أراء حرة: فيلم - Dogman - 2018


حديث عن أحد مَشاهِد الفيلم...

عن "دوجمان".. تحذير بالحرق مشهد السجن.. المشهد ده أعتبره أهم مشهد في الفيلم لسبب بسيط: هوا أكتر مشهد بنعرف فيه "مارشيلو" على حق.. وحكاية فيلم "دوجمان" بتدور كاملًا عن هذه الشخصية. المشهد أعتبره زي "بلوت تويست" كده في الأحداث، لأني كنت راسم صورة مُعيّنة لطبيعة علاقة مارشيلو بـ"سيموني" إنها علاقة تحكُّم وسيطرة. الأمور تغيرت تمامًا في ذهني بعد المشهد ده، مارشيلو مش هذا الشخص اللي بيُستَغل وبيُستَخدَم، بل يمكن القول إن الحاجات اللي شارك فيها كانت بمزاجه الشخصي (وإن كان فيه جزء منها...اقرأ المزيد بالإكراه). موقف رفض الإبلاغ عن السارق من "مارشيلو" متوقعتوش.. لأن مارشيلو ظاهر دايمًا لينا في الصورة على إنه ضعيف الشخصية، هزيل الجسد، نحيف، مش هوا اللي ممكن يضحي بنفسه ويدخل السجن في سبيل أحد أصدقاءه. لو فيه حاجة واحدة المشهد ده بيقولها، فهوّا إن مارشيلو شخص "وفي" إلى أقصى حد، لدرجة إني بتخيّل إن الفيلم ده ممكن أوصفه لحد إنه فيلم عن الوفاء! تشعر إن مارشيلو، وعلى مدار أيام حياته اللي عاش فيها وسط الكلاب اللي بيعتبرهم أفضل أصدقاء لُه.. تشعر إنه امتص أو اتعدى من الصفة الأشهر اللي الكلاب بتتوصف بيها. في اللحظات الأولى لمشهد دخوله السجن شايل ملابسه وبطانيته، الأفكار بتتضارب في ذهني: "ازاي شخص زي مارشيلو يسلُك تصرف أحمق زي ده؟". والنصف الثاني من الفيلم أصبح مثير أكتر بالنسبالي لأنه دفعني دفعًا إني أفكّر في طبيعة شخصية "مارشيلو": هل هوّا فعلًا شخص أحمق؟ ولا الوفاء عنده هوّا اللي رقم واحد؟ وإذا كان كذلك: إلى أي مدى هيوصل وفاءه؟ . . مشهد السجن ده تحس فيه من ملامح "إدوارد بيسي"، إن "مارشيلو" كأنه ولد عنده ۸ سنوات لسه داخل المدرسة أول يوم.. وهيسيب أمه للمرة الأولى في حياته! وعلى وشك إنه يعيّط زي العيّال الصغيرة! . . وفاءه ده باين جدًا في المشهد الأخير للفيلم لما مارشيلو بيمشي شايل على ضهره جثة "سيموني" اللي تحس إنه مشهد أسطوري لشخص القدر اختاره عشان ينقذ مدينته/مجتمعه. هوّا في المشهد ده برضو بشكلٍ ما "وفي" لأصدقاءه في محيط محله؛ صحيح هوّا خلاهم كلهم يعتبروه منافق لما أصرّ على "وفاءه" ده لسيموني في إنه ميتكلمش عنه للشرطة، لكنه في النهاية فَتَك بيه، وأنهى مشكلة جثيمة عند كل الناس (بلطجي محدّش عارف يوقّفه).. ولو إن في احتمال إن مارشيلو يكون قام بالصمت خوفًا مش وفاءًا لصديقه، أو احتمال تاني أضعف إنه مجرد "عايز الفلوس" لابنته. بس لأ، محدش هيدخل السجن ويعيش سنة كاملة مع مجموعة من المجرمين على إنه ياخد كام بونيه -تانيـة!- من صديقه الشرس ذو البنية الضخمة. برضو المشهد الرائع قبل كده لدخوله البيت لإنقاذ كلب الشيواوا الصغير بيقول كتير عن وفاءه للكلاب كلها.. وإن مارشيلو مش مجرد "شخص بيحب الكلاب وجعه إن حد فيهم هيموت"، بل الموضوع عنده أكتر من كده. لذلك، مارشيلو شخص أعتقد لو حد قابله في الحياة سهل جدًا يصاحبه، لأنه من نوع الأشخاص اللي يبانوا في ملامحهم إنهم قريبين من القلب، ومن جوّاه هوا كذلك أيضًا. ** "دوجمان" فيلم مزّجني الحقيقة، حبيته أكتر من أفلام كتيـر السنادي. مشهد السجن.. مش عارف إزاي بعد ما خلصت الفيلم مخدتش بالي من إني لو كنت تأملت البوستر شوية، كان المشهد الأخير اتحرق عليّا!