أراء حرة: فيلم - فوتوكوبي - 2017


فوتوكوبي .. حدوتة صادقة

شئ جميل جدا انك تِكَون سقف توقعات عالي لفيلم قبل مشاهدته و لما تتفرج عليه يوصل تقريبا للسقف و اوقات ممكن يكون تخطاه كمان . دخلت فيلم فوتوكوبي الذي اعتبره افضل فيلم مصري تم انتاجه في عام 2017 و انا في مراحل متطورة من الاكتئاب و الازدحام الفكري و حالة انعدام للتركيز في اي شئ حولي .. دخلت املا ان الاقي بعض المشاعر او لحظات تزيح من على صدري جبلا من اللاشعورية و البلاهة .. ثم اصابني الاحباط عندما مرت ربع ساعة من الفيلم دون ان اجد حلقة وصل بيني و بينه ادت الى انشغالي برسائل الماسنجر في هاتفي .....اقرأ المزيد حتى جاء ذلك المشهد الذي كسر ذلك الجبل و لمس جزئا مني بشكل شخصي .. جزء صدمت ان احدا قد فهمه و حوله الى مشهد سينمائي . عشان كدة ده مش نقد بشكل كامل او تقييم لمقومات الفيلم بالمعنى الحرفي دي كتابات او خواطر عن مشاعر و احاسيس بتبين قد ايه الفن يقدر يغير اي حاجة وبرضوا بتبين ان السينما قبل ما تكون حرفة تقنية او سيناريو متقن او حوار متسبك فهي لن تساوي شيئا دام كل هذه الاشياء تفتقد الى الصدق في جوهرها .. عشان كده انا شايف ان الفن بشكل عام حدوتة او قصة .. استفزت صاحبها او صانعها فقرر يحولها بصدق لشكل فني ايا كان ايه .. و ده تقريبا فوتوكوبي . بعد مقدمة اعتذر ان كانت طويلة نسبيا .. نخش في الجد : فيلم فوتوكوبي بيقدم سينما معقدة جدا و تعقيدها بيكمن انه في غاية الانسيابية و البساطة .. بداية من الحوار السلس المتأثر بروح و كلاسيكية الخمسينات و الستينات عن قصد .. و السيناريو صاحب الوتيرة المتقنة نسبيا و تقديم لحظات ذكية اخراجيآ و الموسيقى التصويرية العذبة .. حتى نصل الى التمثيل الصادق و المرعب في سلاسته من جميع الممثيلن في الفيلم . سيناريو جيد جدا و كان محافظ على وتيرة و اسلوب سرد كلاسيكي اتقدم بشكل متطور او حديث بدون اي تعقيدات او افتكاسات فنية .. كانها حدوتة بتتحكي و تقريبا انت عارف نهايتها بس انت مصمم و ماشي في الاحداث مع شخصيتها و عايز تسمعها و تشوفها برضوا .. و حوار بسيط و ملهم في رقته و جماله .. و جارح في لحظاته العنيفة . اخراج ممتاز من تامر عشري .. عندي مشكلة مع الكادرات في الفيلم ده او التصوير عموما اللي مكنش مريح بالنسبالي و اللي للاسف عقلي مقدرش يفهم وجهة النظر الفنية من كدة ان وجد يعني و شايف ان المشهد اللي في مؤثرات بصرية معمول كويس جدا و بحرفية و اتقان هايلين بس مش مناسب للحالة العامة للفيلم .. بس لما جيت فكرت شوية افتكرت جملة اتقالتلي و انا مؤمن بيها جدا " المخرج مش اللي ياخد اكتر من كادر للمشهد و يعتمد على مدير تصوير و مونتير بيلون المشاهد عشان يطلعوله صورة حلوة .. المخرج اللي يغلط في تكوين الكادرات بس يعرف يحكي الحدوتة و يوصل وجهة نظره و حالة المشهد ليك زي ما هو عايز " بعدها قررت ان تامر عشري امتياز مع مرتبة الشرف . موسيقى ليال وطفة رقيقة زي علاقة محمود فوتوكوبي بالست صفية و بتتكلم معاهم و بتفرح معاهم و بتزعل معاهم .. موسيقى صادقة زي ما كل حاجة في الفيلم صادقة . اداء تمثيلي مبهر من الجميع بدون اي استثناء او تحفظ على اي حد .. محمود حميدة بالنسبالي بيقدم وجه مختلف ليه بعد تكرار ممل في ادائة الحقيقة في قدرات تمثيلية لحميدة انا اول مرة اشوفها .. شيرين رضا و جمال روحها على الشاشة و بساطة احلامها .. احمد داش اللي هلكني من الضحك في اوقات كتير و اللي بيقدم تاني افضل دور مساعد في السنة بعد مالك في الشيخ جاكسون .. علي الطيب اللي لسة بيأكد انه ممثل كويس جدا بس يشتغل تحت ايد حد فاهم .. بيومي فؤاد اللي نجح انه يكرهني فيه و اللي اخيرا اتحط في قالب غير الكوميدي .. ظهور جميل و خفيف لعايدة الكاشف و محمد قلبظ .. و عودة موفقة لفرح يوسف . و رغم كل الرأي الطويل ده الا اني مكنتش مهتم بكل ده .. فوتوكوبي فيلم للانسان فيلم بيلمس فيك حاجة شخصية من جواك .. فيلم بيحسسك ان السينما دي مكان جميل قوي .. انا شخصيا كنت حزين اني مقدرتش اتفاعل في مشاهد كتير كنت حاسس اني فاقد جزء من الاحساس او الانسانية .. ممكن جدا اكون ببالغ و ان الرأي ده كلو يكون مبني على مجرد مشاعر شخصية الفيلم خلاني احس بيها .. بس هو مين قال اني قولت غير كده ؟ و هتفظل لحظة قميئة لما اضطريت اخرج تاني للعالم اللي برة بحجة تنظيف الصالة و ان العرض خلص .


قصة حب فريدة من نوعها,و فيلم فريد من نوعه

قصة حب فريدة من نوعها,و فيلم فريد من نوعه. فوتوكوبي فيلم على قدر بساطته فهو حمال المعاني ,عندما يعيد لنا الحب لذة الحياة بعد أن نوشك على فقدانها فيزرع فينا الامل من جديد ويحي أحاسيسا إعتقدنا أنها لن تعود أبدا. عندما يصبح التقدم في السن عائقا وحاجزا امام السعادة و الإستمتاع بملذات الحياة ...فينظر إلى هذا المتقدم في السن نظرة عنصرية من شريحة كبيرة من المجتمع فيحرم من أدق تفاصيل الحياة و يصبح مقييدا وعاجزا عن عيش حياته بالشكل الذي يحلو له ليصبح سجينا لكلمة " عيب " " احنا كبرنا عالكلام...اقرأ المزيد ده". لبأتي الحب فيكسر كل هذه القيود و يفتح باب الأمل و السعادة من جديد . قصة حب الاستاذ محمود و الست صفية قصة تحدي .. تحدي للذات ولأعراف المجتمع الذي حول الشخص المتقدم في إلى كائن "يأكل القوت وينتظر الموت ".تحظر الرمزية بشكل بارز في الفيلم من خلال قصة إنقراض الديناصورات التي ما هي إلا إسقاط مباشر على شخص الاستاذ محمود الذي يدرك أنه سينقرض يوما ما دون أن يترك أثرا لعدم إنجابه أطفالا. فالفيلم هو عبارة عن طاقة إيجابية تعيد لنا الأمل في الحياة و في السعادة والحب من جديد.