العزيمة تأصيل الواقعية المصرية

ليس من الغريب أن يجمع هذا العمل بين رمزين للواقعية المصرية في السينما ، أو لهما مؤسس الاتجاه الواقعي بفيلم العزيمة \"كمال سليم\" الذي كان رئيسا لقسم السيناريو بأستوديو مصر ، والثاني صاحب هذا الاتجاه الذي سار على درب مؤسسه حتى أصبحت الواقعية السينمائية تنسب إليه وهو صلاح أبو سيف . فقد اختار كمال سليم صلاح أبو سيف ليكون مساعداً له في السيناريو والإخراج والمونتاج ، وذلك الاختيار كان نقطة الاكتشاف الثانية لقدرات صلاح أبو سيف بعد النقطة الأولى التي اكتشفه فيها نيازى مصطفى وأدخله عالم السينما ، وشعر كمال سليم بقدرات فنية هائلة وحب حقيقي للسينما في صلاح أبو سيف ، لذلك قربة منه وبدأ يؤصل فيه الاتجاه نحو الواقعية ، ولأن كمال سليم كان قارئاً ممتازاً فقد وجه اهتمام أبو سيف نحو القراءة ليس فقط في مجال السينما ، وإنما في ميادين أخرى عديدة . وظل

أبو سيف على صداقته القوية مع كمال سليم ينهل من تجاربه وخبراته ورؤيته السينمائية ، خاصة في تلك الجلسات التي كانت تجمعهما في مقهى \" ريجينا \" بشارع عماد الدين . ويظهر الأسلوب الواقعي في العزيمة فضل كمال سليم على السينما المصرية ، حيث استخدم ذلك الأسلوب في عام 1939 بصورة تبدو جديدة ، فالأفلام قبل ذلك كانت تدور في القصور والسرايات أو الأماكن الشعبية ، ولكن بأفكار هزيلة تناسب سينما التسلية وليست سينما الفكر ومعالجة قضايا المجتمع ، كما يزداد هذا الفضل في تقديمه \"لصلاح أبو سيف\" الذي أصبح بعد ذلك من أهم وأعظم مخرجي السينما العربية . وقد عالج كمال سيلم في العزيمة قضية البطالة وتأثيرها السلبي على المجتمع ، تلك القضية التي لازالت إلى الآن مجالاً خصبا للمعالجة ، ورغم خطورتها الشديدة على المجتمع في العصر الحديث إلا أن فيلما حديثا لم يعالجها بالطريقة المقنعة التي عالجها بها فيلم \"العزيمة\" الأمر الذي يعكس عبقرية كمال سليم . كما يتطرق سليم إلى العلاقة بين طبقتين في ذلك الوقت وهما الطبقة الأرستقراطية ورأس المال ، وطبقة الفقراء والشعبيين وما يحدث بينهما من نفور ، والمطمح الذي يهدف إليه العمل من التعاون بين الطبقتين وما سيؤديه ذلك التعاون من نتائج مبهرة على المجتمع كله . وقد مثل الطبقة الأولى عدلي \"أنور وجدي\" ابن الباشا \"زكى رستم\" ، ومثل الطبقة الثانية محمد حنفي \"حسين صدقي\" ابن حلاق إحدى الحارات المصرية القديمة بالقاهرة . واستخدم كمال سليم البساطة أسلوبا في معالجة قضايا المجتمع لأن البساطة هي المدخل الرسمي لقلوب وعقول المتلقين ، وهى المؤثر الأساسي في سلوكياتهم النابعة بعد المشاهدة ، لأنها تعطى للفهم سهولة ، وهذا الأسلوب سر من أسرار نجاح الأعمال السينمائية نادراً ما يلتفت إليه صناع العمل .

نقد آخر لفيلم العزيمة

عنوان النقد اسم المستخدم هل النقد مفيد؟ تاريخ النشر
العزيمة .. بداية السينما الواقعية في مصر محمد عثمان محمد عثمان 1/1 15 فبراير 2017
العزيمة تأصيل الواقعية المصرية حربي الخولي حربي الخولي 2/2 31 مايو 2009
العزيمة والإحساس الصادق دعاء أبو الضياء دعاء أبو الضياء 0/1 28 اغسطس 2013