هوامش حول ليلة الأوسكار الرابعة والثمانين

  • مقال
  • 05:59 مساءً - 27 فبراير 2012
  • 4 صور



صورة 1 / 4:
ميريل ستريب تنال أوسكارها الثالث
صورة 2 / 4:
المخرج الفرنسي ميشيل آزاتافسيوس
صورة 3 / 4:
النجم جان دوحردان
صورة 4 / 4:
ميريل ستريب نجمة الحفل دائماً

أفضل فيلم:

في آخر كلمات الحفل ، أهدى المخرج ميشيل آزاتافيسيوس ، جائزة أفضل فيلم التي تُوّج بها فيلمه "الفنان" ، إلى المخرج الأمريكي الكبير بيلي وايلدر ، الذي يعتبر واحداً من أيقونات السينما ، وأحد أعظم رموز هوليوود عبر تاريخها .

الإهداء ، لم يكن فقط بسبب فيلم وايلدر "Sunset Blvd." الذي أخرجه عام 1950 ، وتناول فيه قصة مُشابهة لفيلم "الفنان" ، عن نَجمة ساطعة في السينما الصامتة ، تفقد بريقها ونجوميتها بعد دخول الصوت إلى الأفلام ، ولكن أيضاً لأن فيلم آزاتافسيوس كاملأً هو تحيّة رائعة إلى السينما ، وتحديداً إلى هوليوود .

ولذلك فإن فوز فيلم أجنبي ، لا تُشارك أمريكا أو بريطانيا في إنتاجه ، بأوسكار أفضل فيلم ، لأولِ مرة منذ عام 1987 ، يبدو مفهوماً بشدة في ظل احتفاءه الرائع بالسينما ، خصوصاً مع القيمة الفنية للفيلم نفسه ، والمديح والإجماع الضخم الذي لاقاه منذ عرضه في مهرجان كان السينمائي الماضي .

في المُقابل ، فإن 2011 قدم عدداً من الأفلام الأمريكية الرائعة ، ولكن دونَ فيلماً عظيماً ، يحقق إجماعاً حقيقياً موازياً لنجاح "الفنان" ، حتى " هوجو" الذي بدا منافساً قوياً ، فقد وقف طوال الوقت على مسافة من قمة السباق .

أفضل مخرج:

بشكلٍ مُشابة لما حدث عام 2004: سيطر فيلم المخرج مارتن سكورسيزي على أغلب الجوائز التقنية ، "الطيار" في 2004 و"هوجو" هذا العام ، قبل أن يعود مُنافسه ، الذي يحمل إجماعاً سينمائياً وحقق نجاحاً أكبر في موسم الجوائز قبل الحفل ، ليحصد جائزة الإخراج ثم الفيلم ، وكان لـ كلينت إيستوود و"فتاة المليون دولار" قبل ثمانية أعوام ، وميشيل آزاتافسيوس و"الفنان" بالأمس .

الجميع تَمَنّى سكورسيزي ، لا تحيُّزاً للفيلمِ ذاته ، ولكن تقديراً ومَحَبة للرجل الذي يعتبره الكثيرين هو أعظم مخرج على قيدِ الحياة .

ولكن في المقابل ، لا يبدو الأمر خُسارة أبداً ، بالنظر إلى أن "هوجو" قد حقق نجاحاً كبيراً لم يتوقعه سكورسيزي نفسه ، وبالنظر أيضاً إلى مُغامرة آزاتافسيوس وتجربته السينمائية العظيمة ، التي تستحق تماماً كل هذا التقدير .

أفضل ممثل:

منذ فوزه في مايو الماضي بجائزة أفضل ممثل بمهرجان كان ، والكثير من الآراء تتحدث حول احتمالية فوز جون دوجردان بأوسكارِ أفضل ممثل ، حتى مع منافسه من نَجمي هوليوود الأكثر بريقاً جورج كلوني و براد بيت.

دوجردان صار أول ممثل فرنسي يفوز بجائزة أفضل ممثل رئيسي في التاريخ ، وأول ممثل غير ناطق بالإنجليزية ، ليس أمريكياً ولا بريطانياً ، يفوز بها منذ الإيطالي روبيرت بينيني عام 1998 .

أفضل مُمثلة:

وقفت القاعة لدقيقتين متواصلتين ، تُصَفّق ، للسيّدة التي تعتبر واحدة من رموز السينما ، ومن أهم ثلاث ممثلات عبر تاريخها .

تعوَّدنا ، منذ بداية مُتابعتنا للسينما والأوسكار ، أن نرى ميريل ستريب دوماً كمُرَشَّحة ، وأن نرى الفائزات ، على مر السنين ، تقولَنّ جملة واحدة "أشعر بالفخر أنني ترشّحت أمام ميريل ، فما بالك بالفوز ؟" ، وترد ميريل بابتسامة ثقة ، وكأنّها مُباركة لفوزهن ، لأن ما من شيءٍّ تُريدُ هي إثباته .

ولكن مع أداءها لدور مارجريت تاتشر ، في فيلم " المرأة الحديدية" ، فإنها المرة الأولى التي نستطيع فيها مُشاهدة ميريل وهي فائزة ، وتؤكد ، بابتسامةٍ تحمل بالتأكيد نفس الثقة ، أنها فخورة أن تكون فائزة وسط مُرشّحات رائعات .

انتظرت ميريل ثلاثون عاماً ، لتفوز بأوسكار جديد ، منذ "اختيار صوفي" عام 1982 ، وعلى الأغلب فهي لن تنتظر مثلهم حتى تحقق أوسكارها الرابع ، وتصل للرقم القياسي المُسَجّل باسم الأسطورة كاثرين هيبورن .

أفضل سيناريو أصلي:

تماماً كما ميريل ، بل وأكثر ، يأتي فوز الفنان العظيم وودي آلان بأوسكاره الثالث كسيناريست ، والرابع بشكل عام ، عن فيلم " منتصف الليل في باريس" .

وعلى الرغم من عدم حضور آلان ، الذي لم يحضر سوى حفلة أوسكار وحيدة منذ بداية مسيرته ، فإن اللحظة ظَلّت رائعة ، وكأنها احتفاء بالسينما ذاتها .

فوز آلان بالأمس ، لأول مرة منذ 25 عاماً ، يجعله "أكثر كاتب فاز بالجائزة" ، إلى جوار بيلي وايلدر وفرانسيس فورد كوبولا وتشارلز براكيت وبادي تشايفسكي .

بقيةّ الجوائز:

  • أليكسندر بين يحصد أوسكار ثانٍ لأفضل سيناريو مُقتبس ، عن سينما شديدة الخصوصية تحمل بصمته وحده ، وفي عامٍ كان فيه أيضاً منافساً لسكورسيزي ، وخسر كليهما جائزة الإخراج والفيلم ، بعد عام 2004

  • كانت المفاجأة الوحيدة غير المتوقعة هي فوز فيلم " فتاة مع وشم التنين" بأوسكار أفضل مونتاج ، على حساب فيلمي "الفنان" و"الأحفاد" ، وعلى حسابِ أيضاً المونتيرة الكبيرة ثيلما ثكونماكر عن فيلم "هوجو" ، ولكن تعدُّد خيوط الفيلم وطبيعته تجعل من هذا التتويج منطقي بأشكالٍ كثيرة .

  • في أكبر إجماع يناله فيلم أجنبي منذ سنوات ، فاز الفيلم الإيراني " انفصال" ، بجائزة أفضل فيلم غير ناطق بالإنجليزية ، ليُضيفها إلى: دب برلين الذهبي ، جولدن جلوب ، بافتا ، سيزار ، إندبينتنت سبيريت ، وعشرات الجوائز الأخرى من الجمعيات النقدية والنقابات الفنية ، توّجته كلها كأفضل فيلم أجنبي للعام ، وتنال إيران أخيراً أول أوسكار لها .

  • فئة أفضل فيلم رسومي كانت الأضعف منذ سنوات ، وذلك بسبب ضعف فيلم بيكسار هذا العام " سيارات 2" ، ولكن رغم ذلك فإن حصول فيلم " رانجو" على الجائزة قد وَزَن الأمر ، لأن الذي يقف وراءه هو جور فيربينسكي: ليس مُخرجاً كبيراً ، ليس رمزاً فنياً ، ولكنه مُحِبّ للسينما بشكل حقيقي ، وقدّم ، مع رفيقه جوني ديب ، أحد أمتع ثلاثيات الألفية في " قراصنة الكاريبي" ، قبل أن يُتَوّج فيلمهم معاً بـ"أفضل فيلم رسومي" .

ختاماً:

كانت ليلة جيّدة ، مُتوقعة الجوائز ، ولكن حضور بيلي كريستال الطاغي ، وتتويج وودي آلان وميريل ستريب ، السعادة التي بدت على وجه سكورسيزي ، وتحيّة بيلي وايلدر في الخِتام ، جعلها ليلة سينمائية تحمل بضع لحظات رائعة .



تعليقات