أراء حرة: مسلسل - أبو عمر المصري - 2018


أبو عمر المصري ما بين الحقيقة والأسطورة

مثل كل الأساطير، والحكايات المورثة القديمة، وفي ظل الظلم والقهر والقمع الذي لا سبيل من نهايته؛ يأتي دائما فارس من الظلام يٌقهر ما لا يقًهر، يحمي الضعفاء، ويخلص المظلومين وينصرهم على أمرهم. *** وهكذا كان أبو عمر المصري، أو فخر الدين الذي انطلق من بين السريات، ليصبح ذلك القاهر والفارس الناصر للمظلومين والغلابة، فعن ثلاث روايات ل عز الدين شكري فشير، واللاتي صدرن تحت اسم (مقتل فخر الدين) و(أبو عمر المصري)، و(غرفة العناية المركزة) كتبت المؤلفة م...اقرأ المزيدريم نعوم المعالجة الدرامية والسيناريو للمسلسل الدرامي المثير للجدل أبو عمر المصري، ومن إخراج أحمد خالد موسى، الذي اعتاد أن يقدم قصص درامية شائكة تحمل طابع التشويق والإثارة. ومن بطولة النجم أحمد عز، عائدا للدراما التلفزيونية بعد غياب أكثر من أربعة أعوام، ومنذ مسلسله الإكسلانس. قد تكون فكرة المسلسل نمطية إلى حد كبير، مثلما ذكرنا سابقا حيث الفارس الذي يُدافع عن المظلومين، الذي يحاول دائما أن يكون نصير لهم، وتحوله إلى إرهابي بعد أن يجد نفسه مقهورا هو الأخر، ولكن هنا يختلف العمل عن الأعمال الأخرى التي تناولت تلك الفكرة وخاصة تكوين التنظيمات الإرهابية، من حيث أنه قام وبشكل أساسي على قصة حقيقة، ولا يمنع ذلك من أن يقوم الكاتب (فشير) بإضافة بعض الأحداث والأشخاص إلى القصة، وللأهمية فقد ركز المؤلف على جزء هام من القصة وخاصة مرحلة تكوين الإرهابي، والأسباب الاجتماعية والعقائد التي يؤمن بها وكانت سببا في اعتناقه لتلك الأفكار في البداية، ومع تعرضه للظلم هو الأخر وتحوله إلى شخص إرهابي، ينضم إلى جماعة إرهابية "داعش"، هو ما يجعلنا نتفق على أن هناك دماء جديدة سببا في تميز العمل عن غيره من الأعمال الدرامية التي تناولت نفس القصة من قبل. وبالرغم من كم الأخطاء التي ظهرت ببعض حلقات المسلسل، والتي كانت سببا في ضعف الإخراج والتنفيذ، إلا أن تنفيذ المسلسل بهذا الشكل يعتبر علامة فارقة ضمن مسلسلات رمضان 2018، والتي عٌرضت في نفس الفترة الزمنية.، ويجب هنا أن نذكر أن فكرة التطرف الإرهابي والأحداث الإرهابية لا تتعدى 10% من أحداث المسلسل، بل أن أغلبه يدور حول قصة اجتماعية رومانسية بين حبيب يبحث عن ابنه. أيضا الأداء التمثيلي وخاصة النجم أحمد عز الذي انفرد بأداء خاص في مساحة الدور الذي رسم له، واستطاع أن يشد انتباه العديد من مشاهدي المسلسل بمجموعة من التعبيرات التي ناسبت الأحداث وتطوراتها بشكل كبير، وكذلك شخصية الممثلة أروى جودة والتي قدمت دور المحامية شيرين حبيبة فخر الدين أو أبو عمر المصري


طريق العودة ام طريق الذهاب بلا عودة؟

تابعت على مدار شهر مضى إعادة عرض لمسلسل "ابو عمر المصرى" و لعل ما دفعنى للعودة إلى متابعة الاعمال الدرامية بعد إنقطاع لسنوات هى الاسماء البارزة المشاركة فى العمل و خاصة الكاتبة المتميزة "مريم نعوم". و جذبتنى الحلقات الاولى للأستمرار فى المتابعة و خاصة أن الاحداث كانت تدور فى زمن مضى وهذا النوع من الاعمال يثير فضولى نظرا لما تحتويه من تحدى للمخرج و كل طاقم العمل لنقل المشاهد إلى هذا الزمن بمهارة فى اختيار الديكور و الملابس و غيرهم. تدور الاحداث حول المحامى"فخر" والذى تربى يتيما فى بيت عمه ثم...اقرأ المزيد انتقل إلى بيت خالته للإلتحاق بالجامعة. و من المشاهد الاولى فى حياته نرى أنه قد تعرض لظلم من عنه بعد استيلاءه على إرثه من أبيه. وبسبب إحساسه الدائم بالظلم يقرر ان يجند حياته للدفاع عن المظلومين حتى لو اضطره هذا أن يضحى بحب عمره "شيرين". فبعد ان تسند له قضية لرجل أعمال مشهور"سمير العبد" يقرر "فخر" أن ينصر ضميره المهنى على مستقبله فيختار ان يقف بصف خصوم موكله مما يجعله يخسر قضيته فى المحكمة و يطرد من النقابة على أثر هذه المرافعة.. و من هنا يقرر "العبد" الإنتقام من "فخر" و تتوالى الأحداث.. و على الرغم من قوة نسيج المسلسل و روعة الحوار فى معظم المشاهد و خاصة الحوار بين "فخر" و اصدقائه او بينه و بين "العبد" و التى تكشف عن جوانب مهمة فى الشخصية الرئيسية بالمسلسل إلا أننى لم ارى طوال الحلقات و حتى المشهد الأخير بُعد نفسى واضح او دوافع قوية لدى "فخر" للانتقام. فلو فرضنا انه تعرض للظلم على يد عمه فلما لم يحاول و لم نرى حتى انه حاول ان يسترد حقه بالقانون؟ وإذا كانت حبيبته هى مبلغ آماله و طموحاته فلما لم يدخر وسعا للحفاظ عليها بل و الأحرى أنه تخلى عنها مرة بعد اخرى حتى فقدت الامل فى الحياة و أستسلمت للموت؟ إن شخصية "فخر" كما اراها ليست الا انه شخص ذو نفسية ضعيفة و مهزومة..يلجأ للهروب من مشاكله بإدعاء المثالية وإلقاء اللوم على الآخرين دوما و لكنه فى الحقيقة خسر معاركه الخاصة فى الحياة لذا قرر ان ينتقم من الجميع و اولهم نفسه. و ذاك النوع من الشخصيات الانهزامية هى بالفعل الاقرب للإستقطاب من جانب المجموعات المتطرفة لذا كنت اتوقع ان يتم التركيز على هذا الجانب بصورة اكبر. إن "فخر" من وجهة نظرى ليس شخصا ظلمته الحياة فقرر رفع الظلم عن غيره بل هو شخص جرفته نزعته الإنتقامية لهذا الطريق فكان مصيره هو المصير المحتوم لكل من يسلك هذا الطريق. إصراره على الخطأ رغم تحذيرات من حوله و اولهم صديقه "ناصر" ماهى إلا تأكيد على أنه لا يرى سوى نفسه ولا يستمع إلا لصوته مما جعله يخسر معاركه فى الحياة و على الرغم من تحفظى على بعض العبارات التى وردت فى الحوار بين "فخر" و "هند" و هى تبرر له القتل و كانه شئ عادى نمارسه يوميا دون ان يطرف لنا جفن إلا أن مشهد النهاية قد نفى كل ذلك و نصيحته لابنه بألا يسلك طريقه تدل على ندمه نوعا ما..و لكننى كنت اتمنى ان يكون المشهد اكثر تاثيرا و الحوار اشد وقعا فى الاذهان عما ظهر بالمسلسل. فالإنتقام عامة و القتل بشكل خاص مرفوضون كل الرفض فى كل الاديان و الأعراف و كما يقول الحكماء"إذا أردت الانتقام فاحفر مقبرتين...احدهما لك". و بالنسبة لنجوم هذا العمل الرائع فلنلقى الضوء عليهم فى إيجاز: أحمد عز:تطور واضح فى الاداء مقارنة باعماله التليفزيونية السابقة.تلقائيته فى بعض جمل الحوار جعلتنا نشك انها اصلا موجودة بالسيناريو. اروى جودة: وجه جميل و مريح على الشاشة. إنفعالاتها رائعة سواء فى الحزن او السعادة او الحب. نظرة الياس فى عينها بعد كلام زوجها أثناء الولادة تستحق عليها تصفيق حاد. محمد سلام: مفاجاة العمل. دور رائع كشف قدرات جديد لسلام بعيدا عن الكوميديا. منذرياحنة: دور ليس جديد عليه لا يضيف لرصيده ولكن لا ينقص منه أيضا. عارفة عبد الرسول : ابدعت فى تمثيل دور الام الثكلى المتماسكة رغم احزانها تجعلك تشعر و كأنها والدتك او جدتك. فتحى عبد الوهاب: لا يمكن وصفه إلا بكلمة واحدة...مبدع.. محمد جمعة: لا اعتقد انه يقوم بالتمثيل اصلا .. اداءه يمكن ان نطلق عليه السهل الممتنع. متألق كالعادة. و فى النهاية لا يمكن الا ان نشكر المخرج على هذا العمل الرائع بالرغم من بعض الاخطاء الواضحة و لكن جودة المشاهد فى الصحراء و خاصة التى كانت فى الظلام تغفر له اى شئ بالإضافة إلى مشاهد القتل و التى ظهرت بدون نقطة دم واحدة.. إجمالى التقييم (7/10)