منى هلا: واجهت صعوبة في تصوير "ليل/ خارجي" لأنني "كائن نهاري".. والممثل ليس ملك الجمهور

  • حوار‎
  • 05:16 مساءً - 23 نوفمبر 2018
  • 6 صور



منى هلا

بعيدًا عن اثارتها الجدل في العديد من الأمور أكثر من مناسبة، ولكن عندما نتحدث عن الفن ستجدها واحدة من نجمات جيلها التي يتميزن بالموهبة الخالصة والحضور الرائع أمام الشاشة، حيث قدمت الفنانة منى هلا أدوار متنوعة جعلت الجمهور ينتظر أعمالها حتى وأن كانت قليلة بعض الشئ، ولعل أبرز أعمالها في الدراما والسينما والتي تخطت الـ50 عمل، فيلم "بالألوان الطبيعية" و"الباشا تلميذ" و"اذاعة حب" و"ألوان السما السبعة" ومسلسلات "قلب ميت" و"ربع مشكل" و"قصة حب"، السينما.كوم حاورت الفنانة منى هلا عن فيلمها الجديد "ليل خارجي" ومشاركته في مهرجان القاهرة السينمائي، وإليكم الحوار...

ما الذي شجعك وحمسك لقبول الدور في فيلم "ليل خارجي"؟

ما شجعني للفيلم هو صداقتي للمخرج أحمد عبدالله والمنتجة هالة لطفي القديم، كنت أتمنى العمل معهما، وايضًا كريم قاسم صديقي، فمجموعة العمل كانت مشجعة بالنسبة لي، والعمل نفسه مكتوب بطريقة جيدة للغاية، ويكشف العديد من الأمور التي تحدث في الوقت الحالي، كما أن ادارة الممثلين (تتمثل فى المخرج) أثناء التصوير كانت ذكية للغاية، مما جعل لكل شخصية سمات مختلفة حتى لو كانت شُوهدت من قبل في أعمال أخرى، ألا انها مقدمة بشكل جديد وذكي للغاية في فيلم أحمد عبدالله.

كيف تري تمثيل "ليل خارجي" لمصر في مهرجان القاهرة السينمائي، خاصة أن العام الماضي لم يكن هناك أفلام مصرية في المسابقة الرسمية؟

شئ جميل أن يمثل الفيلم مصر في المهرجان، لأن صناعه يستحقون ذلك، ىخاصة أن الجميع اجتهد وبذل أقصى جهد لإخراج العمل للنور، ومعظمه تم تصويره بالجهود الذاتية وفي النهاية خرج بشكل رائع وجميل وسلس.

هل تعتقدي أن عرض الفيلم في المهرجان، سيؤثر عليه بالسلب تجاريًا بعد ذلك بعد طرحه في السينمات؟

لا أعتقد أن عرضه في المهرجان سيؤثر عليه بالسلب في السينمات لأن الجمهور يحتاج لرؤية أفلام جديدة عن الافلام التجارية البحتة، بالاضافة إلى أن "ليل خارجي" بجانب انه فيلم مهرجانات ومعمول بشكل تقني ومهني ومستوى عالمي، ألا انه ايضًا فيلم مسلي للغاية، وبه أجزاء انسانية "دمها خفيف"، الفن في الأصل يجب أن يبقى مسلي وممتع للمتفرج، فإذا قدمت لي فيلمًا بصورة شخصية عميقة وصنع بطريقة مميزة وشكل جيد وفي نفس الوقت "ممل" لن أكمل مشاهدته، فمن الصعب تحقيق المعادلة الناجحة التي يحققها "ليل خارجي" من وجهة نظري، فهو عمل جيد، مبذول فيه مجهود على جميع المستويات، وفي نفس الوقت مسلي للغاية ويترك انطباع جيد حتى بعد مشاهدته.

هل وجدتِ صعوبة في تصوير العمل، وما هو أصعب المشاهد التي قمتي بها في الفيلم؟

الصعوبة بالنسبة لي كانت في توفيق المواعيد لأنني كنت أشارك في مسرحية ﻷلبير كامو في سويسرا في نفس وقت تصوير الفيلم، وكنت تقريبًا متواجدة هذه الفترة في سويسرا بشكل دائم بسبب مواعيد عروض المسرح وفي نفس الوقت كنت أنزل إلى مصر فقط على مواعيد التصوير ثم أعود مرة أخرى لاستكمال المسرحية في سويسرا، بالاضافة أنني كان يجب أن انتهي من مشاهدي في الفيلم بسبب ارتباطي بالسفر لمشاركتي في مسرحية ( زج زج ) مع المخرجة ليلى سليمان في جولة أوروبية لمدة شهرين، وبعدها استقريت في أوروبا، الصعوبة كانت في ترتيب المواعيد فمواعيد التصوير كانت بالنسبة لي "قاتلة"، الفيلم أحداثه معظمها تحدث في الليل وأنا "كائن نهاري" للغاية بعكس ما يشاع عن الوسط الفني وعني تحديدًا، لأنني أستيقظ مبكرًا وأخلد إلى النوم مبكرًا، بالنسبة لي "لخبطة اليوم" هذه كانت تتسبب في ارهاق جهازي العصبي تمامًا، وفي مرة لم استطع النوم لمدة 3 أيام بسبب هذه "اللخبطة".

كما أن التصوير الخارجي صعب للغاية، وخاصة في الشوارع والحواري التي كنا نصور فيها، وبالرغم من أن الانتاج كان يحاول أن يوفر لنا بيئة مناسبة للعمل، ألا أن احيانًا الموضوع كان يتعطل.

وبالنسبة لأصعب مشاهدي في العمل، كان كان مشهد القسم بسبب أمر حدث لي بصورة شخصية، وذهبت للتصوير وأنا ابكي ولم أنم جيدًا ومرهقة، ألا أنني كان علي التركيز لأنه مشهد مهم للغاية، المشاكل الشخصية تكون مفيدة احيانًا والمشهد خرج بصورة جيدة.

هل تعتبري "ليل خارجي" نقلة نوعية وفنية في مشوارك الفني؟

لست مهتمة بفكرة النجومية والشهرة بقدر اهتمامي أن أعمل أمر أحبه وراضية عنه بصورة كبيرة، فأنا لا أمثل بسبب الشهرة، ولا كي أرضي الجمهور ولا كل هذا الكلام، أنا أمثل فقط لأنني أحب التمثيل، فإذا كان "ليل خارجي" نقلة في مشواري، خير وبركة، لن أقول "لا"، ولكن الهدف أن أعمل شئ أحبه وأكون راضية عنه في الأساس، كما أنني لا أمثل في منطقة واحدة، ولكنني أعمل في أكثر من منطقة في العالم، وهذا ألطف بالنسبة لي من أن استقر في مكان واحد.

البعض يقول أن "ليل خارجي" فيلم "مهرجانات" وليس فيلمًا تجاريًا على الرغم من وجود كوكبة من النجوم داخل العمل، كيف تري هذه الجملة، وما هو ردك على من يدعي ذلك، خاصة بعد عرضه في مهرجان تورنتو السينمائي والقاهرة السينمائي؟

الحقيقة لا افهم لماذا هناك فصل بين أفلام المهرجانات والأفلام التجارية؟، وهل هناك مشكلة أن يكون فيلم مهرجانات وتجاري معًا؟ في الخارج الأفلام التي تشارك في مهرجانات هذا دليل على جودتها وبالتالي يكون هناك زيادة في عدد الجمهور المُقبل لها لمشاهدتها، مع الأسف هذه الثقافة ليست موجودة في السينما في مصر، والجمهور يُفضل الأفلام التجارية أكثر، لكن مؤخرًا هناك أجيال جديدة تحب متابعة السينما المستقلة وأفلام المهرجانات كما تطلقون عليها.

منى هلا وأخر أعمالها الفنية، ولماذا ابتعدتِ عن تقديم أعمال تلفزيونية خاصة أن الجميع يشهد لك بالموهبة والحضور القوي على الشاشة؟

معظم عملي حاليًا في المسرح في أوروبا غير دراستي للاخراج السينمائي ايضًا هذه الأمور تأخذ كل وقتي، وبالنسبة لإبتعادى كان بمحض ارادتي تمامًا لأن في الفترة الأخيرة سقف الحريات قل للغاية في الأعمال الفنية، وفي الحياة عمومًا، وأصبح الفنان (خاصة لو إمرأة) تحاسب على الآراء الشخصية، وهذا غير مقبول بالنسبة لي، فلن أظهر في لقاء تليفزيوني وأقول أشياء ضد شخصيتي وطريقة تفكيري فقط فقط حتى أنال اعجاب الناس، بالاضافة إلى أشكال العنف الجسدي التي يتعرض لها النساء كل يوم في الشارع والقاء اللوم عليها طوال الوقت وهي في الأساس ضحية، أيضًا لا أحب احساس أن يعرفني الناس في الشارع وينتظروا مني أن أكون لطيفة معهم طول الوقت حتى لو كان على حساب نفسي، وقالت "مفيش حاجة اسمها الممثل ملك الجمهور (دي كلمة اخترعها البعض عشان يعجب الناس)، أنا ملك نفسي ومش ملك حد"، وفي النهاية انسانة، ليس مطلوب مني أن أبقى مبتسمة طوال الوقت أو أن التقط صورة مع أحد وأنا غاضبة، لمجرد أنه يراني في التليفزيون، الموضوع بالنسبة لي فيه انتقاص من أدميتي و حريتي الشخصية وأنا الحاجة الوحيدة التي أملكها في الحياة و فخورة بها للغاية هي الحرية.

ما رأيك في حال السينما المصرية الأن، وما هو تقييمك لها، هل في تقدم، أم أن السينما المصرية تراجعت؟

بالنسبة للسينما في مصر لا أعلم عنها شئ الحقيقة بسبب انشغالي الدائم وسفري الكثير، فليس لدي وقت لأتابع، حتى إذا توفر لي وقت في البيت أشاهد أفلام بالانجليزي أو بالألماني، بسبب زوجي الذي لا يتحدث العربية لذلك نشاهد الافلام الأوروبية أكثر، ولا اعلم أحوال السينما في مصر وهذا تقصير مني، ولكن أذا سمعت عن فيلم يتحدث عنه الناس جيدًا أحاول مشاهدته قدر الأمكان.




تعليقات