تقرير: كلاكيت ثالث مرة .. ''صمت'' هو مشروع سكورسيزي القادم

  • مقال
  • 03:49 مساءً - 6 ديسمبر 2011
  • 2 صورتين



صورة 1 / 2:
صمت/مارتن سكورسيزي
صورة 2 / 2:
بوستر رواية "صمت" للياباني شو ساكو إندو

المشروع الذي عمره عشرون عاماً ، وشرع في تنفيذه مرتين من قبل ، صار في طَورِ التحضير لمرةٍ ثالثة ، حيث يؤكد مارتن سكورسيزي ، الرجل الذي يعتبره الكثيرين أعظم مخرج على قيدِ الحياة ، أن فيلمه القادم سيكون " صمت" ، المقتبس عن روايةٍ شهيرة ، للكاتب الياباني "شو ساكو إندو" .

الرواية التي كتبها "شو ساكو إندو" عام 1966 ، تتناول الواقع الياباني خلال القرن السابع عشر ، والاضطهاد الذي مَرّ به المسيحيين بعد انتشار الكاثوليكية في ربوع البابان ، عبر قصة المُبَشّر البرتغالي "فيريرا" الذي يرتد عن مسيحيته ، وينضم للديانة البوذية ، مما يدفع الكنيسة لإرسال ثلاثة رهبان من تلاميذه إلى هناك ، من أجل التأكد من الخبر ومعرفة سببه ، مما يعرضهم لمخاطر جَمّة ، ليست فقط من الناحية الفعلية إثر مُطاردة اليابانيين لهم ، ولكن أيضاً من الناحية الروحية والعقائدية .

وبالنسبة لسكورسيزي ، فإن ما أثاره دوماً ، هو الطريقة التي تتناول بها الرواية الجوانب العقائدية والروحيّة الخاصة بأبطالها، وهو ما يتماس ، تماماً ، مع الأزمات التي مر بها خلال مراحل عدة في حياته ، والأسئلة التي لم يجد إجابة على بعضها حول وجود الله ، وحقيقة الأديان ، والمعنى الحقيقي لها .

وفي جانبٍ آخر ، فإن التطوُّرات النفسية لشخصية المُبَشّر "فيريرا" ، وتلميذه الذي جاء إلى اليابان من أجل مُلاحقته "رودريجز" ، تقع ضمن قائمة طويلة من الشخصيات التي أجاد سكورسيزي التعبير عنها ، الضغوطات الفيزيائية والعقائدية التي يتعرض لها الشخص ، وتجعله يتحول إلى شخصٍ آخر ، وهي "تيمة" موجودة في كل أعمال سكورسيزي العظيمة بلا استثناء .

كلاكيت ثالث مرة:

كانت المرة الأولى التي حاول فيها سكورسيزي إخراج تلك الرواية كان عام 1989 ، عقب إخراجه لرائعته "الإغواء الأخير للمسيح" ، والتي قدم فيها معالجة سينمائية تحمل رؤية خاصة لرواية اليوناني العظيم "نيكوس كازنتزاكس" ، يعبر من خلالها عن هواجسه الروحية ، من خلال بشرية المسيح "عليه السلام" ، وكان "الصمت" فصلاً ثانياً يُكمل من خلاله تلك الأفكار ، إلا أن المشاكل التي تعرض لها الفيلم الأول ، والجدل الضخم الذي أثاره ، أدى لتأجيل الفيلم لوقتٍ غير مُسمّى .

بعدها بخمسةِ عشر عاماً ، وعقب حصوله على جائزة أفضل مخرج وأفضل فيلم عن " الراحلين" عام 2006 ، أعلن سكورسيزي عن مشروعه القادم سيكون الصمت ، وسيقدمه في 2010 ، وأنه يملك الآن من الوعي والاتزان الروحي ما يجعله مؤهلاً لتقديم مثل تلك الرواية ، إلا أن بعض المشاكل التحضيرية والإنتاجية ، ثم انشغاله بإخراج عدد من الأعمال - آخرها فيلم الأطفال " هوجو" الذي يحقق نجاحاً كبيراً في دور السينما حالياً - قد أدى لتأجيلِ "الصمت" من جديد .

ويأتي تأكيد سكورسيزي تلك المرة ، ككلاكيت ثالث لهذا العمل ، مشيراً إلى أن الكاتب جاي كوكس ، الذي قدم معه قبلاً "عصر البراءة - 1993" و" عصابات نيويورك - 2002" ، قد انتهى من كتابة النسخة الأخيرة من السيناريو ، وأنه سيشرع قريباً في مُعاينة أماكِن التصوير .

وعن الأبطالِ المنتظرين للعمل ، فقد كانت الترشيحات الأولى تضع الممثل العظيم دانييل داي لويس في دور المُبَشّر "فيريرا" ، والنجم المكسيكي بينوسيو ديل تورو في دور "رودريجز" ، إلا أن مُضِيْ وقت طويل ، وانشغال لويس حالياً بتصوير فيلم " لينكولن" مع المخرج ستيفن سبيلبرج ، يجعل من المُحتمل تغييرات في أبطالِ الفيلم ، وهو ما لا يتمناه مارتي ، الذي قال "لويس مُنشغل حالياً بالتصوير مع ستيف ، ولكنه أنسب من أراه للدور ، وأتمنى أن ينتهي وقت أن نبدأ نحن" ، في إشارة لتطلب الفيلم تفرغ كامل نظراً لتصوير أحداثه بين اليابان والبرتغال .

ومن المُرَجَّح ، في حال سار الأمر بالشكل الذي يتمناه مُحِبّي سكورسيزي ، أن يبدأ التصوير في منتصف عام 2012 ، على أن يُعرض العمل في الرُبع الأخير من 2013 ، ويتحدّث الرجل أخيراً ، بالـ"صمت" الذي ظل يؤرقه طوال عقدين من عمره .



تعليقات