاعوا أن يحطموا تلك القيود،، وتمثل الخط الثاني في عرض حياة هؤلاء الأثرياء وإلى ماذا أدى اعتمادهم الشديد على الخادمات في تربية أبنائهم وقد أدهشني كثيرا أسلوب الممثلة (فيولا ديفيس) والتي قدمت دور الخادمة أبيلين كلارك وكيف استطاعت أن تصمد أمام كل ما يحدث لها واستمدت شجاعتها وقوتها من الأحداث المؤلمة التي مرت بها وشاركتها في هذا الأسلوب المميز الممثلة (اوكتافيا سبنسر) ودور الخادمة ميني والتي لم تقف مكتوفة الأيدي وقررت أن تأخذ حقها بنفسها بأن تضع غائطها في طعام سيدتها لتجبرها على احترامها وكنوع من العقاب على ما أقدمت عليه في حقها. الفيلم عبارة عن توليفة من الدراما والتراجيديا التي تجعلك تبكي وتفرح وتحزن وتغضب في آن واحد ولا يقل قيمة أو شجاعة عن العديد من الأعمال التي ناقشت مشكلة الزنوج والعنصرية.