Game of Thrones (الحلقة الأخيرة): نهايات مفتوحة في كل مكان!

  • مقال
  • 07:38 مساءً - 17 يونيو 2015
  • 8 صور



صورة 1 / 8:
الكاليسي ودروجون
صورة 2 / 8:
الماونتن
صورة 3 / 8:
سانسا ستارك وثيون جريجوي
صورة 4 / 8:
تايرون لانيستر وجورا مورمونت وداريو ناهاريس
صورة 5 / 8:
جاكين هجار وآريا ستارك
صورة 6 / 8:
ستانيس باراثيون
صورة 7 / 8:
سيرسي لانيستر
صورة 8 / 8:
جون سنو

(تحذير: المقال يحتوي على حرق لأحداث الحلقة)

في الحلقة الأخيرة من الموسم الخامس من لعبة العروش بعنوان (رحمة الأم)، سوف تجد كل شيء حرفيا! كل الخطوط الدرامية موجودة معنا، مقتل ست شخصيات، عودة شخصيات غائبة، نهايات مفتوحة في كل مكان تقريبا، وهذا الأمر الأخير ذكرني بما فعله بنا ديفيد لينش في آخر حلقات الموسم الثاني والأخير من مسلسل الجريمة والغموض Twin Peaks، عندما ترك كل الشخصيات الرئيسية للمسلسل معلقة في حدث ما بنهاية مفتوحة خالية من أي كشف أو تفسير، وذلك عندا مع شركة الإنتاج التي ألغت المسلسل حينذاك، وبالمناسبة المسلسل عائد في موسم ثالث العام القادم بعد غياب 25 عاما. لكن حمدا لله أن مسلسل لعبة العروش مستمر معنا إلى النهاية، وإلا أُصبنا جميعا بالخبال جراء ما حدث في هذه الحلقة الرهيبة. رغم تحفظي على ما حدث في نهاية الحلقة، إلا أنه لا يسعني القول سوى أنها حلقة قوية وربما عظيمة، وهي من وجهة نظري ثاني أفضل حلقات الموسم الخامس بعد الحلقة الثامنة التي حدثت فيها مذبحة هاردهوم.

صدرت الحلقة الأخيرة بعنوان (رحمة الأم)، وهي ما طلبتها سيرسي من العصفور الأكبر كي تتمكن من الاعتراف بذنوبها والخروج من السجن. (الأم) في عقيدة الممالك السبعة تمثل الرحمة والسلام والخصوبة والولادة، وهي أحد الجوانب أو الركائز أو الوجوه السبعة لإله السبع أو الإله ذي الوجوه السبعة أو الإله الجديد، وهو ما يطلق عليه البعض الآلهة السبعة الجديدة ظنا منهم أن كل وجه يمثل إلها مستقلا بذاته، إلا أنه إله واحد فقط ذو سبعة وجوه هي الأب والأم والعذراء والشمطاء والمحارب والحداد والغريب.

كينجز لاندينج:

بعد مقاومة وكبر شديدين من سيرسي لانيستر، أخيرا تقبل أن تعترف بخطيئتها طلبا لرحمة الأم كي تكفر عن ذنوبها وتخرج من السجن، إلا أن سيرسي تعترف فقط بارتكابها الزنا مع ابن عمها لانسيل لانيستر، وتنكر تماما علاقتها بأخيها جيمي. يوافق العصفور الأكبر على منحها الغفران على الذنب الذي اعترفت به وعودتها إلى قلعة (ريد كيب)، وذلك بعد إتمام عملية التكفير، ثم عقد محاكمة لها للنظر في باقي التهم الموجهة إليها. تكفير سيرسي استغرق ما يقرب من عشر دقائق على الشاشة، وهي مدة طويلة نسبيا، وما حدث فيها من ذل ومهانة لها يفوق قدرة الكلمات على الوصف، بل يكاد ينافس بشدة ما حدث في حق ثيون جريجوي من رامزي بولتون. اتفقنا أو اختلفنا، فما حدث قد ذهب بهيبة الملكة الأم إلى الأبد، وبلا رجعة.

ما هون الأمر قليلا على سيرسي عندما عبرت بوابة (ريد كيب) هو آخر المنضمين إلى حرس الملك، (الماونتن) بشحمه ولحمه! لقد استيقظتْ أخيرا الصاعقة التي كان يعد لها كايبيرن منذ مقتل الماونتن على يد أوبرين مارتيل، لقد عاد أقوى وأضخم رجل في ويستروس، عاد لينتقم لسيرسي من أعدائها... الجميع بلا استثناء. ما أتوقعه هو أن سيرسي ستطلب محاكمة بالقتال، ستختار هي الماونتن ضد أي مقاتل يختاره العصفور الأكبر.

ميرين:

بعد ما حدث من قتال وخيانة في حلبات القتال في ميرين وعودة أبناء هاربي إلى الساحة مرة أخرى بشكل أعنف؛ استقر من تبقى من مجلس الكاليسي على خروج جورا مورمونت بصحبة داريو ناهاريس للبحث عنها شمال ميرين، وبقاء تايرون لانيستر لإدارة شؤون المدينة بمعاونة جراي وورم وميساندي. المهمة ليست سهلة على الإطلاق على ذلك الثلاثي في ظل الفتنة والقتل اللذان تعاني المدينة منهما، لكن ربما تميل الكفة لصالحهم قليلا مع عودة اللورد فاريس أخيرا كما طالبت في مقالي السابق. الآن فقط يمكن أن نحكم ميرين بشكل لائق.

أما دانيريس تارجارين فقد انتهى بها الحال مع دروجون بعيدا جدا عن ميرين... في مكان ما بالقرب من البحر الدوثراكي، حيث يقطن هناك عشائر الدوثراكي المختلفة، وهو العرق الذي كان ينتمي له زوجها الأسبق كال دروجو. دروجون منهك القوى من أثر جراحه والطيران لمدة طويلة، ويرفض العودة بهما إلى ميرين أو حتى البحث عن طعام، تتركه دانيريس في محاولة بائسة لإيجاد مخرج من هذا الوضع الشائك؛ فإذا بفرسان يبدؤون في الخروج من كل مكان ويحاصرونها ويطوفون حولها في مشهد مهيب، عشيرة دوثراكي ضخمة وكاملة تحاصر الكاليسي وهي وحدها لا تقوى على فعل أي شيء. لقد كان حصار أبناء هاربي لها في حلبة القتال يبدو موقفا يائسا، ولولا تدخل دروجون لكانت نهاية الكاليسي بكل تأكيد، الآن دروجون ليس في حالته الطبيعية، وهي بعيدة عن ميرين وعن مجلسها وقواتها، إن هذا الحصار لأكثر يأسا بمراحل. ترى كيف ستخرج الكاليسي من هذا المأزق الذي لا تحسد عليه؟ وهل جورا وداريو سيصنعان فارقا مع هذا العدد الضخم؟!

دورن:

ربما يكون هو الخط الدرامي اﻷسوأ على اﻹطلاق منذ بداية المسلسل، أحداث سخيفة وساذجة وملفقة مشوبة بأداء تمثيلي سيء من (الساند سنيكس)، لكن على أية حال يمكن أن يكون تمهيدا لشيء ما جيد في الموسم القادم، وذلك بعد مقتل ميرسيلا باراثيون بسم (الوداع اﻷبدي) بين ذراعي خالها جيمي، جراء قبلة مميتة من إلاريا ساند قبل أن تصعد إلى السفينة الراحلة إلى كينجز لاندينج.

الوضع أصبح معقدا للغاية، فأمير دورن تريستان مارتيل معهم على متن السفينة، خطيبته قُتلت بيد واحده من مواطنيه، الطبيعي أن سيرسي ستذيقه ألوان العذاب قبل أن تقتله في النهاية، وربما تقوم حرب ضروس بين المملكتين، الحرب التي كان يخشاها ويتجنبها دوران مارتيل طوال الوقت.

وينترفيل:

يلقى ستانيس باراثيون ما يستحق جزاء تحريقه لابنته الوحيدة وأميرته شيرين، هرب أكثر من نصف جيشه، زوجته تشنق نفسها، تتركه مليساندر وترحل إلى السور ليقينها في هزيمته وأنه ليس الرجل المنشود، لا يتبقى مع الجيش ولو جوادا واحدا يركبه هو لقيادته، فيزحف نحو وينترفيل بجيشه على اﻷقدام، ليُهزم من رامزي بولتون هزيمة نكراء، ورامزي لا يأخذ أسرى ولا يترك أحدا حيا وراءه كما نعلم.

من حسن حظ ستانيس أن رامزي ليس هو من وجده، بل عثرت عليه بريين أوف تارث المتلهفة لنيل انتقامها منه جزاء قتله ﻷخيه رينلي باراثيون. تحكم بريين أوف تارث على ستانيس باﻹعدام بكل أناقة وكبرياء، وتنفذ الحكم بالفعل، لكننا لا نرى تأكيدا دامغا للأمر.

عودة أخرى تحدث بعدما طالت كثيرا، ألا وهي عودة ثيون جريجوي إلى رشده. أعتقد أن السبب في ذلك هو أن سانسا كانت ستتعرض لعذاب حقيقي أمامه ﻷول مرة، أضف إلى ذلك أن رامزي كان مشغولا في الحرب ضد ستانيس. يقتل ثيون ميراندا، ثم يقفز مع سانسا من أعلى سور وينترفيل إلى الثلج، وأيضا لا نعرف ما إن كانا قد نجيا من السقطة أم لا. في مناطق معينة تكون طبقات الثلج كبيرة وهشة ويمكن الغوص داخلها، هذا هو أملهما الوحيد في النجاة بلا شك، فلنستعد إذن إلى قافلة ثنائية جديدة في الموسم القادم من سانسا وثيون، خاصة أنها اﻵن تعلم أن شقيقيها بران وريكون ستارك على قيد الحياة، وتعلم أن أخاها جون سنو أصبح القائد اﻷعلى لـ (نايتس ووتش)؛ لذا أعتقد أنها ستتجه إلى السور كي تحتمي بأخيها هناك.

برافوس:

كما توقعنا تماما، تحل آريا مكان إحدى الفتيات الصغيرات اللاتي يطلبهن السير ميرين ترانت، وذلك كي تنال أول انتقام لها بيديها هي لا بيد غيرها، المفاجأة كانت هي استخدام آريا لأحد حيل الرجال المجهولين في التنكر كي لا يعرفها ميرين، ونجحت حيلتها بكل براعة.

السير ميرين كان على رأس قائمة انتقام آريا بسبب قتله لمعلمها سيريو فوريل، ورغم العنف الشديد الذي تمتع به مشهد قتل آريا لميرين، إلا أنه يعد أفضل مشاهد الحلقة على اﻹطلاق.

هكذا تكون آريا قد قتلت الشخص الخطأ، فكان من المفترض عليها أن تقتل (الرجل النحيل) لكنها لم تفعل وعصت أوامر جاكين هجار، وسرقت من اﻹله متعدد الوجوه. عقابها هو الموت، وللوهلة اﻷولى نظن أن جاكين ضحى بحياته كي تعيش هي، ثم يتبين إنها ليست سوى إحدى خدعه التي لا تنتهي. تخلع آريا الوجوه عن الجثة الممددة على اﻷرض، لتجد وجهها هي في النهاية، ثم تصاب بالعمى. يبدو أن جاكين علم مدى تمردها وصعوبة إخضاعها وتعليمها، لذا قرر أن يستخدم معها أسلوبا أكثر حزما وقسوة، إنها خطوة جديدة في حياة آريا كي تصبح من الرجال المجهولين.

السور:

بعد رحيل سام عن السور إلى السيتاديل كي يتعلم ويصبح ميستر، ويستطيع أن يقدم النصح واﻹرشاد إلى جون سنو في المستقبل بشكل أفضل من اﻵن، تحاك مؤامرة مميتة على جون سنو من قبل زملائه في (نايتس ووتش)، وعلى رأسهم الفتى الصغير أولي والسير أليسار ثورن.

يُطعن جون سنو ست طعنات في أماكن متفرقة، آخرها كانت من أولي في قلبه، ليخر على الثلج غارقا في دمائه. حسنا، هذا هو المشهد اﻷكثر إفجاعا لجمهور المسلسل منذ بدئه على اﻹطلاق، ولو أن جون سنو قد مات بالفعل، فلا يوجد أي شيء يمكن قوله، لذا ما سأتحدث عنه في السطور القادمة يتضمن تحليلا متواضعا ﻹمكانية رجوعه مرة أخرى في الموسم القادم.

لماذا أتوقع -أو باﻷحرى يتوقع الكثيرون- أن جون سنو يجب أن يعود؟ ﻷن الخط الدرامي الخاص به لم يكتمل بعد، حيث لا توجد شخصية أخرى يمكن أن تحل محله في السور أو في التعامل مع الهمج. وﻷننا لم نعرف من هي أم جون سنو بعد، وهو أمر مهم للغاية في الكتاب، بل ربما يكون متعلقا بنهاية القصة ككل. وﻷنه لم يتم التأكد من موت جون سنو قبل نزول التترات، نحن جمهور لعبة العروش لا نصدق موت أحد الشخصيات إلا إذا رأيناه يدفن أو يحرق بعد مماته. وﻷن هذه هي طريقة جورج مارتن في إنهاء الفصول بشكل مثير، حيث يقوم أحيانا بإيهامنا أن الشخصية قد ماتت في نهاية الفصل أو الجزء، لنجد أنها ما تزال حية بعدها، وذلك كما حدث -على سبيل المثال لا الحصر- مع تايرون لانيستر عندما غرق في البحر أثناء مواجهته للرجال اﻷحجار، ثم أنقذه جورا بعدها.

هناك أربع نظريات انتشرت على شبكة اﻹنترنت تتبنى عودة جون سنو للحياة في المسلسل في الموسم القادم، لكن في رأيي أن اﻷقرب في حدوثها هو إحياؤه مرة أخرى على يد مليساندر التي تعبد إله النور، وذلك كما عاد بيريك دونداريون إلى الحياة مرة أخرى على يد ثوروس بعد مقتله على يد (الهاوند) في الموسم الثالث ( link). ثوروس هو المعادل الذكوري لمليساندر، حيث يعبد إله النور هو اﻵخر.

لماذا استبعدت النظريات اﻷخرى؟ ﻷنه لم يتم اﻹعداد لها بشكل جيد في المسلسل بخلاف الكتاب، ولعودة مليساندر إلى السور بشكل متزامن مع مقتل جون سنو.

كيت هارينجتون (جون سنو) يؤكد عدم عودته إلى المسلسل مرة أخرى، ويؤكد أن منتجي المسلسل أخبروه أن شخصيته ماتت إلى اﻷبد وبلا رجعة، لكني أراهن على أن هناك خدعة ما في ذلك التصريح، تلاعب باﻷلفاظ أو مجرد إخفاء لحقيقة عودته ﻷجل مفاجأة الجمهور حينئذ. دع كل ذلك جانبا، بالفعل رحيل جون سنو سيضر بالمسلسل بشدة، ونحن لا نريد ذلك ولا هم، لذلك ما يزال هناك أمل كبير في عودته إلى المسلسل مرة أخرى.

عن الحلقة والموسم الخامس ككل:

الحلقة اﻷخيرة كانت دسمة للغاية، ومجمعة لكل الخيوط الدرامية ببراعة شديدة، هذا ما كنت أتحدث عنه منذ بداية الموسم، يجب أن تعرض كل الخيوط الدرامية في كل حلقة بشكل متوازن، لا أن تستبعد خطا أو اثنين لحلقة أو اثنتين أو موسم كامل، نعم يمكن أن تكون هناك استثناءات كالحلقة الثامنة من هذا الموسم أو التاسعة في الموسم السابق، لكن لا يجب أن يكون الاستبعاد هو القاعدة، هذه كانت أبرز مشاكل هذا الموسم.

أول مرة يتم اختتام موسم من مواسم المسلسل بنهايات مفتوحة لكل الشخصيات تقريبا، حيث لم يتأكد موت جون سنو أو ستانيس باراثيون، وتركنا الكاليسي وآريا وسانسا وثيون في مواقف لا يحسدون عليها. هذا يعني أننا سنرى افتتاحية موسم سادس عظيمة، وربما موسما عظيما أيضا قد يعوض المستوى المتوسط الذي خرج عليه الموسم الخامس.

نودع المسلسل لقرابة عشرة أشهر حتى عودة الموسم السادس في أبريل 2016، ونتمنى أن تعود معه الخطوط الدرامية التي غابت هذا الموسم، بران ستارك وريكون ستارك وثوروس وبيريك دونداريون. خاصة الشقيقين ستارك اللذين نفتقدهما بشدة.

للاطلاع على مراجعات باقي حلقات المسلسل... ( ادخل هنا).



تعليقات