زيارة السيد الرئيس  (1994) 

6.6
  • فيلم
  • مصر
  • 117 دقيقة
  • ﺗﻢ ﻋﺮﺿﻪ
    • مصري
    • الجمهور العام

تنتشر في القرية الصغيرة إشاعة أن القطار الذي يقل الرئيس وضيفه الرئيس الأمريكي سيتوقف عند القرية، فتتبدل أحوال القرية وتبدو على السطح أشكال الفساد والنفاق والدجل المختلفة.

  • دليل المنصات:



مشاهدة اونلاين (برعاية Yango Play)



المزيد

صور

  [2 صورتين]
المزيد

تفاصيل العمل

ملخص القصة:

تنتشر في القرية الصغيرة إشاعة أن القطار الذي يقل الرئيس وضيفه الرئيس الأمريكي سيتوقف عند القرية، فتتبدل أحوال القرية وتبدو على السطح أشكال الفساد والنفاق والدجل المختلفة.

المزيد

  • نوع العمل:
  • فيلم



  • التصنيف الرقابي:
    • مصري
    • الجمهور العام
    • تقييمنا
    • ﺑﺈﺷﺮاﻑ ﺑﺎﻟﻎ


  • بلد الإنتاج:
  • مصر

  • هل العمل ملون؟:
  • نعم


  • قصة الفيلم مأخوذة من رواية (يحدث في مصر الآن) للكاتب يوسف القعيد.

المزيد

أراء حرة

 [1 نقد]

زيارة السيد الرئيس... حين تصبح الكوميديا مرآة للذل الجماعي

في سينما التسعينات، كانت السياسة تمر أحيانا كغمزة، كرمز صغير لا يُغضب أحد، أو يمر بسلام في عيون الرقابة… لكن فيلم زيارة السيد الرئيس اختار طريقا أصعب. قرر يقول الحقيقة، ولكن بلغة ساخرة، تكاد تُضحكك من كثرة الألم. مبدائيا الفيلم مبني على قصة الكاتب الكبير يوسف القعيد **"يحدث في مصر الآن"**، وهي من تلك الأعمال التي لا تحتاج زمنا لتُقرأ، لأنها تكتب عن واقع لا ينتهي. لكن التحية الحقيقية تذهب إلى المخرج منير راضي، الذي استطاع أن يحول القصة إلى عمل سينمائي يحمل روح المسرح، وبساطة الحياة اليومية، وعمق...اقرأ المزيد النقد السياسي. القصة ببساطة: قرية مصرية بسيطة، يسمع أهلها أن السيد الرئيس، وضيفه الرئيس الأمريكي (دون أن يُذكر اسمه) سيقوم بزيارة مفاجئة. في لحظة، تنقلب القرية… يتحول الجميع إلى ممثلين في مسرحية كبرى، ويسعى كل منهم للحصول على المعونة الأمريكية التي ستُقدم لأهالي القرية كل ذلك… فقط من أجل زيارة ربما لن تحدث! يبدأ الفيلم بخفة ظل، بروح ساخرة تكاد تقول: **"شوف المساخرة دي!"** لكن شيئا فشيئا، تتحول الضحكة إلى غصة، وهنا يتجلى ذكاء النص والإخراج، في طريقة تقديم شيء نابع من الخوف، من القهر، من غياب الأمل. الإخراج في الفيلم بسيط الشكل… لكنه معقد المضمون، فمنير راضي لم يقدم فيلما استعراضيا، ما كانش محتاج لزوايا حركة أو تقنيات معقدة، لكنه كان عارف إنه بيقدم حالة معينة، وهنا بانت عبقريته... كاميراته كانت ساكنة أحيانا، كأنها بتقول: **"أنا مش هحرك الواقع… أنا هخليه يطلع لوحده قدامك."** كل مشهد تم تصويره كأنه جزء من مسرحية، لكنها مسرحية حزينة… بلا جمهور، أو بجمهور بيضحك علشان ما يعيطش. من أهم الحيل الإخراجية اللي استخدمها منير راضي بذكاء، هي تعمده عدم ذكر اسم الرئيس الأمريكي أو تحديد أي فترة زمنية واضحة، الخطوة دي مش صدفة، ولا مجرد محاولة للهروب من الرقابة، دي كانت اختيار فني واعي، عشان يخلي الفيلم يحتفظ بطابعه العام، ويقدر يرمز لأي زمن، وأي سلطة، وأي نظام. وبكده، الفيلم بيتحول من نقد لفترة معينة… إلى مرآة مفتوحة على كل الأوقات، ويسأل سؤال مرعب في بساطته: "لو جالك الرئيس بكرة… هتغير إيه؟ في شكلك؟ في سلوكك؟ في مبادئك؟" الفيلم مش بس سخرية من زيارة مزعومة لرئيس، لكنه سخرية مريرة من ثقافة الاعتماد على المعونة الأمريكية، ومن حالة اللهاث و"التمثيل" اللي بيعيشها المجتمع لمجرد إنه يرضي المانح. وهنا بتظهر واحدة من أهم رسائل الفيلم: **"مش مهم تكون كويس… المهم تبان إنك كويس علشان تاخد اللي عايزه"** وده نقد سياسي واجتماعي خطير، لأنه بيكشف إزاي المساعدات الخارجية (زي المعونة الأمريكية) تحولت من وسيلة دعم… إلى وسيلة إذلال جماعي ومسرحية خضوع. محمود عبدالعزيز هنا بعيد تماما عن أدوار "الدنجوان" أو "الرجل القوي". هو الرجل المصري العادي… المفعول به.، قدم دور رئيس البلدية اللي اتخدع واتنصب عليه ومش عارف يعمل ايه غير أنه يتفق مع الحلاق على تأدية دور الرئيس اللي هيزور البلد، وهنا تتجلى عبقرية نجاح الموجي فهو كعادته، كان عبقريا في دور يبدو جانبيا لكنه محوري جدا في بنية الفيلم، يلعب دور الحلاق البسيط اللي بيعيش على الهامش، ما بيحلمش غير بلقمة عيشه… لكن فجأة، ومن خلال خطة ساذجة وضعها رئيس البلدية، بيتحول لنسخة مزيفة من "السيد الرئيس" اللي هيزور القرية. التحول ده، رغم إنه بيضحك في ظاهره، لكنه مرعب جدا في دلالته: أي حد ممكن يبقى "رئيس" في مجتمع شايف السلطة لبس وكلام معسول. نجاح الموجي أدى الدور بخفة دم مميزة جدا، لكن كمان بذكاء نفسي. ما حاولش يستظرف أو يخلي الشخصية تبقى مجرد كاراكتر ضاحك، لكنه لعبها على الخط الرفيع بين "الهزل والسخرية السوداء". والأجمل؟ إنه في لحظة ما، صدق الدور بنفسه! وهو ده لُب نقد يوسف القعيد في القصة الأصلية: لما التمثيل يطول… ممكن يتحول لحقيقة، والسلطة اللي جات بالصدفة… تبقى أفيون مؤقت يخدر الناس، ويفرض السيطرة. في النهاية، زيارة السيد الرئيس مش مجرد فيلم سياسي، ولا حتى مجرد سخرية من نظام أو زمن، هو مرآة حقيقية لأحلام مجتمع عايش طول عمره في دور "الممثل الثانوي"، مستني فرصة يبان فيها… ولو بكذبة.

أضف نقد جديد


تعليقات