ابداع

لم يحالفنى الحظ كعادته فى كثير من الافلام الهامة فى ان اشاهد 678 فى وقت عرضه فى دور العرض. الا اننى اخيرا شاهدته حينما اطلقت شركة التوزيع نسخة الدى فى دى الخاصة به .و بينما لا اهتم كثيرا بكتابة رؤيتى البسيطة عن اى عمل سينمائى فى غير توقيت عرضه فى السينمات عملا بمبدأ "بعد العيد مابيتفتش لكحك" انما مع 678 وجدت نفسى و بعد بداية الفيلم بخمس دقائق فقط اعيده من بدايته لأدوّن اسماء صناعهم لأذكرهم بالاسم . الفيلم اعاد لى حالة من الاستمتاع و التوحد مع الحدوتة فقدتها لفترة طويلة ..ذلك الطابع الكلاسيكى هادىء الرتم بلا تباطوء او كآبة استحوذ على مشاعرى وانا اتابع العمل باهتمام لم ارانى امارسه لفترة طويلة. قد يقترن الفيلم فى اذهان بعض ممن لم يروه باعلانه الذى حمل تيمة ساخنة و كئيبة فى نفس الوقت و جعل البعض يشعرون انه فيلم ثقيل الظل و المضمون و هو كذلك فقط بالنسبة للمضمون القوى و القضية المسكوت عنها رغم وجودها بقوة . ابدأ بالبداية ..ابتسمت فورا حينما بدأ الفيلم بأسماء صانعيه على خلفية موسيقى ناعمة للمبدع هانى عادل و يدين تصنعان اشكالا من اسلاك النحاس فى صورة رمزية لرجل وامرة يتعانقان و هما يرقصان و هما معلقان فى الهواء! البسمه اتت عندما تذكرت رؤيتى لنفس الشكل من صنع ايدى محمد دياب كاتب و مخرج الفيلم فى صور على حسابه الشخصى .بمجرد ما رايت التتر شعرت ان محمد دياب وضع فى هذا العمل الكثير..من روحه..هى روحه لا شك !

يحكى الفيلم عن ثلاث فتيات من طبقات مختلفة ثرية متوسطة و معدمة .خلفيات مختلفة ..حالات اجتماعية مختلفة ..مطلقة انسة مخطوبة و متزوجة ..كل منها رسمت بحرفية و مفردات خاصة و تفاصيل مميزة و ملابس و ديكورات منتقاة بعناية فائقة ..و لا عجب ان اسم الفيلم 678 الغير رامز فقط لاوتوبيس هيئة النقل سيىء السمعة فى الفيلم .و كان الجامع الوحيد لهذه الشخصيات الثلاث متباينة البيئات هى تعرضهن جميعا للتحرش بأشكال و مواقف و ردود افعال مختلفة بطبيعة الحال ..و كان هذا هو المحرك الاساسر لاحداث الفيلم و فكرته الرئيسة . روى دياب قصته بسلاسة شديدة و عفوية واضحة و نضح اثقلته كثيرا نيللى كريم بالذات حيث فاجاتنى شخصيا انها تمثل من منطلق التمثيل وليس من منطلق الباليه و الهواية!كانت متقنة ..هادئة و مقنعة . لم يقحم السيناريست و المخرج اى مشاهد فجة رغم فجاجة الواقع .ولم نسمع الفاظا خادشة او مسيئة رغم اننا نسمعها فى الحقيقة ..لم يجرحنى سيناريو دياب شخصيا باى شكل رغم حساسية الوضوع و عمق الطرح. ديكور جاليرى و منزل صِـبا(نيللى كريم)ارستقراطى للغاية و فى الكثير من المقدمات الكلامية عن خلفية الشخصية و نشأتها وظروف معيشتها ..ملابسها كثيرة الطبقات خاصة بعد حادثة التحرش توحى لك على الفور كم هى حريصة على الاختباء !خوفا او اتقاءا للشرور ..ولهذا "مابتلبسش نحاس" من ذلك الذى تصنعه بيديها "علشان ماحدش من الكلاب يبصلها". كذلك ملابس فايزة(بشرى) فى دور جديد تماما ظهرت فى كامل ملابسه بلا مكياج على الاطلاق ..واعنى هذا فهى لم تعتمد مكياج بسيط او مكياج بلا الوان يطلق عليه " نيود"بل ظهرت بوجهها عار تماما من المساحيق الا من بعض المكياج السينمائى لاضافة هالات الفقر و القلق حول عينيها الغائرتين . قصة الفيلم هى ليست تماما قصة بل هى خبرة حياتية مؤلمة وقعت فى براثنها الكثير من المصرياتو رغم اعتقادى الشخصى بان الامر ليس بهذه الكثافة الفظيعة -و ان كان السوء موجودا و البشاعة موجودة –الا اننى غالبا ما اشاهد الافلام بحيدة عن مدى التصاقه وموضوعه بالواقع على الارض. السيناريو محكد للغاية ..بل مذهل ..فقد خـُطـِفت انفاسى اكثر من مرة حينما ربط محمد دياب بحرفية مطلقة الاحداث و الشخصيات التى تبدو على المستوى المسطح بعيدة تماما عن بعضها البعض .

ملابس ملك ذو الفقار كانت واقعية و معبرة و مبدعة ..كل شخصية أُلبِست ما يمكن ان يحكى الكثير عنها بلا كلام .خاصة فايزة التى لم تغير حجابها ولا حقيبة يدها طوال الفيلم و الذان لا علاقة لالوانهما ببعضهما ولا بما ارتدته معهما فى تركيز على رقة حالها و عدم تمتعها برفاهية الاختيار .موسيقى هانى عادل كما ذكرت هى ممثل مشارك فى العمل بقوة كعادته.و من مفاجاءات الفيلم عمر السعيد الوجه الصاعد الذى كسر قتامة الصورة و جعلنى ابتسم فى كل مشهد يظهر فيه . اقترب دياب منى شخصيا للغاية كمشاهدة سيدة باختياره لمواقع تصويره و التى عاونه فر رسم تفاصيلها المميزة مهندس الديكور .

فقد اتسعت دائرة المكان من مجرد اوتوبيس هيئة النقل العام لتصل لاكثر من مستوى الاستاد..الشارع..جاليرىصبافى احد مناطق القاهرة التاريخية..مكتب توثيق الشهرالعقارى ..و ساقية الصاوى . اثرى تنوع الصورة العمل بشدة و جعل كل مشاهد يجد تلميسة ما من هذه الاماكن داخله. و فى النهاية نقطتين على جنب

ماجد الكدوانى: بسيط و راقى و مبهج و أخاذ كالعادة . مشهد المواجهة بين الفتيات الثلاث : اختير مكانه برمزيه عبقرية ..فى الكواليس ..غير انه كشف كثيرا ما يدور فى المشهد الرئيسى !

نقد آخر لفيلم ٦٧٨ (ستة - سبعة - ثمانية)

عنوان النقد اسم المستخدم هل النقد مفيد؟ تاريخ النشر
678 ...... 9 من 10 Usama Al Shazly Usama Al Shazly 11/12 27 ديسمبر 2010
abdullah shehata abdullah shehata 1/2 11 يناير 2011
حينما ينطق الفن! رجاء رحمة رجاء رحمة 3/4 6 يناير 2011
ابداع منة الله عبيد منة الله عبيد 1/1 8 فبراير 2012
بداية مقبولة لمخرج جيد وأداء استثنائي لممثل عظيم Mohamed Elmasry Mohamed Elmasry 7/8 27 ديسمبر 2010