تقرير | ترشيحات ﻷفلام قوية عن الكآبة والحزن... تستحق المشاهدة

  • ملف
  • 04:59 مساءً - 9 سبتمبر 2018
  • 16 صورة



الفيلم الأول: Never Let Me Go

تاريخ الإنتاج: ۲۰۱۰

هُنا القصة وما تحمله من قسوة تملك جزء كبير من تكوين شخصية الفيلم.. دراميّة الأجواء تحمل جزءًا.. ومَسَحات الكآبة التي تحرّك الأجواء تحمل جزءًا.

القصة المأخوذة عن رواية شهيرة بذات العنوان للياباني الأصل، بريطاني الجنسية "كازو إيشيجورو" تدور في أجواءٌ ديستوبية عن مدرسة تقوم بتربية أطفالِها بأفضل الأنظمة التعليمية والصحية، كي يأتي وقتٌ في حياة كل فرد فيها، يجب عليه وهب أعضائه الجسدية للمدرسة، ومِن ثمّ، يموت بعدها، أو يعيش في حالة استطاع. هي أيدلوچيا وفلسفة من نوع خاص، تقوم على مبدأ النفعية بحيث أن هؤلاء الأطفال لا يملكون أباءً أو أمهات وقد كرّسوا حياتهم لإيجاد بصيص من الأمل بحياةٍ عاديةٍ يحبون فيها ذواتهم وغيرهم. الفيلم أجواءه المؤلمة والحزينة قوية للغاية، وموسيقى الإنجليزية "راشيل بورتمان" كانت لها أثر كبير على إضفاء مشاعر مؤثرة.


الفيلم الثاني: الخروج للنهار

تاريخ الإنتاج: ۲۰۱۲

الفيلم المِصري المستقل الرائع.. ربما إن كُنت قد شاهدته قبل مُشاهدة فيلم المخرج محمد حمّاد (أخضر يابِس) لكنت أحببته أكثر مِنه لأن الفيلمان شديدا القُرب من بعضِهِما على أصعدة كثيرة، أهمها البؤس والمعاناة الحياتية اللامنتهية التي تدور حولها حكاية شخصيات الفتيات هُنا وهُناك. "الخروج للنهار" فيلم يُجبرك على الاندماج مع أجوائه البائسة عندما ترى حياة "سعاد" التي تعيش رفقة أمها المهمومة، وأبيها القعيد الذي لا حول له ولا قوة. النصف الأول من الفيلم كاملًا الكاميرا لا تخرج من بيت هذه العائلة ذو الجدران المتهالِكة، والأثاث القديم. صورة الفيلم ذات اللونين الرمادي والبرتقالي كان له أكبر التأثير على خلق هذا الموود الكئيب المتبوع، والمُناسب لسرد قصةً كتلك همّها الأول إقحامُكَ معها، وتحقيق أكبر قدر من المصداقية، وقد نجحت "هالة لطفي"، مخرجة الفيلم، في ذلك نجاحًا أستاذيًا.

الفيلم ربما يكون غير مُناسب لهؤلاء من لا يطيقون السينما البطئية (Slow-Paced Cinema).


الفيلم الثالث: Detachment

تاريخ الإنتاج: ۲۰۱۱

ديتاتشمِنت ليس بالفيلم كئيب الأجواء كثيرًا، وهو متميّز بشدة على صعيد السرد، وينتهج نقاط تجريبية عِدة في ذلك، لكنه شديد الكآبة مِن ناحية القصة وشخصية بَطَلُه "هنِري بارث" الذي يملؤه الألم الداخلي نتيجة عيشه وحيدًا في ذكرياته الأليمة الماضية. القصة عن هنري، المدرس البديل الذي اختار أن يُدرّس صف ثانوي لفترة قصيرة يُحاول فيها فِعل قدر استطاعته كي يخرُج عن الصندوق قليلًا في تعامله معهم، لأنهم مُشتتين تمامًا في حياتِهم. الفيلم موجِع للغاية في تجربة مُشاهدته الأولى على الأقل، وبه نسبة ليست بالقليلة مِن الكآبة تتبلور في المراحل الختامية من العمل، ومَن شاهد فيلم (American History X) لنفس المخرج يعلم تمامًا ما أقصد.

لقراءة المزيد: "Detachment": يا له من أسلوب سردي..!


الفيلم الرابع: The Passion of Joan of Arc

تاريخ الإنتاج: ۱۹۲۸

ساعة ونصف من الدراما التي تعتصر القلب إذا ما شاهدت نسخة الفيلم المُتاحة الغير أصلية (النسخة الأصلية تبلغ الساعتان إلا سِت دقائق). القصة الشعبية ذائعة الصيت عن مُحاكمة الشابة الفرنسية "جان دارك" بسبب اتّهامها بالهرطقة وادعاء النبوّة من قبل الكنيسة الكاثوليكية بالقرن الخامس عشر، والتي سبق أن قادت بلادها للثورة ضد الاحتلال الإنجليزي قبل هذه الواقِعة.

هذه القصة أصبحت -من شدة شعبيّتها- كما لو كانت قصةً أسطوريةً في العقل الجمعي للفرنسيين. الفيلم الفرنسي الصامت هذا به نقاط تفرُّد كثيرة كاستخدام المكان الواحد في مسرح الأحداث، أو في القدر ة التعبيرية المذهلة للكاميرا (يُقال أنه أول من استخدم اللقطة القريبة)، لكن ما يبقى في الذاكرة هو بالتأكيد الأداء العبقري الذي قدّمته "ماريـا فالكونتي" في تجسيد شخصية "جان دارك"، إبداع حقيقي يجعلها من شخصيات السينما الأيقونية التي توجَد بكل قوائم أو أحاديث السينما عندما يتعلق الأمر بالشخصيات الحزينة، أو الغارقة في دموعها. فالبُكائيّات هُنا أمرٌ مُقدَّس.


الفيلم الخامس: Uzak / Distant

تاريخ الإنتاج: ۲۰۰۲

"Uzak" أو "Distatnt" بالإنجليزية أو "بعيد" بالعربية هو فيلم تركي من نوع خاص. لا أعلم لماذا دائمًا ما أُفكّر أن الوقت المثالي لمُشاهدة هذا الفيلم هو ليلة شتائية حزينة. القصة تحكي عن شابٌ يدعى "يوسف" -نعلم أن زوجته قد تركته بوقتٍ ليس بالقصير- يقرر السفر إلى عمه باسطنبول، حيث قد فَقَد وظيفته من المكان الـبَعيد القادم منه لأسبابٍ اقتصادية، ويطلب من عمه المكوث في بيته لبضع أسابيع إلى أن يجد عمل. يوسف يعيش في حالة من التأمُّل الهاديء لكل شيء حوله كما لو كان في ذروة أزمة وجودية مع ذاته.

الكآبة المنطوقة بالفيلم توجَد في شيئين؛ أولًا في المكان حيث شتاء تركيا الصقيع والثلوج دائمة السقوط. وثانيًا، في مساحات الصمت الكبيرة الموجودة التي تجعلنا نتماهى مع حالة "يوسف" ونفكّر كثيرًا في أزمته، وجوّانيّاته. كما أن للقصة بُعدًا عالميًا حيث يناقش أزمة صعوبة ايجاد العمل والبهدلة من أجل لُقمة العيش.

الفيلم فاز في مهرجان "كان" بنسخته السادسة والخمسون بجائزتي "أفضل ممثل" و"لجنة التحكيم الكبرى"




تعليقات