طارق خليل ''مخرج الفيلم القصير كرسي الفرعون'' : لم أقصد التنبُّؤ بالثورة .. فقط تمنيتُها

  • حوار‎
  • 02:01 مساءً - 22 مارس 2011
  • 3 صور



صورة 1 / 3:
طارق خليل أثناء تصوير الفيلم
صورة 2 / 3:
في كواليس العمل
صورة 3 / 3:
مع المصور أثناء تصوير أحد اللقطات

"الفيلم الذي تنبأ بالثورة" ، هكذا تبادل الشباب على الفيس بوك والمنتديات وبقية المواقع فيلم المخرج " طارق خليل" " كرسي الفرعون" ، محققاً نجاحاً ونسبة مُشاهدة ملحوظة بالنسبة لفيلم قصير ، وبالرغم من أن طارق لا يرى أنه تنبأ بالثورة وكان من المستحيل ﻷي شخص أن يتنبأ بكل ما حدث ، إلا أن قيمة الفيلم وأهميته جعل الحديث معه ضروري ، وفي رحلة بين القاهرة ولوس أنجلوس وصفحات يوسف إدريس وصحراء وادي الريان وعصر الفراعنة وصولاً إلى ثورة 25 يناير وشبابها كان لنا حوار مطوّل معه يمكن قراءته بعد مشاهدة الفيلم :

[http://www.youtube.com/watch?v=DqGNQbGXbcc&feature=player\_embedded]

  • في البداية .. نريد أن نتعرّف عليك في عدة سطور ؟

  • عمري 34 عاماً ، بعد الانتهاء من الدراسة التي كانت بعيدة عن السينما عملت في إحدى شركات الإنتاج وقريباً من الوسط لمدة 4 سنوات ثم قررت السفر إلى أمريكا وتحديداً لوس أنجلوس لعمل "ماستر" في السينما استغرق 3 سنوات أخرى وكان مشروع التخرج في النهاية هو فيلمي "كرسي الفرعون" .

  • ما الذي جذبك في قصة صعبة كـ"حمال الكراسي" لنقلها إلى فيلم قصير ؟

  • في البداية أريد التأكيد على قيمة "يوسف إدريس" الكبيرة في الغرب ، لدرجة تتجاوز ربما نجيب محفوظ ، فقد وجدت كتاب يحمل أعماله الكاملة في إحدى المكتبات هناك إلى جوار كتب ديستويفسكي وتشيخوف وعمالقة الأدب ، فهو هناك أحد الرموز الكبرى في العالم ، وحين بدأت القراءة في أعماله بالإنجليزية بهرتني قصة "The Chair Carrier" نظراً لتكثيفها تاريخ طويل للمصريين ، ووقتها قررت أن تكون هذه القصة هي مشروع التخرج من الأكاديمية بالرغم من اعتراض الدكاترة هناك عليها في البداية

  • ولماذا تم الاعتراض عليها ؟

  • بسبب اختلاف الثقافة بالأساس ، لم يفهموا ما المقصود بالقصة أو علاقتها بتاريخ طويل من القهر والحاكم الفرعون ، حاولت إفهامهم ذلك بحكاية بسيطة عن أن مصر يحكمها الآن رجل ظل على كرسيه لمدة ثلاثين عاماً ، والكرسي ببساطة لنا

  • بعيداً عن رأيهم .. كيف كان تعاملك مع الاقتباس ؟

  • كان شديد الصعوبة ! ، لا أذكر كم نسخة كتبتها من السيناريو كي أصل في النهاية لتلك الصورة الختامية ، ولكن ما كان يحركني بالأساس هو الإضافة السينمائية بشقي (الحكاية والصورة) إلى القصة التي تدور في موقف حواري واحد ، لذلك أضفت المقارنات المبدئية بين "حامل الكرسي" وبين "سيد" ثم حاولت خلق صراعاً بينهم عند التقاءهم .

  • كم استغرق تصوير الفيلم ؟

  • استغرق ثلاثة أيام ، أحدها كان في صحراء وادي الريان ، وقمت بتصويره بكاميرا ريد

  • وما القصة وراء وضع هشام نزيه للموسيقى التصويرية الخاصة بالفيلم ؟

  • بشكل شخصي أعتبر هشام نزيه واحد من أفضل وأعظم الموسيقيين على مستوى العالم ، كنت أنبهر تكراراً بما يقدمه وبخاصة في فيلم مثل إبراهيم الأبيض والموسيقى المُدهشة التي قدمها ، وحين انتهيت من الفيلم قابلته وأردت فقط أن أجعله يشاهده ، وفور أن انتهى منه أخبرني بأنه سيضع له الموسيقى ، والعظيم فعلاً أنه رفض أن الحصول على أي مقابل ، وحين أرى الفيلم الآن أشعر أنه حقق بالظبط ما أردته .. فلم أكن أريد للموسيقى أن تطغى على شريط الصوت .. أريد الاستماع لصوت الصحراء ولحركة حامل الكرسي ولوهن نفسه .. في حين تكون الموسيقى مُركّزة ومكثفة في لحظاتٍ قليلة ، وهذا ما حققه نزيه .

  • وكيف كان استقباله بعد انتهاءك منه ؟

  • انتهيت من الفيلم في شهر مايو الماضي ، وعرض في العديد من المهرجانات السينمائية الصغيرة في أمريكا ، وحاز على جائزة أفضل فيلم قصير في بعضها ، ولكن أعتقد أن الاحتفاء الحقيقي قد تم بعد الثورة ، حيث انتشر الفيلم بين الشباب المصريين بسرعة شديدة وتم النظر له بصورة أخرى حتى بالنسبة للغرب ، فمن أكثر اللحظات التي شعرت فيها بالسعادة والتكريم كانت حين قامت الدكتورة التي درّست لي في الأكاديمية الفيلم على صفحتها في الفيس بوك وكتبت فوقه "لهذا أقوم بالتدريس"

  • هل تعلم أن الشباب يتبادلون الفيلم فيما بينهم باعتباره نبوءة بالثورة ؟

  • نعم أعلم ، ولكن من كان يصدق أصلاً قيام ثورة بهذا الحجم والشكل عوضاً عن أن يتنبأ بها ؟ ، لم أقصد التنبأ إطلاقاً ، كان الفيلم صرخة غضب .. تذكير ربما .. أمنية بالثورة في أبعد الأحوال ، ولكن ما حدث بالفعل كان أكبر وأجمل من أي أمنية

  • كيف عاصرت أحداث الثورة ؟

  • للأسف كنت في أمريكا عند قيام الثورة وعُدت فقط قبل التنحّي بثلاثة أيام ، ولكني رأيت بشكل جيد كيف كان تصميم الناس على رحيل الفرعون ، وبخاصة بعد أن دفع الشهداء الثمن مقدماً ، فكان لابد أنه أن يرحل ، وكان تلك هي أكثر لحظة أفخر فيها بكوني مصرياً

  • كيف ترى الصورة في السينما المصرية التي أصبحت جزءً منها ؟

  • حتى الآن الصورة شديدة الضبابية ، ما كان يحدث مسبقاً كان يحركه في الكثير من الأحيان المصالح والمعرفة أكثر من الفن ، السلوك الإنتاجي نفسه كان خاطئاً ومعتمداً على النجم وليس قيمة الفيلم .. وإلا اخبرني كيف يمكن أن ينال بطل الفيلم مثلاً 12 مليون جنية وتكون ميزانية الفيلم نفسه 2 مليون جنية ؟! ، تلك العشوائية لا توجد في أي صناعة سينمائية كبرى ، نعم يحصل نجوم هوليوود على 10 مليون دولار مثلاً ولكن في مُقابل أن الفيلم نفسه يكلَّف 100 مليون ، السينما في مصر تحركها التجارة بأكثر كثيراً من الفن نفسه ، حتى أنه لا يوجد "منتج" بالمعنى الصحيح للكلمة ولكن يوجد "منتج مُنفّذ" يساهم فقط في الصرف على الفيلم وتحديد ميزانيته ، كل هذا إلى جانب عدم إعطاء فرص للشباب أو المغامرة بإنتاج أفلام فنية في مقابل أفلام مستهلكة مضمونة النجاح .. كل هذا كان يمثل عبءً وضغطاً على السينما في مصر .

  • إلى أي مدى قد تغير الثورة في كل هذا ؟

  • أتمنى أن يتغير كلياً ، لا أعلم ، ولكن ما أنا متأكد منه أن هناك شيء قد تغيّر في وجدان الناس أنفسهم ، الرجل فيهاالذي يقطع التذكرة لن يقبل الآن أن يضحك عليه أحد ، وبالتالي يجب أن نقدم فناً يناسب المرحلة التي أصبحنا فيها



تعليقات