''الفن مرآة الشعوب'' ...... مَن كسر مرآة مصر؟

  • مقال
  • 01:56 مساءً - 20 يناير 2012
  • 1 صورة



شعبان عبدالرحيم، أحد علامات الفن الشعبي الجديد

"الفن مرآة الشعوب" أي عندما تريد قياس المستوى الحضاري لشعب فعليك أن تتابع الفن الذي يقدمه، والحمدلله مرآتنا لا يختلف كثيراً وجهها عن ظهرها، ولان وظيفة الفن هي الارتقاء بالذوق العام، يكفيك أن تركب "ميكروباصاً" خط السلام رمسيس لتستمع إلى الأغاني التي تدور فيه، لتدرك موت الذوق العام وتتمتم في سرك "الله يرحمه كان عزيز علينا".
والفن المقصود في هذا المقال يشمل السينما الموسيقى والفنون التشكيلية والرقص والمسرح إلخ إلخ.
الموسيقى غذاء الروح تحولت لنوعين لا ثالث لهما، الول "فاست فوود" ساندوتش تيك - تضربه في السريع -و مسروقة من موسيقى تركي واسباني ويوناني، وكأننا لا نجيد حتى صناعة الساندوتشات، أما النوع التاني فهو الغذاء الملوث أو ما يطلق عليه الغناءالشعبي، فبعد أحمد عدوية وسواح أصبحنا نسمع المرجيحة وبحبك يا حمار، هذا طبعاً غير أغنية الموسم وكل موسم "وشربت حجرين عالشيشة".
أما المسرح فالبقاء لله، لم يتبق منه سوى نفسين لكتابة وصيته، أما الرقص ففي احسن حالاته عندما يكون الرقص على السلم فقط.
أما السينما صاحبة مفهوم السينما النظيفة التي يطلق عليها عالمياً أقل من 13 عام، أي تقدم لاطفال لم يصلوا بعض لمرحلة البلوغ، أي أن منتجينا وصناع أفلامنا قرروا فجأة أن الشعب المصري بأكمله لم يصل لمرحلة البلوغ وعليهم أن يعاملوه معاملة أطفال، ومن تمرد منهم على هذا وقرر تقديم سينما أخرى، قدم لنا عرياً غير مبرر وكأنه تاجر للرقيق الأبيض - اللهم إلا حالات قليلة مبهرة -، وقبل أن تهاجمني عزيزي القارىء أريد أن أطرح عليك سؤالا أيهما أفضل فنيا فيلم " الكرنك" أم فيلم " صرخة نملة" وكلاهما سياسي، فيلم " حبيبي دائماً" ، أم فيلم " أبو علي" وكلاهما فيلم رومانسي، أفلام شادية و سعاد حسني، و نادية لطفي و عمر الشريف و فاتن حمامة، أم أفلام جيل السينما النظيفة؟
حال الفنون كان يشير إلى أننا شعب على وشك الثورة بعد الوصول إلى مرحلة الحضيض،فهل كان هذا مقصوداً ومدروساً، أم أنه نتاج المرحلة والنظام السابق؟
الحقيقة أن الهبوط بالذوق العام حلم من أحلام اي ديكتاتور، قتل الابداع يجعله اقرب لكرسيه دايما، وقبضته تسيطر على كل البلد، وهذا مرتبط أيضاً بمستوى التعليم، واتاحة الفرص للموهوبين.
التعليم في بلادنا والحمد لله أفضل من أذكى مخبر ، لا تعبر منه موهبة سليمة بعد المرحلة الابتدائية، وعكس هذا معجزة الهية من رحمة ربنا بمصر، ولهذا على ما أعتقد أن دور النظام لم يكن مباشراً في استخدام الفن لتغييب عقول الناس، فقط حارب الإبداع، واتاح الفرصة لانصاف الموهوبين، وبعض الجهلة والمدعين اللذين يسبحون بحمده، وترك الباقي على الازمة الاقتصادية اللي هو طبعا السبب الرئيسي فيها.
والحقيقة ان تأثير الفن في هذه المرحلة أسوء كثيراً من تأثير المخدرات، وإن استمر الحال على ما هو عليه سنسمع قريباً عن الفن البلدي والفن المغربي والفن اللبناني والفن الأفغاني
ولا عزاء للفن.



تعليقات