نائب رئيس إدارة تطوير دور عرض IMAX في الشرق الأوسط: أفلام مصر العالمية حققت نجاح كبير في الخروج بالمشروع للنور رغم الظروف السياسية ونتوقع دور عرض أخرى قريباً في مصر

  • حوار‎
  • 05:10 مساءً - 16 ديسمبر 2012
  • 1 صورة



جون شراينر، نائب رئيس إدارة تطوير دور عرض IMAX

الحماس الذي انتظر به الجمهور المصري افتتاح سينما IMAX مصر، دفع بافتراضات النجاح، لكن وبشهادة إدارة السينما نفسها فأن النجاح الذي لاقاه مشروع IMAX مصر، تخطى التوقعات بكثير، ورغم كل الظروف التي أحاطت بمصر وقت العمل على المشروع، إلا أن شركة أفلام مصر العالمية نجحت في تقديم التقنية للجمهور المُنتظر بأقل خسائر ممُكنة، بل وبنجاح فاق تقديرات شركة IMAX العالمية نفسها، لذا كان علينا أن نفهم أسباب نجاح المشروع، رؤية IMAX العالمية للسوق المصري، وتوقعاتها له في المستقبل القريب والبعيد، فـانفردنا بحوار مع جون شراينر، نائب رئيس إدارة تطوير دور عرض IMAX في روسيا، رابطة الدول المُستقلة، الشرق اﻷوسط والهند.

هل كانت هُناك أي محاولات سابقة لتطبيق تقنية IMAX في مصر، قبل أن تحصل شركة أفلام مصر العالمية على حق تطبيقها بشكل حصري داخل مصر؟
بالنسبة لـ IMAX التجاري هذه كانت المحاولة الأولى، لكن هُناك بالفعل عدد من قاعات عرض الـIMAX والتي تم إدخالها من قبل الحكومة منذ عدة سنوات بغرض تعليمي وثقافي وسياحي في بعض الأحيان، وذلك مثل قاعة IMAX الموجودة في متحف مبارك، والتي يتم عرض فيلم واحد فيها طوال العام، فيما يشبه عروض الصوت والضوء بالأهرامات.

لماذا وقع الاختيار على شركة أفلام مصر العالمية تحديداً لتكون الوكيل الحصري للتقنية في مصر؟
هذا سؤال سهل، لأن تاريخ شركة أفلام مصر العالمية نفسه _والتى أسسها المخرج العالمي يوسف شاهين_ في مجال صناعة السينما كبير جداً، كما أن تاريخ الشركة في إدارة السينمات معروف، وباعتبارها الشركة الأولى في إدارة السينمات داخل مصر، جعل ذلك كله من السهل اختيارها وكيلاً حصرياً للتقنية داخل مصر.

ماذا عن تقييمك للأسابيع الأولي من عمل سينما IMAX مصر؟
لم أكن أصدق الإيرادات التى حققتها السينما في أول أربعة أسابيع لها داخل السوق المصري، ولكن عندما زرت السينما شعرت بسعادة كبيرة في الحقيقة، واستطعت فهم السبب في نجاحها بهذا الشكل، ويعود ذلك لتصميم قاعة IMAX مصر والذي يُعد تصميماً مثالياً، وهو ما شكل مفاجأة ليّ بشكل شخصي، لأنه في أغلب الأحيان لا يستطيع وكيل IMAX العالمية الخروج بهذه النتائج على مستوى الألتزام بالتصميم، أو مقاعد السينما، أو الصوت والصورة، بجانب تسويق وإدارة السينما نفسها، وهو ما فسر ليّ في النهاية، البداية والإيرادات القوية لـIMAX مصر.

معنى ذلك أن IMAX مصر قدرت تحقق بداية غير معتادة بالنسبة لسينمات IMAX حول العالم؟
نعم هذا حقيقي، فـسينما IMAX مصر حققت مستوى فوق المتوسط بكثير، وهو شيء كان غير متوقع بالمرة.

في رأيك أين تقع سينما IMAX مصر من باقي السينمات التي تُطبق نفس التقنية حول العالم، وذلك على مستوى تطور التكنولوجيا التي تطبقها السينما؟
تحرص شركة IMAX العالمية دائماً على أن تكون التكنولوجيا المستخدمة في كل سينماتها حول العالم علي نفس المستوى من التطور، إلا أن التكنولوجيا المستخدمة في سينما IMAX مصر هي الأحدث على الإطلاق، ويمكن شرح ذلك من خلال شرح الطريقة التي تقوم عليها السينما بالأساس، فـماكينات العرض لسينما IMAX تنقسم لنوعين: الأولى هي ماكينة عرض 70 ملي تعرض 24 "فريم" في الثانية، والماكينة الثانية والأحدث هي ماكينة عرض ديجتال، وسينما IMAX مصر تستخدم أحدث أنواع ماكينات العرض الديجتال، وبسبب حجم وعرض شاشة IMAX مصر، وكونها من أكبر الشاشات، استلزم ذلك مننا إرسال أجهزة صوت على مستوى عالي جداً من التكنولوجيا لتُجاري باقي إمكانيات السينما، وهو في النهاية ما جعل سينما IMAX مصر في مرتبة متقدمة جداً بين باقي السينمات التي تُطبق نفس التقنية حول العالم.

كيف تري السوق المصري؟ وماذا تتوقع منه؟
سؤال مهم، كنت اتحدث مؤخراً عن الإيرادات التي حصدها فيلم The Lord of the Rings، والتي في اعتقادي لن تُقارن بأي شكل من الأشكال بالإيرادات المتوقع جمعها من وراء عرض فيلم The Hobbit، ويعود ذلك للتطور المُذهل الذي شهدته دور العرض منذ عرض The Lord of the Rings وحتى الآن، ومع التطور الحادث في السينمات حالياً حول العالم فأن عوامل جذب الجمهور تصبح أكبر بكثير، وسينما IMAX نفسها تُساهم في ذلك أيضاً بشكل كبير، فـمشاهدة فيلم 3D في سينما IMAX ستكون بمثابة عامل جذب كبير للجمهور وبالتالي وجود تقنية IMAX في السوق المصري ستُزيد من إنعاش السوق، ومع رد الفعل الجيد الذي اُستُقبلت به السينما في مصر، فأن ذلك يُسهل بشدة المهمة أمام أفلام مصر العالمية وخططها بافتتاح سينماتين IMAX أخرتين، واحدة في شرق القاهرة والأخرى بالأسكندرية، وهنا أود أن أشير إلي أننا عندما بدأنا العمل في روسيا، بدأنا بسينما IMAX وحيدة، وكنا نهدف لافتتاح سينماتين أخرتين على أقصى تقدير، لكننا حالياً وصلنا إلي 6 سينمات IMAX في روسيا، ونطمح لافتتاح 6 سينمات أخرى في المستقبل القريب، وبالتالي فان التوقعات للسوق قد تتغير دائماً تبعاً لاحتياجات السوق نفسه.

تزامنت أحداث الثورة مع العمل على مشروع IMAX مصر، فهل كان هناك تخوف من عدم اكتمال المشروع؟
مؤكد كان هناك جزء من القلق بسبب أحداث الثورة وما تلاها في مصر وقتها، لكن لم يتحول الأمر إلي تخوف كبير، فمثلاً كان هُناك مشروع يتم التحضير له في لبنان لافتتاح سينما IMAX مع أوائل التسعينات، ولكن المشروع لم يكتمل وقتها بسبب الحرب اﻷهلية التي تسببت في توقف الحركة الاقتصادية بلبنان بأكملها، وذلك على عكس ما حدث في مصر، وبالتالي كان السؤال بالنسبة إلينا ليس هل سيتم اكتمال المشروع أم لا، بل كان متي سيتم اكتمال المشروع، والجيد في الأمر أننا استطعنا فتح باب السينما للجمهور بتأخير عن الجدول الموضوع لا يُذكر، على عكس ما قد توقعه البعض وقتها بتأخر لأكثر من سنتين مثلاً بسبب الأوضاع.

هل هناك خطط قريبة لافتتاح سينمات IMAX جديدة بالشرق الأوسط؟
مؤكد، مؤخراً كنت في دبي، حيث نخطط لافتتاح سينما IMAX هُناك، أيضاً قد يكون هُناك سينما IMAX بالأردن ولبنان قريباً، كما نعمل على الدخول إلى السوق السعودي أيضاً ولكن ليس بشكل تجاري وإنما بشكل تعليمي وثقافي، ومن ناحية أخرى لدينا سينما IMAX في المغرب، وذلك كله يُشجع على الاستمرار في التوسع في الشرق الأوسط.

ذكرت أن السينما التي تنوى افتتاحها في السعودية ستكون تعليمية، وذلك لأسباب مفهومة بالطبع، هل واجهتكم أنواع أخرى من الأسواق المغلقة كالسعودية تحاولون اختراقها؟
في الحقيقة، السعودية بالنسبة إلينا حالة فريدة من نوعها، لم نقابل سوقاً مثلها، لكن هناك نوع أخر من الأسواق المغلقة بالنسبة إلينا مثل إيران، حيث كان مُقرر قبل سنوات افتتاح أحد سينمات IMAX بالعاصمة طهران، لكن توتر العلاقات السياسية بين الولايات المتحدة وإيران جعلت من الصعب اتمام الأمر، وذلك بالرغم من أن صناعة السينما في إيران قوية جداً.

في رأيك، هل هناك علاقة بين وجود صناعة سينما قوية وبين نجاح سينما IMAX في أي بلد؟
نحن لا ننظر للأمر بهذا الشكل، نحن نرى السوق ككل، وبالتالي هناك سيناريوهان أمامنا دائماً، الأول بلد ليس بها صناعة سينما قوية مثل قطر مثلاً، نعرف أن صناعة السينما بها ضعيفة لكن تواجد سينما IMAX بالسوق القطري كان بمثابة نقطة تحول في السوق، وأصبحت كعامل جذب سبب حراك في صناعة السينما على صعيد الإيرادات، بينما السيناريو الثاني يُركز على الأسواق التي تمتلك صناعة سينما قوية كدبي مثلاً ونعتبر نجاح السينما بها شيء مضمون، وبالتالي فليس شرطاً أن يكون السوق مُجهز قبل دخول IMAX إليها، أهم شيء هو أن يكون هناك شريك قلبه على العمل، مثل جزر الكاريبي، والتي كانت بالنسبة لنا سوق صغير مغلق جداً، وصناعة السينما بها ضعيفة جداً، لكن رغبة أحد العملاء هناك في إدخال التقنية جاء بمفعول جيد، وحالياً السينما تُحقق إيرادات جيدة جداً.



تعليقات