أراء حرة: فيلم - Journey 2: The Mysterious Island - 2012


رحلة فشنك من العيار الثقيل

طبقا لنظرية عكس الجينات التي تبناها الفيلم، فهنا ستجد الأفيال في حجم القطط، والنحل يستقل كالطائرة الشراعية، والسحالي أشبه بالديناصورات، وطيور الزينة في ضخامة طائر الرخ الأسطوري، وعلى الرغم من كل ذلك إلا أن الفيلم لم ترقى قصته لتماثل قصة فيلم أسطوري، فكل ما اعتمد عليه هو بعض الخدع البصرية الرخيصة، إلى جانب بعض المرح والفكاهة، التي انطلقت من المبدع (لويس جوزمان) و(دواين جانسون) الذي أراه متألقا أكثر بأفلام الأكشن. حتى بداية الفيلم والتي تعد أهم جزء فيه جاءت ضعيفة للغاية فالذهاب لجزيرة مفقودة، تكاد...اقرأ المزيد تكون أسطورية، دوما ما يصعب فك شفرة الوصول إليها أو لخريطتها وإحداثياتها، إلا أنك هنا تجد كل شئ سهل وميسر كما لو أنك متجه إلى ميدان التحرير، وأي طريق تسلكه سيصل بك إليه، بات ذلك واضحا عندما تلقى (شون) رسالة مشفرة بالروسية من مصدر مجهول، وبعد بضع ثواني يتمكن زوج والدته (هانك) منها وبكل سهولة يكشف له أنها تحمل كلمة (أنها حقيقية)، ومن هنا يسرع شون إلى مراجعه كي يكتشف موقع الجزيرة المفقودة، وكالعادة يتمكن (هانك) من كشف مكانها وإحداثياتها بكل يسر عن طريق قطع 3 خرائط من 3 كتب مختلفة ووضعهم فوق بعضهم، ومن هنا تبدأ رحلتهما التي يرافقهما فيها (جاباتو) وابنته (كيلاني) بعد استئجار طائرتهما الهليكوبتر التي تتحطم بعد تعرضها لإعصار مدمر وبمحض الصدفة تسقط الطائرة فوق الجزيرة المفقودة، ومن هنا يبدأ الجميع في اكتشاف الجزيرة والعثور على جد شون المفقود منذ عامين والذي يظن (شون) أنه من بعث له تلك الرسالة المشفرة. ناهيك عن تلك القصة المتواضعة والخدع البصرية الغير مقنعة بالمرة، فهناك العديد من النقاط التي تؤخذ على المخرج (براد بيستون) أولها أن فيلمه الأسطوري فقير من المطاردات بين أبطاله والمخلوقات الغريبة وهو الأمر الغير مقبول بالمرة، والأغرب من ذلك عندما تشاهد جذع شجرة صغير يقتل سحلية ضخمة، تكاد تكون يدها فقط ضعف حجم ذلك الجذع. كذلك صعود قارة "اطلانتس" إلى سطح الماء مجددا شئ غير مقبول، حتى بعد تفسيرهم الغير منطقي بالفيلم، فالمحيط لا يتقلب قاعه مع سطحه كالرمال المتحركة كي يلفظ بتلك القارة من قاعه إلى سطحه مرة أخرى مهما مر الزمان. أيضا مبالغ جدا في ظهور سمكة الثعبان الكهربائي وهي مكتظة بالشحنات الكهربائية وكأنه ماس كهربائي أو رعد يدوي بالمكان، كما أن أقصى شحنة كهربائية لتلك السمكة قد تصل إلى 600 فولت وليس 1000 كما ظهر بالفيلم من أجل تنشيط بطارية الغواصة. الأسوأ من ذلك قوة قذف (هانك) للرمح المتصل بالغواصة أسفل الماء، ظهر وكأنه صادر من بندقية صيد وليس يد بشرية، مما يزيد من إصرار المخرج على خرق كل ما هو طبيعي لكن بطريقة ساذجة غير مقبولة. نهاية أرى أن الميزة الوحيدة بالفيلم هي أفشات الموهوب (لويس جوزمان) فيما عدا ذلك لن تجد متعة أثناء متابعتك لأحداث الفيلم.